ارشيف من : 2005-2008

سيناريو المناورات الكبرى في "اسرائيل"

سيناريو المناورات الكبرى في "اسرائيل"

استمرت المناورات الاسرائيلية، التي اطلق عليها، "نقطة تحول 2" لمدة خمسة ايام، بدءا من نهار الاحد، وبدأت بإعلان أولمرت نشوب الحرب المفترضة. ومنذ اللحظة الأولى، افتُتحت هيئات الأركان لغرف الحرب المختلفة، في مكتب رئاسة الحكومة، وفي سلطة الطوارئ في وزارة الدفاع، وأعلنت حالة الطوارئ الاقتصادية. وبدأت وزارة التعليم العمل وفق السيناريوهات المختلفة في المؤسسات التعليمية في أنحاء الكيان الصهيوني. وفي الوقت نفسه، بدأت شركة الكهرباء العمل وفق صيغة الطوارئ.
وعقدت الحكومة جلسة اخرى نهار الاثنين بالتزامن مع مناورة أركانية عامة على المستوى القطري. ووصلت المناورة الى مرحلة الذروة نهار الثلاثاء مع إطلاق صفارات الإنذار في الساعة العاشرة صباحاً، في كل أنحاء "إسرائيل"، باستثناء منطقة غلاف غزة وسديروت، لمدة دقيقة ونصف. في إطار تدريب يهدف إلى اختبار إجراءات إنقاذ المدنيين في حالة الحرب أو سقوط عدد كبير من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وسط تقارير إعلامية متعددة تحدثت عن فشل في التحضيرات وثغر في تنفيذ السيناريوهات الموضوعة لها.
وقبل ساعة من انطلاق الصفارات، بدأ البث من الاستديو الخاص بقيادة الجبهة الداخلية، للمرة الأولى منذ إقامته، وذلك بواسطة القناة 33 الخاصة بالكنيست. وتضمن البث تعليمات موجهة إلى الإسرائيليين بشأن اختيار الحيّز الآمن لحظة تعرض الجبهة الداخلية لهجوم.
وأطلّ قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، في سياق البث الطارئ للاستديو، طالباً من الإسرائيليين التفاعل مع التوجيهات المقدمة والتصرف بحسب السيناريوهات الموضوعة، مشدداً على أهمية "التدرب على حالات طوارئ تعدّ مهددة جداً، إذ إن معرفة هذه الحالات ضرورة لتعزيز القدرة على مواجهتها". وخاطبت رسالة أخرى الإسرائيليين قائلة "إنها لحظة التحقق من أنك وعائلتك على استعداد لمواجهة وضع طارئ، وأنكم اخترتم المكان الأكثر أماناً في مسكنكم ومكان عملكم".
وشكل انطلاق صفارات الإنذار، التي تواصلت لتسعين ثانية، إيذاناً بوجوب توجه الطلاب في المؤسسات التربوية المختلفة، وكذلك موظفي المكاتب الحكومية والكنيست والبلديات إلى الملاجئ والغرف الآمنة والبقاء فيها ساعة واحدة.
وحاكت المناورة يوم الثلاثاء تصعيداً إضافياً في الحرب وتساقط المزيد من الصواريخ في مناطق مختلفة من "إسرائيل" سبب وقوع عشرات القتلى.
وقامت أجهزة الطوارئ المختلفة بإجراء تدريبات على سيناريوهات متعددة بناءً على تعليمات الجبهة الداخلية، فيما شهدت منطقتا "مروم هجليل" والناصرة تدريباً لإخلاء مصابين في أعقاب تعرضهما لصلية صاروخية. وفي تل أبيب ومحيطها تم اختبار تجنيد الآليات المدنية للخدمة العسكرية ولخدمات الطوارئ كاستدعاء الرافعات والجرافات من أماكن مختلفة إلى ساحة الحدث.
وكان لمقر الكنيست الإسرائيلي في القدس المحتلة دوره من المناورة، حيث جرت محاكاة سقوط صاروخ في حرم المكان، ما استدعى المدير العام للبرلمان الى إصدار أوامر للموظفين وأعضاء الكنيست بالاحتماء في الأماكن المخصصة وإغلاق المبنى وتشغيل منظومات الطوارئ، ومن بينها أجهزة تنقية الهواء من التلوث غير التقليدي. وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن بعض أعضاء الكنيست كانوا في اجتماعات داخل اللجان المختلفة وفوجئوا بما حصل.
وانتقلت المناورة إلى المرحلة الميدانية يومي الأربعاء والخميس حيث تم العمل على محاكاة وضع تعرّضت فيه إسرائيل لهجمات صاروخية بعضها غير تقليدي. وأجرى الجيش مناورة ميدانية بمشاركة جمعيات الإنقاذ المختلفة، ووزارة الصحة ووزارة البيئة ووزارات أخرى في الحكومة.
وحاكت المناورة تعرض "اسرائيل" لهجوم صاروخي من ثلاث جبهات مختلفة، ادى الى سقوط أكثر من مئة "قتيل". وسقطت الصواريخ المفترضة في مستوطنات مختلفة في "إسرائيل"- من شمال الكيان حتى خط الخضيرة، ومن جنوبه حتى خط أشدود، بما في ذلك صاروخ كيميائي واحد سقط في المنطقة العسكرية في منطقة "هضبة الجولان"، لكن لم يؤد الى سقوط إصابات. وخلال النهار تدرب المجلس الوزاري المصغر على السيناريوهات، بما في ذلك المناقشة في معضلات متعلقة بإخلاء سكان وسبل المعالجة بالداخل. كما تعرضت "اسرائيل"، لاطلاق تسعة صواريخ سكاد من سوريا، أثناء صلية كاتيوشا باتجاه الشمال، وإطلاق قذائف مدفعية باتجاه حي "غيلا" في القدس وإطلاق قسام من طولكرم إلى نتانيا. كذلك استفاد وزراء المجلس الوزاري خلال المناورة، التي استمرت حوالى الساعتين، من التقارير التي وصلت إليهم من السلطات المحلية، من مصادر الطوارئ ومن قيادة الداخلية. وعرض أمام الوزراء أيضاً سيناريو رد معاكس من الجيش على الهجمة الصاروخية. 
وانهار مبنى شاهق بعد إصابته بصاروخ ارض ـ ارض، وسقوط عشرات صواريخ "غراد" على "نتيفوت" و"اشكالون"، وتم إصابة مصنع حيفا الكيماوي بصاروخ كيميائي يتسبب بتسرب مواد خطرة وينهار موقع الجامعة العبرية على قاطنيه.
ج ـ ح

