ارشيف من : 2005-2008
التصعيد سيد الموقف في الأراضي الفلسطينية.. والاستيطان ينسف مناورات عباس في التوصل لحل مع دولة الاحتلال
غزة ـ "الانتقاد"
عود على بدء.. والبدء في الأراضي الفلسطينية هو التصعيد والحصار والمعاناة.. فقد عادت قوات الاحتلال الصهيوني إلى سياسة القتل بعد هدوء نسبي شهدته الأراضي الفلسطينية، لا سيما قطاع غزة.
فقد سقط في عمليات صهيونية جديدة رافقت وأعقبت القمة العربية ثمانية شهداء وعدد من الجرحى مع استمرار الاجتياحات والاعتقالات والغارات الجوية الصهيونية.
ففي قطاع غزة سقط سبعة شهداء ومثلهم من الجرحى في عمليات صهيونية جديدة قالت المصادر الفلسطينية وشهود العيان إن الجيش الصهيوني عاد لتكثيفها في المناطق الحدودية لقطاع غزة، كما حصل قبالة دير البلح وسط القطاع عندما توغلت قوة صهيونية خاصة واشتبكت مع مجموعة من المرابطين من كتائب القسام التابعة لحماس، ما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة آخرين من أفراد المجموعة، في واحدة من العمليات الخاطفة والمفاجئة للقوة الصهيونية.
وكان قد سبق هذا التسلل بيوم واحد تسلل آخر مع ساعات الفجر قبالة قرية وادي السلقا قرب القرارة جنوبي القطاع، ما أدى إلى استشهاد أحد أعضاء كتائب القسام وإصابة آخرين في توغل لم يستمر طويلا، فضلا عن توغلات طفيفة أخرى على امتداد الحدود مع القطاع من دون أن تسفر عن سقوط شهداء وجرحى، الأمر الذي رأت فيه المصادر الفلسطينية سياسة قديمة جديدة يمارسها الجيش الصهيوني من خلال التوغل المحدود فترة محدودة ثم يخرج، يستهدف مجموعة بعينها أو هدفا بعينه ثم يخرج مهما كانت النتائج.. ذلك انه يريد أن يبقي قدرا من التوتر والسخونة على امتداد الحدود وفي قلب القطاع، كما انه يريد أن يبقي على همة جنوده مشدودة ومتأهبة لأي عمليات جديدة في ضوء التعليمات.. لكنه أيضا لا يريد أن يدفع ثمنا لهذه السياسة الصهيونية، كي لا تنقلب إلى الضد.
الفصائل الفلسطينية قرأت هذه السياسة الصهيونية وعمدت إلى قصف البلدات والأهداف الصهيونية، بما في ذلك مدينة المجدل وبلدة سديروت شمالي قطاع غزة بالصواريخ، لا سيما سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية. ألوية الناصر صلاح الدين أعلنت عن قنص جندي صهيوني كان على متن آليته، ما أدى إلى إصابته. ووزعت شريطا مصورا يوضح ذلك، غير أن العدو لم يعترف بذلك.
ومع استمرار السياسة الصهيونية على الأرض، كثرت الطلعات الجوية والتحليق من قبل الطائرات على اختلاف أنواعها، وقصفت عدة أهداف في القطاع أدت إحداها إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، في حين استشهد آخر متأثرا بجراح أصيب بها في وقت سابق. أما في الضفة الغربية فقد عاد المستوطنون إلى العربدة التي كانوا يمارسونها، فقد قتلوا على أحد الحواجز في الضفة الغربية احد الفلسطينيين دون أي مبرر ودون أي سبب، في حين استمر الجيش الصهيوني في عمليات التوغل والاجتياحات، خصوصا في شمال الضفة الغربية. وفي هذه الاعتقالات جرى اعتقال قائد كتائب القسام ومساعده في مدينة طولكرم. وحسب مصادر فلسطينية متابعة فقد طالت حملة الاعتقالات طوال شهر آذار/ مارس وحده (650) معتقلا من مختلف المناطق الفلسطينية، في حين بلغ عدد الشهداء خلال الشهر نفسه (126) شهيدا ومئات الجرحى.
كل ذلك في ظل استمرار دولة الاحتلال في الإعلان عن مناقصات لبناء وحدات سكنية في القدس وبيت لحم، ما يهدد توقعات رئيس السلطة الفلسطينية بإمكانية التوصل الى اتفاق حول إقامة الدولة الفلسطينية المرتقبة، حتى نهاية هذا العام.
الانتقاد/ العدد1261ـ 4نيسان/ أبريل 2008