ارشيف من : 2005-2008
بإختصار: مناورات وأفعال
... وفي اليوم الثالث من المناورات تكلم مجاهدو فلسطين، فكان كلامهم أمضى من صواريخ العدو ودباباته، وكان صوتهم أقوى من صفارات الإنذار التي أخفق بعضها بالدويّ.
لقد شغل العدو الدنيا بمناوراته غير المسبوقة منذ نشوء كيانه المغتصب إلى درجة يخيّل للواقع تحت هذا الدفق الإعلامي بأن إسرائيل استعادت عافيتها، وجيشها استرد القوة التي لا تقهر، لكن بالنظر قليلا إلى مجريات المناورة يتضح الكثير من الإخفاقات والعيوب من عدم وجود ملاجئ كافية إلى إخفاق في تشغيل صفارات الإنذار في أكثر من منطقة، وصولا إلى محاولة السلطة السياسية في هذا الكيان الخروج بنتيجة تضع الوزر كاملا على عاتق الجيش الإسرائيلي في أي حرب قد تندلع إذ اعتبرت أن الجبهة الداخلية لا يمكنها الصمود طويلا أمام ضربات الصواريخ، وعليه ينبغي على الجيش أن يحسم المعركة بأسرع وقت، وألا يطيل أمد الحرب، وليتمكن هذا الجيش من ذلك عليه إما الدخول في تسوية تنهي القتال أو الدخول بعملية برية واسعة للسيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ وتأمينها، وهنا يحضر السؤال ماذا لو كان مكان إطلاق الصواريخ يبعد عن كيان العدو مئات الكيلومترات، لا بل الآلاف، وهو الذي لم تغب صورة المواجهة عنه في عيتا الشعب وبنت جبيل ومارون الراس حيث لم يتمكن من التقدم أمتاراً.
وفي خضم كل هذا الجدل جاءت عملية المقاومة في غزة لتقول ناوروا ما استطعتم فساعة الحقيقة، الكلام الفعلي هو في ساح الجهاد وعند الشدائد تختبر الرجال.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008