ارشيف من : 2005-2008
احتفال التضامن مع الأسير سكاف الثلاثاء المقبل في قصر الأونيسكو: ديمقراطية "المستقبل" تمنع التضامن مع الأسرى في سجون العدو
الجمعة 14/ آذار 2008 كان من المقرر إقامة لقاء وطني تضامني مع الأسرى اللبنانيين والعرب في الذكرى الثلاثين لاعتقال الأسير يحيى سكاف واستشهاد دلال المغربي ورفاقهما، في قاعة مركز توفيق طبارة في الصنائع. تأجل الموعد إلى الثلاثاء المقبل في الثامن من نيسان وتغير المكان، فأضحى قصر الأونيسكو. وبقي السؤال عن سبب التأجيل وتغيير المكان؟ أما الجواب فبكل بساطة: "ديمقراطية السلطة وتياراتها".
فعشية الاحتفال المقرر الذي كان دعا إليه عدد من مؤسسات المجتمع المدني والأهلي والهيئات الوطنية، مارست قوى السلطة وتحديداً تيار المستقبل، ضغوطا كثيرة من أجل منع إقامة الاحتفال، والذريعة بحسب مصادر مطلعة "معلومات أمنية لدى "المستقبل" عن مشاركة رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب في اللقاء"، وهو ما دفع بمسؤولين في "المستقبل" إلى عدم الاكتفاء بالضغط والانتقال الى التهديد بتخريب الاحتفال. فما كان من الجهة المنظمة وحرصاً منها على قضية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وتفادياً لوقوع أي إشكال من شأنه التأثير في الهدف من الاحتفال، وهو التضامن مع الأسرى، إلا أن بادرت إلى إلغاء الاحتفال في مركز توفيق طبارة والبحث عن مكان آخر برغم ضيق الوقت، فرسا الاختيار على فندق "السفير"، ولكن أين يقع هذا الفندق؟ في محيط مبنى تلفزيون "المستقبل"، وهو ما لم يرق لتيار "المستقبل" الذي رأى في ذلك "تحدياً اكبر" دفعه الى الاستمرار في ممارسة ضغطه، مهدداً ومتوعداً.
قد لا يرى البعض في هذه الحادثة أهمية تذكر ويضعها في إطار سلسلة حوادث شبيهة تتكرر منذ فترة في المناطق كافة، ولكن ماذا إذا استعدنا الوقائع التالية: الضغوط والاعتداءات المترافقة مع إحياء كل ذكرى سنوية لاعتقال الاسير يحيى سكاف في المنية، وآخرها اطلاق قذيفتي "آر.ب.ج" من جهة مجهولة في بداية الاحتفال وعند نهايته.. ثم جاء البيان الذي صدر باسم "عائلة الأسير يحيى سكاف" من قبل أشخاص لا يمثلون العائلة، وطالب "حكومة السنيورة" بتولي ملف الأسير!! وهو ما استدعى رداً من قبل عائلة ولجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، نفت فيه بشكل قاطع أي علاقة لها بـ"البيان المشبوه"، وقيام أي من أعضاء اللجنة بزيارة المنسق العام لـ"تيار المستقبل" في الشمال عبد الغني كبارة، مجددة الثقة بالمقاومة وقائدها من أجل إعادة الأسرى، واصفة "الطارئين على القضية بالزبد".
وماذا عن استقبال الوزير في الحكومة اللاشرعية أحمد فتفت ابن عم الأسير سكاف في السراي الحكومية؟ يقول هادي بكداش رئيس حركة الوفاء للأرض والإنسان، إحدى الجهات المنظمة للقاء التضامني مع الأسير سكاف ورفاقه: "ما حصل يأتي في إطار مخطط لإبعاد السنة في لبنان عن قضية فلسطين التي تبقى القضية المركزية، وعن قضايا الأسرى والمعتقلين". مؤكداً "ان هذا المخطط لن ينجح برغم كل المحاولات".
وبرغم تأكيد بكداش أن الاحتفال سيقام الثلاثاء المقبل، إلا أنه لم "يُخفِ قلقه من احتمال إقدام عناصر في تيارات السلطة على تخريب الاحتفال او التشويش عليه أو حتى ممارسة الضغوط على الجهات المشاركة، أو الذين سيلقون كلمات للمناسبة"، الأمر الذي دفع اللجنة المنظمة الى عدم الإفصاح عن الذين سيتوالون على المنبر. وشدد بكداش على أن المسؤولية تقع اذا حصل أي إشكال، على الوزارة المعنية، أي وزارة الثقافة التي أعطت الإذن بإقامة الاحتفال في قصر الأونيسكو. يذكر أن الاحتفال سيقام نهار الثلاثاء في 8 نيسان عند الساعة الخامسة من بعد الظهر، بدعوة من حركة الوفاء للأرض والإنسان، وندوة العمل الوطني، والمجلس النسائي اللبناني، ولجنة حقوق المرأة اللبنانية، وبيت المرأة الجنوبي، ولجنة الأسير يحيى سكاف، وتجمع شباب بيروت، ورابطة أبناء بيروت، واتحاد بيروت الكرامة، والهيئة الوطنية لمقاومة التطبيع، والمؤتمر الدائم لمناهضة الغزو الثقافي الصهيوني، ولجنة الأسير سمير القنطار، وتيار المقاومة اللبناني، وشبيبة الشهيد جورج حاوي، وجمعية الشباب العربي، وتكتل الجمعيات الأهلية اللبنانية.
ميساء شديد
الانتقاد/ العدد1261ـ 4نيسان/ أبريل 2008