ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: إضراب
إضراب.. قد تكون هذه الكلمة في لبنان المرادف الموضوعي لكلمة معلمين..
فمنذ تفتحت عيوننا على الحرف.. ونطقنا بالأبجدية.. كان المعلمون يضربون لتحصيل حقوقهم.. يتظاهرون ويعتصمون.. ولا يملون من الصراخ لأجل إنصافهم.. حتى أن أيام الاضراب كانت أكثر من الايام التعليمية التي حضرناها في احدى سنوات التعليم الاساسي.. وكدنا في ذلك العام ننسى وجوه معلمينا.
لافتات كثيرة كانت تتصدر تحرك المعلمين وما زالت، في مقدمها تثبيت المتعاقدين.. تصحيح الأجور.. سلسلة الرتب والرواتب.. سن تشريعات تحمي المعلم خلال رحلته في أشقى المهن..
كان المعلمون يتحركون والسلطة تنثر عليهم قصائد الحب والمديح بمناسبة وبدونها، حتى اذا ما اقتربت السلطة من المطالب لتحقيقها قزمتها وحولت معظمها الى وعود، وفي أحسن الحالات الى مراسيم مع وقف التنفيذ.. فيذهب المعلمون الى مدارسهم وطلابهم على أمل أن ينالوا حقوقهم. ولكن أمام تسويف الحكومات كانوا سرعان ما يعودون الى الاضراب ومن ثم الاضراب.
المعلمون ومعهم كل الهيئات النقابية الذين أضربوا بالامس ينتمون الى لبنان كل لبنان، خارج الاصطفافات السياسية، ينشدون إنصافهم في وجه غول الجوع الذي بات خطراً محدقاً بكل مواطن.. ان كان معلماً أو موظفاً أو أجيراً.
ولكن هذه الحكومة اللاشرعية لم تفعل شيئاً، جل ما تتحفنا به هو عرض مسهب للأسباب العالمية للغلاء التي تبدأ بارتفاع سعر النفط، وصولاً الى سعر صرف اليورو أمام الدولار، وبرغم ذلك لا يتوانى أقطاب هذه السلطة عن اتهام الكثير من اللبنانيين أيضاً بأنهم جزء من أسباب الأزمة!. وفي الوقت نفسه حكومتهم لا تفعل شيئاً.
تتحدث كل المؤشرات عن ارتفاع بالاسعار تجاوز 40 بالمئة.. والسلطة تقول انه نحو 25 بالمئة، تتوقع جمعية حماية المستهلك أن تبلغ الزيادة الشهرية على الاسعار 5 بالمئة.. وسلطة السنيورة لا تتحرك. يضرب العمال ومن ثم المعلمون فيتهمون بأنهم يتحركون بحسابات سياسية.
لماذا لا تتذاكى هذه السلطة وتعالج أسباب الاضرابات فتسحب من يد النقابات وغيرها كل أسباب تحركها..
انه طموح مشروع وخارج الأجندة السياسية.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1261 ـ 4 نيسان/أبريل 2008