ارشيف من : 2005-2008
حماس تحضر لمعركة جديدة من أجل فك الحصار عن القطاع
غزة ـ عماد عيد
عادت الأوضاع في قطاع غزة إلى المربع الأول من حيث التوتر والغليان الذي يبدو انه يسبق الانفجار.. انفجار لم تخفه قيادات كبرى في حركة حماس من خلال مؤتمرات صحفية عقدت خصوصا لإعلان ذلك، وهي ربما من المرات القلائل التي يعقد فيها مؤتمرات صحفية للإعلان عن ذلك من قبل قيادات كبيرة، الأمر الذي يدلل على خطورة الأوضاع من وجهة نظر حركة حماس في قطاع غزة وصعوبة الظروف وعدم وجود أي أفق في السياسة ولا في الاتصالات التي تحافظ عليها الحركة مع السلطات المصرية من خلال اللقاءات المتتابعة في العريش أو في معبر رفح الحدودي، ما دفعها إلى التلويح بالإعلان صراحة عن انفجار وشيك كما جاء على لسان القيادي البارز خليل الحية الذي قال ان هذا الانفجار الوشيك هو غير مسبوق وفي كل الاتجاهات.
وبرأي المراقبين والمحللين هذا يعني بالدرجة الأساسية الحدود المصرية الفلسطينية جنوب القطاع، أي أن هذه الحدود قد تكون عرضة للتفجير وفتح الثغرات على غرار ما وقع قبل نحو ثلاثة أشهر عندما تدفق إليها مئات الألوف من الفلسطينيين كسرا للحصار، وهو ما يعني أن حماس تريد مزيدا من الضغط على السلطات المصرية لمضاعفة جهودها لإيجاد حل لقضية الحصار، وخصوصا فتح معبر رفح الحدودي المتنفس الوحيد لقطاع غزة وحلقة الوصل الوحيدة بالعالم الخارجي.. غير أن ورقة الضغط الأخرى التي تنطوي عليها هذه التصريحات هي نسف أي تهدئة مع العدو الصهيوني نسبية أو غير نسبية، معلنة أو غير معلنة، مكتوبة أو متفاهم عليها، مباشرة أو غير مباشرة، وهو أيضا يعتبر موجها ضد الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى تهدئة مع العدو الأمر الذي أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية مرونة إزائها مقابل التزام العدو الصهيوني بكل بنودها بشكل متزامن وشامل ومتبادل..
هذا ببساطة يعني أن حماس غاضبة من الدور المصري وهو ما أسر به كثير من القيادات الحمساوية الذين قابلناهم، هؤلاء القادة قالوا ان حماس والفصائل الفلسطينية لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء تشديد الحصار على القطاع، مشددين على أن الفلسطينيين لن يقبلوا الموت بفعل الحصار، وان كان لا بد منه فإنه سيكون في ساحات المعارك مع العدو الصهيوني، ولكن ذلك سيشمل أيضا الحدود المصرية باعتبارها تشترك بشكل مباشر وأساسي في الحصار..
ومقابل ذلك فإن حماس بدأت بشكل فوري حملة إعلامية وأخرى من الفعاليات الشعبية والجماهيرية على الأرض ضد الحصار كما يبدو في خطوة تسبق أي إجراء تصعيدي على الحدود أو ضد الكيان الصهيوني وذلك للتلويح بأنها جادة في هذا التوجه، ولمنح أية اتصالات لإنقاذ الوضع من الانفجار فرصة أخيرة قبل وقوعه..
وعندما توجهنا بالسؤال لبعض المسؤولين في حماس بأن هذا الفعل قد يفجر الأوضاع بشكل خطير ويمكن أن يقطع آخر خيط اتصال لحماس بالعالم الخارجي ويشحن المزيد من الأسلحة ضد حماس، كان ردهم أن الحركة والشعب لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ذلك، وان أي طرف يريد إنقاذ الوضع ومنع الانفجار عليه أن يعالج مسببات الانفجار المتمثلة في هذا الوقت بشكل مباشر بالحصار الذي يخنق الشعب الفلسطيني في غزة ويضم أشخاصا جددا إلى قائمة الموتى بسبب ذلك الحصار.
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008