ارشيف من : 2005-2008
"مال السلطة" يفوز بنقابة المهندسين
انتهت انتخابات نقابة المهندسين، وفاز مرشح الموالاة بلال العلايلي بموقع النقيب، وسرعان ما حاول فريق السلطة استغلال هذا الحدث سياسيا عبر الإيحاء بأنهم يمثلون الأغلبية الشعبية. لكن هذه الانتخابات شابها الكثير من الشوائب التي أخرجت العملية الانتخابية عن إطارها النقابي، فضلا عن المال الانتخابي، والمزاجية في السماح لمهندسي الخارج بالتصويت، حيث استقدم فريق السلطة نحو اكثر من 2000 مهندس، بينما "منع" على المعارضة القيام بالمثل، وفوجئت بانتقال الحزب الشيوعي الى موقع آخر.
وفي قراءة لهذه النتيجة يؤكد مسؤول المهن الحرة في حزب الله المهندس حسن حجازي ان "النتيجة لم تفاجئنا كثيراً، لأنه في آخر سنتين سافر عدد كبير من المهندسين من لبنان الى الخارج نتيجة الأوضاع السياسية وقلة فرص العمل، وأيضاً فتحت الثورة النفطية أبواب الكثير من الدول والشركات في الخليج والعالم للمهندسين، حيث سافر عدد كبير منهم، للعمل هناك".
لكن ما علاقة ذلك بالانتخابات؟
هنا يلفت المهندس حجازي الى ان "الفريق الذي يستطيع استرجاع المهندسين يوم الانتخابات هو الفريق القادر على بذل المال الكثير لاستقدام المهندسين من الخليج أو أوروبا أو أميركا، وبالتالي يصبح هو الفريق القادر على الفوز بالانتخابات، وهذا يعني أن المعادلة الأساسية في النقابة هي معادلة مالية وليست نقابية. وبموازة السماح لفريق السلطة استقدام نحو 2000 مهندس من الخارج، منعت المعارضة من القيام بالمثل، لأنه عندما حاول مرشح المعارضة المهندس مصطفى فواز استقدام بعض المهندسين من الخارج، عمل فريق السلطة بمختلف الوسائل لمنعهم من الحضور الى لبنان، عبر تهديدهم بتوقيفهم عن العمل في الشركات التي يعملون فيها، وهي شركات قريبة من فريق السلطة، أو من خلال علاقات هذا الفريق مع أصحاب الشركات الموجودة في الخليج.
ويصف حجازي ما جرى في انتخابات النقابة بأنه "صورة متطابقة لممارسة السلطة في الإدارات الرسمية، حيث يجري استبعاد وقمع الموظفين المعارضين، ووضع الموالين مكانهم".
ويقول: "إننا لا نعتبر أن ما يجري في عالم الانتخابات النقابية هو عمل نقابي، بل عمل سياسي، وصورة لممارسة السلطة للاستئثار والتفرد في النقابات". ويشير الى أن "اكبر دليل على ذلك، أي استبعاد الجانب النقابي، هو أن اللوائح تأتي معلبة، ويأخذ المرشحون نفس الأصوات، سواء كان هؤلاء المرشحون معروفين أم لا، بينما كان يحصل في السابق بعض الخروقات عبر وصول بعض الوجوه المعروفة نقابيا". ويؤكد حجازي ان "هذا دليل على أن التصويت موجه سياسيا ومفروز بشكل حاد، وهذا ما يؤدي الى موت العمل النقابي، ويضر بالنقابات وفلسفة حضورها، كون هذه النقابات أنشئت في سبيل الاهتمام بالمهنة الحرة وتطويرها وتحسين أوضاع المنتمين إليها، الى أي فريق انتموا، أما ما يجري الآن فهو استئثار فريق ليس لأنه يملك أكثرية فعلية على الأرض، بل لما يبذله من مال انتخابي". مشدداً على أنه " لو تساوت الفرص للفريقين في استقدام المهندسين من الخارج لربحت المعارضة بشكل واضح، أو حتى إذا جرت الانتخابات بدون استقدام مهندسين من الخارج، وبقيت العملية ضمن إطار موازين داخلية لكانت المعارضة ربحت الانتخابات".
ويعلق حجازي على ما حصل بالقول: "فريق السلطة يهرب الى بعض المواقع المحدودة العدد، كالنقابات حيث يستطيع أن يحشد لها ويبذل كل الامكانيات المالية المتوافرة له، ليحقق انتصارا ليقول انه الأكثرية، بينما في المواقع الأخرى التي ليس فيها للمال دور مثل الانتخابات الطلابية والجامعية، تحصد المعارضة معظم المواقع، وهذا دليل أين هي الأكثرية الحقيقية للبنانيين".
لماذا لم يتم التفاهم مع الحزب الشيوعي؟
يؤكد حجازي أنه "برغم إصرارنا وترحيبنا بأن يكون الحزب الشيوعي معنا وأعطيناه ما أراد، فوجئنا بخروجه الى موقع آخر ساهم في تغيير النتيجة". ويؤكد حجازي ان "الحزب الشيوعي الذي هو جزء من المعارضة في النقابة، وواكب اجتماعاتها، لذلك فاجأنا بانتقاله الى موقع آخر، برغم إصرارنا على احتضانه ليكون جزءاً أساسياً من التركيبة".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1263 ـ 18 نيسان/ أبريل 2008