مقتفطات حول المناورة
سقوط الصواريخ في كل "اسرائيل" قد يتحقق في وقت قريب
وصف معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، المناورة الإسرائيلية غير المسبوقة بأنها "حدث تاريخي وليس أقل" من ذلك. وبرر إجراءها بكونها "من المفترض أن تمكننا من مواجهة وضع لم تشهده الجبهة الداخلية: ضربات صاروخية متوالية ومتواصلة، تقليدية وغير تقليدية، وتغطي كل المناطق المأهولة في إسرائيل تقريباً وكل منشآتها العسكرية"، إلى جانب أنها تستهدف تنفيذ عِبر حرب لبنان الثانية.
وكشف بن يشاي عن أن المناورة تنطلق من تقديرات مفادها أن "الجبهة الداخلية ستتعرض في حال نشوب حرب لضربات صاروخية لمدة تتجاوز الأسبوع، إلى أن ينجح الجيش الإسرائيلي في إسكات مصادر النيران". وأكد أنه وفق هذا السيناريو فإن "المنطقة الوحيدة، في الدولة التي يبدو أنها لن تتعرض للصواريخ هي مثلث صغير يقع جنوب ديمونا وحتى إيلات".
واكد بن يشاي أن الحكومة والمؤسسة الأمنية تتستران على التهديد الذي تواجهه إسرائيل من أجل عدم إثارة الرعب في صفوف الجمهور الإسرائيلي، وعليه فإن هذه المناورة المسماة باللغة الأمنية "سيناريو محاكاة" ليست أوهاماً مرضية لقادة المؤسسة الأمنية، ولا حتى سيناريو مستقبليا يمكن أن يتحقق بعد سنوات، وإنما هو أمر قد يتحول إلى واقع في الوقت القريب. وأشار إلى أن الضربات الصاروخية التي تعرضت لها الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية ليست سوى نموذج لما يمكن أن تتعرض له إسرائيل خلال الحرب المقبلة.
وعلل بن يشاي هذا الخطر الكبير الذي تواجهه إسرائيل بأن "أعداء إسرائيل يستعدون لحرب الصواريخ بقوة، وبأن الاستعدادات لدى حزب الله وسوريا استُكملت تقريباً. وأن حماس لا تزال تبني قوتها، ولكنها قادرة اليوم على تأدية دورها".
ـــــــــــــ
أيها اليهود أركضوا إلى الملاجئ
لست اعرف كيف اهضم تدريب الجبهة الداخلية الاكبر الذي تشهده الدولة والذي سيصل الى الذروة اليوم في الساعة العاشرة مع اطلاق الصافرة المرتفعة المنخفضة التي تعني: ايها اليهود اركضوا الى الملاجئ.
فقبل اسبوع فقط صرح وزير الدفاع خلال جولته في الشمال ان اسرائيل هي الدولة الاقوى في المنطقة، وانه لا "ينصح اي احد من الطرف الآخر بأن يتحرش فيها"، وما هو معنى قيام الدولة بمناورة "نقطة تحول" بعد هذا التصريح الاسترجالي الذي يفهم على انه استعداد لكل الاحتمالات من أداء الحكومة والمجلس الامني المصغر وحتى سقوط صاروخ غير تقليدي؟ اننا على شفا الحرب؟.
ومنذ أن كشفت حرب لبنان الثانية نقطة ضعفنا بدأت التنظيمات الارهابية بالتزود بأصناف الصواريخ المختلفة. خلال السنوات السبع الاخيرة اطلقت على الاراضي الإسرائيلية خمسة صواريخ كمعدل متوسط.
هآرتس - يوئيل ماركوس/8/4/2008
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008


2008-04-10