ارشيف من : 2005-2008

جعجع العائد من البيت الأبيض يقلب طاولة بري الحوارية ويترقب المنطقة

جعجع العائد من البيت الأبيض يقلب طاولة بري الحوارية ويترقب المنطقة

جعجع يسعى لتصدر الساحة المسيحية وفريق الموالاة

أخذ سمير جعجع قائد القوات اللبنانية من البيت الأبيض الأميركي أكثر مما توقع وهو يُقلب في بطاقة الدعوة التي تلقاها قبل مهرجان 14 شباط لزيارة واشنطن كواحد من قيادات ثورة الأرز كما تُصر الادارة الاميركية على تسمية فريق الموالاة.
حصل سمير جعجع على وعود أميركية قاطعة بمساعدة القوات اللبنانية كي تتمكن من تعزيز نفوذها في الجسم المسيحي عموماً وداخل الطائفة المارونية على وجه التحديد، وذلك بعد مداخلة مُطولة له أمام فريق من الموظفين التابعين لوزارة الخارجية يعملون في الملف اللبناني، أكد فيها جهوزية القوات اللبنانية لتعود كما كانت قبل الطائف الرقم المسيحي الوحيد الذي يقرر مصير المسيحيين، وعرض جعجع هيكلية القوات الجديدة التي تملك من المرونة ما يكفيها كي تنتقل من العمل المدني الى التشكيلات الميليشياوية بناءً على الأوامر، والعودة الى ممارسة الحياة العادية فوراً.
أبدى عدد كبير من الموظفين في وزارة الخارجية اعجابه بسمير جعجع، كقيادي مسيحي يدرك بأن على المسيحيين في لبنان ان يحافظوا على مكاسبهم السياسية في النظام باعتبارهم الأمة التي تملك مقومات النمو في محيطها على عكس الأمة اليهودية، وهذا يعني ان على الغرب عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً ان تلتفت الى المسيحيين في لبنان وتوفر لهم جميع الأسباب التي تعزز نفوذهم السياسي في المشرق العربي. ووصفه عدد من المسؤولين في الادارة الأميركية بأنه أكثر وضوحاً من وليد جنبلاط، وأقل تردداً من سعد الحريري، وليس تابعاً مثله للمسؤولين السعوديين في الرياض، وهو أفضل فهماً من الرئيس أمين الجميل للدور المسيحي في لبنان والشرق.
وتتوقع القوات اللبنانية بحسب التعميم السياسي الذي تم توزيعه على المجموعات زيادة الدعم الأميركي للقوات على المستويات كافة، ولا سيما ما يتعلق بتسليح القوات وتدريب عناصرها. لذلك طلبت قيادة القوات من المسؤولين على الأرض رفع قوائم اسمية لابتعاثها في دورات تدريبية الى الولايات المتحدة الأميركية.
أما على المستوى السياسي فإن قائد القوات الذي فرض تقنينا ذاتيا على معلوماته من المصادر الأميركية يتحدث عن انطباعات سياسية نابعة من تحليله الشخصي للوقائع والأحداث، ولا يرى تسوية سياسية لبنانية للملفات العالقة وتحديداً انتخاب الرئيس وقانون الانتخاب والحكومة في المدى المنظور، كما انه لا يتوقع حرباً داخلية، بل يتحدث عن مراوحة مصحوبة بالتشنج، يرافقها القلق والخوف تارة والتهدئة احياناً، بانتظار نضوج ملفات إقليمية كبيرة مثل الملف النووي الايراني والتسوية على المسار السوري.
لذلك لا يتوقع سمير جعجع نجاح مبادرة الرئيس نبيه بري في اعادة تركيب طاولة الحوار الوطني، حتى ولو استعان برئاسة الجامعة العربية، ومصر والرياض، لأن الظروف التي استجدت بعد قمة دمشق عززت الانقسام العربي حول الحل في لبنان، وحتى لو انعقدت طاولة الحوار مجدداً فإنها ستعمل على تقطيع الوقت.
مواقف جعجع ما بعد جولته الأميركية فضلاً عن المعلومات التي وصلت الى بيروت عن مستوى لقاءاته ومدى الحفاوة التي تلقاها في البيت الأبيض وأقسام الشرق الأوسط في الادارة الأميركية تركت ردود فعل مختلفة داخل الجسم المسيحي، والماروني على وجه التحديد، ستظهر على شكل تجاذبات داخل الفريق المسيحي في الموالاة، بعدما أكدت مصادر القوات ان الرئيس أمين الجميل لن يكون ممثلاً للمسيحيين في أي حوار سيجريه الأمين العام للجامعة العربية في بيروت لتطبيق بنود المبادرة العربية.
وتتمنى القوات اللبنانية ان تلتقي قوى الموالاة مع الرغبة الاميركية في عدم التسرع بتنفيذ بنود المبادرة العربية، والتريث في ذلك، لأن مكاسب الموالاة ستكون أفضل بعد الأشهر الثلاثة المقبلة، لذلك نصح جعجع قوى السلطة برفض مبادرة بري الحوارية، والضغط باتجاه عين التينة لإجبار رئيس المجلس على فتح أبواب البرلمان أمام النواب لممارسة دورهم الوطني في انتخاب الرئيس وتفعيل الحوار بين النواب.
يخشى سمير جعجع من انقسام فريق الموالاة بين مؤيد ومعارض لطاولة الرئيس بري الحوارية، ولا سيما بعد جنوح النائب بطرس حرب نحو تأييد الحوار متماهياً مع التكتل الطرابلسي، وبحسب مصادر القوات فإن ما بعد 22 نيسان الموعد المقرر لجلسة الانتخاب لن يشبه ما قبله لاعتبارات كثيرة أهمها بدء العد العكسي لعمر مجلس النواب الحالي والاستعداد للانتخابات النيابية في ربيع العام المقبل، وهي فترة سينصرف فيها فريقا الموالاة والمعارضة لتركيب اللوائح وعقد التحالفات، وقبل ذلك على القوى اللبنانية كافة ان تتفق على قانون الانتخابات والرئيس والحكومة الانتخابات.
قاسم متيرك
الانتقاد/ العدد1262ـ 11 نيسان/ أبريل 2008


2008-04-10