ارشيف من : 2005-2008

حضرت "السياسة" فغابت الهموم النقابية:المعارضة والموالاة وجهاً لوجه في معركة نقيب المهندسين

حضرت "السياسة" فغابت الهموم النقابية:المعارضة والموالاة وجهاً لوجه في معركة نقيب المهندسين

تشهد نقابة المهندسين اختبارا جديدا بين القوى السياسية المتنازعة، تحتمه ضراوة المعركة الانتخابية التي ستدور رحاها بين مهندسي الموالاة والمعارضة، خصوصا أن المعركة الانتخابية هي على موقع نقيب المهندسين، حيث يتنافس على هذا الموقع المهندس مصطفى فواز عن المعارضة، والمهندس بلال العلايلي عن الموالاة، إضافة الى عدد من المرشحين عن الجمعية العامة والفرعين المدني والزراعي.
ووضع مسؤول المهن الحرة في حزب الله المهندس حسن حجازي "الانتقاد" في صورة التحضير لهذه الجولة، وقال إن "المهندسين يشتعلون على الأرض تحضيرا لهذه المعركة الانتخابية. ذلك أن الاصطفاف السياسي ترك آثاره على الوضع النقابي في البلد".
وأشار الى أن "الانتخابات النقابية أخذت هذا الطابع وليس الطابع الذي من المفترض أن تأخذه، حيث ان العامل النقابي والمهني كان من المفترض أن يكون هو الأساس، وهذا نتيجة محاولة السلطة السيطرة على النقابات، وعملت على ذلك من خلال بذل المال الانتخابي الكثير في سبيل الوصول الى هذا الوضع، وحيث ان فريق الموالاة يرفض الاحتكام الى الشارع من خلال رفض الانتخابات النيابية لتظهر مدى التأييد الشعبي لطروحاته، فإنه يلجأ الى النقابات المهنية ويدفع المال الكثير ويستقدم الآلاف من الخارج في محاولة لإثبات انه يمتلك أكثرية نقابية". ورأى حجازي أن "هذا ما يضر بجوهر العمل النقابي المبني على فكرة التضحية والعطاء في سبيل خدمة المهنة وتطوير المهنيين، لان الذي يصل تحت عنوان الضغط السياسي والمال الانتخابي تكون اهتماماته في مجال آخر، وهذا ما تعودنا عليه في انتخابات السنوات الأخيرة في نقابة المهندسين وغيرها من النقابات".
وفي مقابل هذا الوضع يؤكد حجازي "أننا نستنفر قواعدنا، ونتواصل مع بقية الافرقاء في سبيل التصدي لهذا الوضع ما أمكن، من خلال التنسيق والتعاون بين أطراف المعارضة بمختلف انتماءاتهم، حيث يتواصلون ويحضرون لهذه الانتخابات بشكل جيد وايجابي، مع العلم أن هناك أعدادا كثيرة من المهندسين سافروا خلال السنوات الماضية الى الخليج وأوروبا نتيجة انفتاح سوق العمل والفورة النفطية". وهنا يلفت حجازي الى أن "من يدفع الأموال يستطِعْ جلب المهندسين من الخارج، وهذا يمكِّنه من أن يربح، لكن ذلك لا يعبر عن الأكثرية الحقيقية".
التواصل مع المهندسين
وأمام  محاولة شراء أصوات المهندسين من قبل السلطة، فإن قوى المعارضة تتواصل مع المهندسين على الأرض وتجري لقاءات معهم في مختلف المناطق للحث على المشاركة والتعبير عن رأيهم، لان النقيب وأعضاء النقابة يمثلون هؤلاء المهندسين ويحملون تطلعاتهم وهمومهم. وفي هذا الإطار يشير حجازي الى "التجاوب الكبير من قبل المهندسين على الأرض، إذ ان العمل المشترك من قبل أطراف المعارضة كان ايجابيا وبناءً، واظهر وحدة موقف واضحة وأساسية بين الجميع، وخصوصاً حركة أمل وحزب الله، حيث انعكست إيجابا في الحضور والمشاركة الكثيفة للمهندسين في اللقاءات التي عقدت في أكثر من منطقة في الجنوب وبيروت والبقاع، ويعمل الجميع في التواصل مع كل القاعدة الهندسية". آملاً أن "تكلل هذه الجهود بالنجاح وان ينعكس هذا الأمر على البقية".
لماذا لم يتم التوافق؟
يتحدث حجازي عن محاولة توافق جرت قبل الانتخابات في المرحلة الفرعية الأولى(9 آذار) من قبل بعض الوسطاء، لكن بعد نجاح الفريق الآخر في استقدام أعداد كبيرة من الخارج، وشعوره بإمكان الربح في معركة النقيب وأعضاء النقابة (13 نيسان) رفض فكرة التوافق.
برنامج المعارضة
يؤكد حجازي ان "أي معركة يجب أن تخاض على أساس برنامج من اجل تطوير وضع المهنة لتشمل الانظمة والقوانين، مشيرا الى أن هذه القوانين تحتاج الى تطوير". وتحدث عن أفكار عديدة طرحتها المعارضة تتعلق بالتقديمات الاجتماعية والاستشفاء والتقاعد وتسجيل المعاملات الهندسية وأنظمة السلامة العامة في مسائل مختلفة، وتطوير وتعزيز هيئة المندوبين والفروع، ومواكبة التطور العلمي والتدريب على كل جديد. لكن أمام هذه العناوين المطروحة، يرى حجازي ان الموضوع السياسي يغيّب الكثير من هذه العناوين المهنية التي يجب أن تتصدر اهتمامات المهندسين.
ويختم حجازي بالقول: "في الوقت الذي ندعو المهندسين الى المشاركة بفعالية لاختيار ممثليهم، نأمل في المستقبل الآتي أن يعود الاهتمام المهني والنقابي ليكون هو الأساس الغالب على العمل السياسي".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1262ـ 11 نيسان/ أبريل 2008


2008-04-10