ارشيف من : 2005-2008
بري يواصل مسعاه الحواري متجاوزاً رفض فريق السلطة وعرقلة الرياض
لا شيء جديداً على الساحة يوحي بأن الازمة السياسية في البلاد سائرة نحو الحلول المرجوة لها، بل على العكس فإن "الستاتيكو" الحالي مرشح للاستمرار مدة طويلة بحسب مصادر نيابية متابعة استنادا الى متطلبات الأجندة الاميركية، التي كشفت عنها "الانتقاد" الاسبوع الماضي والمتمثلة لبنانيا بالايعاز الاميركي لفريق السلطة بتحضير انفسهم للتمديد للمجلس النيابي الحالي لان اي قانون جديد لن يضمن بقاء هذه الاكثرية، بل سيحولها الى اقلية، وهو ما جرى تظهيره في مواقف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي كشفت عنها صحيفة "السفير" ومفادها ان السياسة الاميركية للمرحلة المقبلة تتمثل بإطالة عمر الحكومة اللاشرعية برئاسة فؤاد السنيورة مع تكريس تحويل صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة الاخير، والعمل على عدم اجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، وان هذا الامر ليس اولية اميركية. وقد تلقف فريق السلطة هذه التوجهات ويعمل على تحقيق اهدافها من خلال الرفض المعلن لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية والهادفة الى الاتفاق على قانون انتخابي عادل.
وفي هذا السياق تلفت المصادر المتابعة الى ان "التشدد" السعودي برفض انطلاق الحوار واشتراط استباقه بانتخاب رئيس جمهورية دون الالتزام بباقي بنود المبادرة العربية حول حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب، يأتي استجابة للمشروع الاميركي لابقاء الوضع على ما هو عليه وتمديد الأزمة, وكان ابرز وجوه هذا التشدد السعودي، عدم تحديد موعد لرئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة الرياض بعد ان شملت جولته العربية الاخيرة كلاً من القاهرة وقطر في سياق مساعيه لتأمين الأجواء العربية المساعدة على انجاح المبادرة الحوارية التي دعا اليها.
وفيما ترفض مصادر مقربة من الرئيس بري التعليق على عدم تحديد موعد للرئيس بري لزيارة الرياض تؤكد لـ"الانتقاد" أن الرئيس بري مستمر في مسعاه الذي بدأه وصولا الى تحقيق اهدافه في الوقت المناسب. بدورها ترى مصادر نيابية معارضة ان "عدم تحديد الرياض موعدا للرئيس بري ناتج عن اوامر اميركية، ويعبر ايضا عن "موقف" يشكل إكمالا للموقف السعودي المنحاز الى فريق السلطة الذي كان اعلنه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في دمشق, وتلفت المصادر بالمقابل الى ان الموقف المصري تميز "بمرونة" تجاه مسعى الرئيس بري والذي "جرى تنسيقه مع الاوربيين"، خلافا للتصلب السعودي حيث تركز الرياض على أولوية إكمال معركتها ضد دمشق انطلاقا من الساحة اللبنانية.
وترى الاوساط السياسية ان الاولوية لدى الانظمة العربية المنضوية تحت لواء المشروع الاميركي حاليا هي تحضير الارضية للجولة الجديدة للرئيس الاميركي جورج بوش على المنطقة في ايار المقبل، حيث يجري العمل على تحضير عقد قمة في شرم الشيخ يحضرها الى بوش رئيس وزراء العدو ايهود اولمرت، وزعماء دول ما بات يعرف بدول الاعتدال العربي, وتتخوف المصادر من النتائج التي قد تسفر عنها هذه القمة فيما لو عقدت لان انعكاسها على الساحة اللبنانية سيكون محاولة تمرير مشروع التوطين لللاجئين الفلسطينيين الذي كان اكد بوش خلال جولته السابقة في المنطقة في شهر كانون الثاني على اولوية تحقيقه، والعمل على دفع تعويضات للاجئين الفلسطينيين مقابل تكريس الكيان الصهيوني دولة يهودية وفق المخطط الاميركي الصهيوني للمنطقة.
