ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: لن تبقى سلطة الفراغ
لم تعد القضية بالنسبة الى الفريق الحاكم في لبنان هي قضية انتخاب رئيس للجمهورية، فالأمر تجاوز حدود الفراغ وقفز فوق كل الوقائع السياسية القائمة منذ نحو عامين.. ليصير الهم المسيطر على هذا الفريق كيف يبقى فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة.. وكيف يمكن الإطاحة بأي مسعى لإنتاج قانون انتخابي لا يضمن لهذا الفريق أكثريته المزعومة، وبالتالي ترسيخ الأزمة لتبقى سلطة الفراغ هي الحاكمة؟
ليس في الأمر أي غرابة، فالسنيورة نموذجاً هو واحد من قليلين يستطيعون الصمود طوال هذا الوقت في ظل اعتراض شعبي عارم على تموضعه في السرايا الحكومي، وهو إن أدهش المعترضين عليه فقد أذهل خصومهم أيضاً من فرط ما يظهره من وفاء لأولياء النعمة، فبات محل رعاية خاصة من الإدارة الأميركية برغم أنف فريقها اللبناني، فلا تساوم عليه مطلقاً، لذلك يصير هو محل حماية من ممثليها المخلصين في الفريق الحاكم للفراغ.
هذا يعني أن الفراغ في الرئاسة الأولى وتعطيل باقي مؤسسات الدولة التي يمكنها أن تصنع قانون انتخابي عادل ومنصف لجميع اللبنانيين هو برعاية الوصاية الأميركية التي تريد إبقاء السنيورة وفريقها حاكماً الى أجل غير مسمى من خلال التمديد للفراغ، وحذف كل الاستحقاقات المقبلة بما فيها الانتخابات النيابية لتعميم الفراغ.. هذا كان واضحاً في الكلام الذي نقل عن كونداليسا رايس قبل فترة، وهو ما أوحى به مساعدها وولش خلال زيارته الى بيروت، وأوضحه فيما بعد من قطر في حديث "الصيف الساخن".
أما كيف يترجم الفريق الحاكم التزامه الخيار الأميركي، فببساطة من خلال الابقاء على المجلس النيابي مقفلاً في وجه التوافق على حكومة وحدة وطنية، وفي وعدم استجابته للحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، والتحريض الممنهج في الشارع ضد أطراف المعارضة، ولو اقتضى الأمر الوصول الى حد الانفلات الأمني كما بدا بعد حادثة زحلة والتهديدات التي رافقتها.
ان فريقاً يتلقى تعليماته من مساعد في الخارجية الاميركية لن يصنع حلاً.. وما دام السياديون الحقيقيون حاضرين وأقوياء أيضاً باعتراف آمر الفريق الحاكم فلن تبقى سلطة الفراغ حاكمة.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1264 ـ 25نيسان/ أبريل 2008