ارشيف من : 2005-2008

باختصار: حصرم!

باختصار: حصرم!

"الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون" هذا المثل الشعبي هو النسخة العربية، أما إذا أردنا تحويله إلى النسخة الأميركية فيصبح بكل بساطة "واشنطن تجبر العرب على أكل الحصرم وعليهم أن يضرسوا أيضاً".
ففي القمة العربية التي عقدت في دمشق كان أمر اليوم الأميركي "قاطعوا!" وكلوا الحصرم، فما كان منهم إلا أن امتثلوا للأمر وحتى يكتمل المعنى جاء اجتماع دول الجوار العراقي في دمشق أيضا فكان الأمر "احضروا" واستمتعوا بـ"الضرس"، وطبعا لم يكن لديهم الخيار فحضروا...
وليكتمل الإحساس "بالضرس" لدى هؤلاء خرج الاجتماع بإشادة علنية واضحة بسوريا على استضافتها له وعلى جهودها في استقرار الأمن في العراق.
ألم يسأل هؤلاء العرب الضارسون لماذا يمنع عليهم حضور قمة الأمة العربية في دمشق بينما يساقون سوقاً لحضور اجتماع أممي تمثلت فيه كل القوى الفاعلة في العالم دون استثناء؟ ألا يعطيهم ذلك إشارة إلى مغزى معين؟ ماذا يقولون لشعوبهم؟ قاطعنا في القمة الناطقة باسمكم وشاركنا في اجتماعات دون القمم ناطقة باسم المحتلين والعابثين بمصيركم؟
ألا يشير هذان الحدثان وأحداث أخرى مماثلة كالدعوات الأميركية للعرب بمقاطعة إيران في الوقت التي توجه فيه واشنطن إلى طهران طلبات خطية لعقد اللقاءات، ألا يشير ذلك إلى أمر واحد فقط هو أن المصلحة الأميركية في كل حدث هي المعيار ولا شيء يعلو على مصلحة واشنطن؟
يا ترى ألا يعرفون ذلك؟ بالتأكيد يعرفون، ولذلك فهنيئا لهم الضرس كلما أمروا بأكل الحصرم.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1263 ـ 18 نيسان/ أبريل 2008

2008-04-18