ارشيف من : 2005-2008

قمر مشغرة..

قمر مشغرة..

ان تكون مواطناً في بلد ما فهذا يعني الانتماء اليه بكل ما تعنيه كلمة انتماء، وتأتي لاحقاً "خدمة العلم" لتنصهر أكثر في المواطنية، ومن ثم العمل للحفاظ على الوطن وكيانه وحريته وسيادته.. فضلاً عن الاستقلال.
ولهذا الأمر دروب كلها توصل اليه، ولكن يبقى ان ضريبة الدم التي تدفع من أجل الوطن هي أسمى أشكال الانتساب اليه. كذا هم الشهداء، شهداء الوطن كل الوطن، من جنود الجيش الباسل الذي التحم مع المقاومة الشريفة بعقد الشهادة منذ فجر تاريخ هذا الوطن الى يومنا الحاضر.
لؤلؤة من هذا العقد هو الشهيد المجاهد حسن الشيخ أو حسنتو رزق، وتعالوا معي لنعود بالذاكرة الى العام 2000، لنقرأ هذا البيان:
"زفّت المقاومة الاسلامية أحد مجاهديها والذي كان أصيب قبل يوم واحد بجروح أثناء تصديه لغارات الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة البقاع الغربي".
الشهيد هو حسنتو رزق المعروف بحسن الشيخ (جهاد)، وهو من مواليد مشغرة 1976.
نعود الى ذلك اليوم، ماذا كان يفعل الشهيد حسنتو رزق؟ كان يتصدى لغارات الطيران الحربي الإسرائيلي الذي ما زال إلى اليوم ينتهك السيادة اللبنانية بشكل يومي وسافر، على مرأى ومسمع "الناظر بلا نظر" تيري رود لارسن.. نفسه الذي سلب فلسطين وأضاع الأسرى وأطاح بحق العودة.. الشهيد حسنتو كان يدافع عن حدود لبنان، لا حدود كوبا، ولو كانت عائلته قد هاجرت اليها.
والفضيحة التي تكشفت قبل أيام أكبر من ان يُسكت عنها، ويجب ان تفتح سجلات كل "المجنسين" زوراً وبعض "حاملي الهوية" كذباً وتزييفاً "أباً عن جد"، ونجزم بأنهم أصلا عملاء ولم يجر حب لبنان في دمهم كما جرى في عروق الشهيد حسنتو.
القصة أن للشهيد حسنتو ولدا، ولكن هذا الفتى الحالم بوطن الحياة والحرية والسيادة والاستقلال الذي بذل والده دمه من أجله، لم يقبل أدعياء "الوطنية" أن يعيدوا اليه هوية أبيه وأجداده.
وكالعادة يأتي الترياق من "اللبناني" أكثر من "حاملي الهوية زوراً"، جاءت كوبا فيديل كاسترو لتعطي "قمر مشغرة" هوية وجواز سفر!
كفى كذباً.. كفى خداعاً..
من يريد إنهاء ملف كل لبناني قاتل العدو الإسرائيلي واعتقله العدو ويرفض الإفراج عنه، ويتذرع بتقارير دولية "ليثبت" عدم وجود الأسير يحيى سكاف في معتقلات العدو، ليس أكثر لبنانية من طفل الشهيد حسنتو الشيخ والأسير يحيى سكاف، ويحتاج حتماً إلى فحص دم.. لبناني
الهوية يا سادة.. ثمنها الدم، ومن لا يبذل الدم لا يستحقها.. ويبقى النذر ان نقرر الموت دفاعاً عن الوطن، وهنا مكمن الوطنية والهوية.
يا عديمي الهوية والدم.. وشكرا كوبا.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1264 ـ 25 نيسان/أبريل 2008


2008-04-25