هلال السلمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تواصل مع أربعة نواب قد ينضمون الى كتلة التغيير: حملة مضادة يشنها التيار الحر على الهجمة التي استهدفته
تعرض التيار الوطني الحر مؤخرا لهجمة كبيرة في سياق الحملة المتواصلة عليه من قبل فريق السلطة بإيعاز أميركي بهدف التأثير على شعبيته ودفعه للتخلي عن خياراته السياسية الملتزمة خط المعارضة، اضافة الى مواصلة التصويب على التفاهم السياسي بينه وبين حزب الله.
واستخدم فريق السلطة في هذه الحملة العديد من الاسلحة بينها ملف الاستحقاق الرئاسي من خلال تحميل نواب تكتل التغيير والاصلاح مسؤولية تعطيل الانتخاب الرئاسي،
عبر رفضهم تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس, ومواكبة "الحركة البهلوانية" التي قام بها النائب ميشال الر المتمثلة بإعلان استقلاليته عن تكتل التغيير والاصلاح، والتي أتبعها بجمع رؤساء بلديات قضاء المتن الشمالي في ضبية، وهي خطوة جرى توجيهها ضد التيار الوطني الحر وعمل فريق السلطة على تضخيمها بهدف الاشارة الى تدني شعبية التيار.
لكن التيار عمل على مواجهة الحملة عليه بحملة مضادة سلكت اكثر من اتجاه ومستوى:
اولاً: التعاطي مع إعادة تموضع المر بشكل "استيعابي" من خلال اعلان العماد ميشال عون ان المر لا يعتبر خصما للتيار برغم الخطوة التي أقدم عليها.
ثانيا: التركيز على مسؤولية فريق السلطة ومن خلفه الولايات المتحدة في تعطيل الحل، وبالتالي كونها تتحمل مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية بسبب رفض تنفيذ المبادرة العربية ببنودها الثلاثة بشكل متلازم.
ثالثا: مواجهة انسحاب المر من تكتل التغيير والاصلاح بالكشف عن التواصل مع اربعة نواب من فريق السلطة وإعلان قرب انضمامهم الى تكتل التغيير والاصلاح، وهو ما لفت اليه عضو التكتل نبيل نقولا عندما قال "ان التكتل يعمل على توسيع طاولته لتتسع لستة وعشرين نائبا بدلا من اثنين وعشرين"، وهو ما عاد وأكده العماد ميشال عون دون ان يفصح عن اسماء هؤلاء "خوفا من اغتيالهم كما حصل مع النائب انطوان غانم الذي اغتيل بعد فتح قنوات اتصال بينه وبين تكتل التغيير والاصلاح".
وبحسب المصادر فإن النواب الاربعة المعنيين بالانضمام لتكتل التغيير اثنان منهم في قضاء بعبدا والثالث في قضاء عكار.
رابعا: اعادة التواصل مع بكركي والعمل للتوصل الى تفاهم معها على قضايا اساسية تشكل اولوية بالنسبة للمسيحيين، وفي هذا السياق جرى التوصل الى تفاهمات مشتركة بشأن بعض النقاط بينها رفض ترميم الحكومة اللاشرعية وشبه التوافق على قانون العام ستين.
خامسا: رفع العماد عون من مستوى لهجته مع فريق السلطة بعدما كان يراعي عدم التصعيد حرصا على امكانية الحل، وهي باتت معدومة، وتمثل ذلك من خلال التذكير "بمسؤولية تيار المستقبل عن الدين العام الذي تجاوز الخمسين مليار دولار، وهي سياسة متعمدة من فؤاد السنيورة منذ العام اثنين وتسعين لافقار اللبنانيين"، مرورا بالدعوة الى فتح المقابر الجماعية والمعني فيها اميرا الحرب وليد جنبلاط وسمير جعجع، وصولا الى ملف بيع الاراضي ومشروع التوطين الذي يعمل فريق السلطة على تحقيقه في سياق التزامه المشروع الاميركي.
هـ ـ س
الانتقاد/ العدد1263 ـ 18 نيسان/ أبريل 2008