ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: حالات

مجرد كلمة: حالات

المقابر الجماعية في لبنان هي حالات عديدة وليست حالة واحدة، كل الوقائع المؤلمة التي جرت خلال الحرب الاهلية تدل على هذا الامر، وما جرى الكشف عنه في أعقاب هذه الحرب في السنوات الثماني عشرة الاخيرة أيضاً يؤكد وجود الكثير من المقابر التي لم يكشف عنها أحد.
ذاكرة الحرب القاتمة تحمل في طياتها حالات كثيرة عن حواجز الموت والخطف على الهوية لشباب ورجال ونساء وأطفال لم يعرف مصيرهم حتى الان.. وعن مقابر ومدافن بقيت ألغازاً ولم يقدم أحد على كشفها. على الرغم من أن السلطات اللبنانية اتخذت قراراً قبل سنوات باعلان وفاة كل المفقودين في الحرب الأهلية.. لكنها لم تتمكن من إقناع ذويهم بموتهم، ليبدو القرار يومها وكأنه رفع للمسؤولية عن السلطة، تماماً كما ظهر بالامس حين عمدت السلطات وبشكل متسرع وعبثي الى نبش أوتوستراد حالات فلم تصل الى نتيجة، ليخرج بعدها من يقول إن عدم اكتشاف الجثث المفترضة هو دليل على انتفاء وجودها، ليس في حالات بل في كل موقع مفترض.
ان إعادة فتح هذا الملف ليست لنبش مقبرة الضغائن والأحقاد وتسليط الضوء على مرحلة من عمر هذا الوطن يرغب كل اللبنانيين منذ زمن بمحوها من ذاكرتهم حتى لا تبقى تأكل من حاضرهم ومستقبلهم.. بل هي ضرورة تفرضها قلوب آلاف الأمهات وغيرهم من ذوي المفقودين الذين ما زالوا يعيشون على أمل رؤية مفقوديهم يوماً.. أو معرفة مصيرهم.
إن الذين خطفوا وقتلوا ودفنوا موجودون، وأغلبهم في السلطة الحالية، ويمكن استدعاؤهم واستجوابهم، لكشف كل الحقائق المتصلة بهذا الملف، حتى لا يبقى اللبنانيون تحت رحمة قضية تتحرك كلما رميت شائعة أو خرج شاهد ليقول ما رأت عيناه.
بدا الأمر مع "مقبرة حالات" وكأن هناك من رسم السيناريو، بدءاً من الخبر الى الكشف السريع على المقبرة.. ليصل الى نتيجة تبرؤه مما يتهم به..
ليفتح هذا الملف ولتكشف كل الحالات المماثلة رحمة بهذا الوطن.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1263 ـ 18 نيسان/ أبريل 2008

2008-04-18