ارشيف من : 2005-2008
فانتازيا آذارية
لبناننا؟!
- فلنرحب بالوحدة الوطنية، ولكن إياكم وحكومة الوحدة الوطنية فإنها انتحار،
- فلندعو الى الوحدة الوطنية وتحييد الوطن عن الصراعات الخارجية، دون أن نخشى على هذه الدعوة من استيراد الميليشيات المسلحة التكفيرية للإستقواء بها على بقية اللبنانيين،
- دعونا نزايد على أقراننا اللبنانيين بحب الوطن والذود عن حياضه، وما الضير إذا كان جلنا يحمل جنسيات أجنبية أخرى، أو أن أصولنا البعيدة والقريبة لا تمت للبنان الأرز بصلة؟!
- فلنتمسك بالسيادة، ولكن في الحدود التي ترسمها محركات السفن والطائرات الحربية الإسرائيلية،
- زودوا عن السيادة، ولكن دون الخروج عن المفهوم الجديد المعولم لها، والذي لا يجد حرجاً في تدخل الدول الامبريالية العظمى بشركاتها ومبعوثيها ورؤسائها في شتى مجالات حياتنا اليومية.
- لا تتهاونوا بالاستقلال والكرامة الوطنية، ولكن لا تنسوا الترحيب وكرم الضيافة بالذين صنعوا وما زالوا يصنعون مأساة هذا الوطن من الإدارة الأميركية وأعوانها،
- احرصوا على تذكير الآخرين بضرورة الالتحاق بقطار العروبة، وهل في ذلك مشكلة يا سادة إذا كان أصحاب الدعوة قد غادروا هذا القطار للالتحاق بقطار التسوية منذ زمن بعيد يوم لاحت الدنانير والبترو دولار؟!
- كيف نطالب بتحييد لبنان عن النزاعات والصراعات الإقليمية ولا نحج يومياً الى عواصم القرار الغربية وأنظمة "الاعتدال" العربي، ولا نواظب على التآمر على الشقيقة سوريا؟!
- إننا ننشد الحرية من السيد الأميركي، وما العجب في ذلك حتى لو كان هذا السيد يستعبد ويحتل ويقهر دولاً وشعوباً بأكملها؟!
- فلنولي وجوهنا شطر أميركا أرض الجاه والثروة، علّنا نظفر بفتات من الخيرات التي تنهبها شركاتها ومقاولوها في أقاصي الأرض.
- إننا حقاً قلقون على أمن المواطنين، ولكن ليس في اليد حيلة، فالقوى الأمنية بعديدها وعدتها وتجهيزاتها الممولة من جيوب المواطنين، منهمكة حالياً بحماية المربعات الأمنية في كليمنصو وقريطم وفي حماية مواكب السلطة والأصدقاء الوافدين.
- إننا نحذر كل من يعنيه الأمر من لعبة إفقار المواطنين وقطع أرزاقهم كمدخل لإذلالهم واستزلامهم، ومن لا يصدق ندعوه للاطلاع على كشوف الشيكات والمخصصات الشهرية للأزلام وعلى تنك زيت الزيتون والمعلبات الغذائية وغيره مما لذّ وطاب، وما يغني عن وجع الرأس..
- إن احترام المؤسسات والإدارات العامة والقانون العام يفرض علينا تحويل كل ذلك الى مزارع وإقطاعيات لمحاسيبنا وأزلامنا وشركاتنا، وهل خدام وغزالة وكنعان أشطر منا؟!
- نشدد على احترام الدستور ومراعاة أحكامه في الليل والنهار، وهل في تعطيل المجلس الدستوري وتخريب التعايش والوفاق الوطنيين ونقض المواثيق والمعاهدات والانقلاب على البيان الوزاري ما يتعارض مع ذلك؟!
- فليعلم الجميع أننا لا نقبل سلاحاً في لبنان إلا سلاح الشرعية، وما المشكلة إذا أنشأنا الميليشيات المدججة تحت عنوان الشركات الأمنية؟!
- إننا نحرص شديد الحرص على سلامة مؤسسة الجيش ونستنكر التعرض لها، ولذلك نعتز بزعماء في صفوفنا اضطهدوا ضباط هذا الجيش وجنوده وخاضوا في مواجهته معارك عبثية، الى أن انتهى بهم الأمر الى توريطه في حمام دم بارد.
- ليفهم الجميع أن لا بديل عن الديمقراطية في نظام حياتنا، ولكن مهلاً علينا أن لا نتنازل عن إقصاء الشريحة الكبرى من أبناء الوطن، حتى ولو كان بينهم من نُدِين لهم بكراسينا، عن المشاركة في القرارات الوطنية الكبرى.
- دعونا نستمتع بالحياة والسينما والرقص و"البيتش" و"الهوت دوغ" و"الهامبرغر"، ودعوا مصير أجيالنا وأمتنا جانباً، فما هو شغل الصهاينة إذا لم يهتموا بذلك ؟!
- نريد المحكمة والحقيقة، وهل إذا كانت صفوفنا تضم غُلاة القتلة والكاذبين ممن تلوثت أيديهم بدماء رجالات الدولة وآلاف اللبنانيين الأبرياء ما يقلل من نزاهة وشفافية هذا المطلب؟!
- نعم لن نتنازل عن المحكمة والحقيقة، حتى لو كان منا من اضطهد الضحية في حياتها حتى حرمت دخولهم قصرها أبد الآبدين،
- إن الحقيقة آتية، ولا بأس إذا كانت هيئة المحلفين التي أصدرت الحكم قبل انعقاد المحكمة، تضم في صفوفها من كان الى يمين المتهم يوم "اضطهد" الضحية.
- كل من يدعو للمساومة والمهادنة مع "النظام السوري وعملائه" يستحق الإعدام، وماذا يعني إذا كنا أدرنا البلد لسنوات طويلة بالمحاصصة مع رموز سابقة ذات شأن في هذا النظام، وبرضى الوصيّ الأميركيّ وتحت نظره؟!
- إننا نحذر من "أطماع إيران الفارسية"، وقد كان لنا شرف رفع صور زعمائنا الى جانب صورة مؤسس هذه الجمهورية لسنوات وسنوات.
- حذار من الأموال "الحلال" التي تصرفها إيران في لبنان، فقد سبق أن ذقنا طعم هذا الحلال يوم كانت تأتينا رزم البنكنوت "بالسمسونايت" من الدبلوماسية الإيرانية، ولم تعجبنا طعمته.
- فلنبكي ونلطم أطلال بيروت، على وقع جنازير جرّافاتنا التي تهشم أبنيتها التراثية وتبقر أحشاءها لتستخرج كنوزها الأثرية، كي تسيَل في أسواق أوروبا وأميركا حسابات مصرفية مدولرة.
- فلنرفع الصوت ولنذرف الدمع على كرامة بيروت المهدورة، فكرامة بيروت وهويتها لم تعد قابلة للصون باحتضان قضية العرب والمسلمين والمدافعين عنها، وإنما بتشريع أبوابها ومنازلها أمام أجهزة وعناصر المخابرات الساعية لتصفية هذه القضية.
- إن معركتنا طويلة، ونحذركم أن المخيلة الهوليودية في عوكر ما زال في جعبتها الكثير. وقد أعذر من أنذر.
رضوان. ب. جمول
في 17/3/2008