ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: مناورة الضعيف
ما يحتاج اليه المهزومون في حربهم ضد المقاومة في لبنان عام 2006 ليس مناورة كبرى تعيدهم الى تلك الحرب، بل برامج اجتماعية وترفيهية، وقرارات تسحب من نفوسهم مشهد جيشهم يتهاوى في 33 يوماً.
لا يُحسد الاسرائيليون على ما أوقعتهم به حكومة اولمرت مرة جديدة، فقد اعادتهم صاغرين الى أجواء حرب كرهوا رائحة الذل فيها، ومرّ الهزيمة الذي ما زال تحت أضراسهم.. كما العار الذي يتموضع في وجوه قادتهم السياسيين وعلى اكتاف العسكريين.
المناورة التي تعاملت مع هجوم صاروخي يستهدف كل انحاء الكيان الغاصب تضع المجتمع الصهيوني أمام حالة اكبر من الخوف والقلق من النوع الذي لا يستند الى توقعات وفرضيات، بل الى واقع قائم رأى هذا المجتمع بعض مصاديقه في حرب تموز، ونزلت به الخسارة قبل ان يتاح له رؤية المشهد كاملاً.
وان كانت هذه المناورة قد حاولت تصوير كيان العدو في وضع دفاعي وفي موقع من يتعرض لـ"الاعتداء"، فإنها لا تستطيع اخفاء انه شتات بنى كيانه العنصري على الفكر العدائي، ورسم حدود دولته بالقتل، ويرسم طموحه بأطماع موروثة لا تحسب للآخرين أي حساب بالحياة والعيش.
فتبدو المحاولة المتجددة لاظهار شعب العدو "مظلوماً" في محيط عدائي، تستهدف اخفاء حقيقة أنه شعب يتألف من عصابات ورثت فكر "الهاغانا" و"الشتيرن" و"الارغون".. لا يتردد بالطلب من قادته حسم المعركة بإزالة أعدائهم في "المحيط" من الوجود، ويجد في حفلات القتل في فلسطين وسابقاً في لبنان أقل تعبير عن مطلبه.
هكذا وبعيداً عن شعار هذه المناورات بأنها لاستخلاص العبر من نتائج هزيمته في تموز، وفضلاً عن الروح العدائية التي هي المحرك الفعلي لهذه المناورة.. فإن العدو خاض مناورة جديدة لإيهام العالم أنه كيان يقع في دائرة من الاخطار.
أخطار واقعية تشي بأنه كيان ضعيف ذاهب الى الاضمحلال والزوال، ولن تعيد مناورة له قوته المزعومة.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008