ارشيف من : 2005-2008
أكثر من 100 ألف حجر صخري لإعادة إعمارها: انطلاق ورشة إعمار وترميم وسط بنت جبيل
انطلقت في بنت جبيل ورشة اعادة اعمار وسط البلدة الذي تهدم بشكل شبه كلي خلال عدوان تموز 2006، حيث بدأت مئات ورش اعادة الاعمار والترميم بالظهور بعد الانتهاء من تسليم نحو 90 بالمئة مؤخرا من تعويضات الدفعة الاولى لاصحاب المنازل المهدمة من مجموع حوالى 1250 منزلا تضررت بشكل كلي او جزئي، اضافة الى عدة دفعات من القسمين الثاني والثالث للتعويض.
مدير المكتب الفني في بنت جبيل والمشرف على تنظيم عملية اعادة الاعمار بتكليف من البلدية المهندس هيثم بزي يشير الى انه "باستثناء العقارات التي تقل مساحتها عن 70 مترا فإن 70 بالمئة من مجموع العقارات قد قبضت الدفعة الاولى، والباقي على طريق الدفع، فيما العقارات تحت 70 مترا ومجموعها 96 عقارا، بالاضافة الى 223 محلا سيدفع لها في مرحلة قادمة". اما بالنسبة للترميم فيشير بزي الى ان "127 منزلا سيعاد ترميمها بالباطون، فيما جرى اختيار 94 منزلا من الحجر الصخري ستتولى شركة مختصة عملية اعادة ترميمها مباشرة بعد الانتهاء من وضع دفتر الشروط، مشيرا الى ان التكلفة سيتولاها المكتب الاستشاري القطري مباشرة، فيما سيتولى المكتب الفني الاشراف على التنفيذ بجميع مراحله من التلزيم وحتى التسليم. كما قام المكتب الذي يتولى تمويله حزب الله بتحديد الالوان الخارجية للمباني في وسط البلدة، اضافة الى وضع تصور عام للاشكال الخارجية لتلك المباني".
اما بالنسبة للمباني الحجرية فيمكن ان تصل تكلفة المتر المربع الواحد من هذه الابنية الى نحو 950 دولارا بينما متوسط سعر متر الباطون لا يتجاوز 400 دولار فقط، "ولكن نظرا للاعتبارات المعنوية والتراثية لهذه المباني بالنسبة للبلدة تقرر المحافظة عليها، وخاصة انها تمثل جزءا من ذاكرة اصحابها ايضا" يقول بزي، لافتا الى ان "هناك بعض المباني يعود تاريخها الى اكثر من 100 عام، كما ان العقد الصخرية فيها تعتبر نادرة حاليا في منطقة جبل عامل نظرا للغزو العمراني الذي اصاب هذه المناطق".
ويؤكد بزي انه "لو كان بالامكان انقاذ عدد اكبر من هذه المباني لما ترددنا، لكن شدة القصف الاسرائيلي ابان العدوان ووحشيته قضت نهائيا على معظم البيوت المماثلة في البلدة، والتي تتركز في الحارات التسع القديمة المصطلح على تسميتها وسط البلدة".
ومنعا لضياع الاحجار الصخرية التي كانت تشكل هذه البيوت فقد قامت البلدية بنقلها الى عدد من قطع الاراضي على سبيل الامانة حيث جرى تجميع اكثر من 100 الف حجر مماثل حتى الان تتكفل البلدية جميع تكاليف تجميعها ونقلها وتخزينها، حيث يمكن اعادة الاستفادة منها في اعادة الاعمار اذا طلب اصحابها ذلك، كما يمكن ان تستغل لاحقا في رصف الطرقات الداخلية في الحارات، ويوجد دراسة جاهزة لهكذا مشروع".
وقد تكفل المكتب الفني بعملية تنظيم الشكل الخارجي للمباني لناحية الديكور والالوان في الوسط، كما انه يضع خبرته وامكانياته لاي استشارة فنية يطلبها اصحاب العقارات، فيما يضع بتصرفهم خرائط جاهزة تتناسب واحجام العقارات الصغيرة في البلدة.
علي الصغير
الانتقاد/ العدد1263 ـ 18 نيسان/ أبريل 2008