ارشيف من : 2005-2008
.. فاشلة بالضربة القاضية
.. وفي اليوم الرابع سقطت المناورات العسكرية الصهيونية الأكبر في تاريخ الكيان بالضربة القاضية..
منذ الاحد الفائت والصهاينة مشغولون بالمناورات وشغلوا العالم برمته بها، وحدهم اهل المقاومة لم يعيروها انتباهاً.. فالعدو الجاثم على ارضنا هو العدو وهو محتل وغاصب وغدار.. وسواء حصلت ام لم تحصل المناورة فلا بد وأن يعيد العدو اجترار نفسه، ولا بد له ان يحاول إعادة "الهيبة" التي فقدها في عار تموز/ يوليو 2006.
"هكذا طلب تقرير "فينوغراد"، وهكذا يخطط الصهاينة ولكن..
"شتلة التبغ" الجنوبية ـ واليوم موسم بذارها ـ أينعت منذ اعوام جداول ورياحين، كيف لا، والسقاية كانت من أطهر دم وأشرف قوم.. محروسة بأعز جباه لم تنحن الا لله وقت الصلاة.
مقاومة كتبت بالدم، وبالدم وحده حررت الأرض..
.. وفي اليوم الرابع على المناورة رسمت الجباه نفسها من فلسطين، "خارطة الطريق" نحو النصر والحياة بشرف، لا مناورة يمكنها ان تمنع صاحب الحق عن حقه.. خرجوا إلى العدو في عقر مواقعه، و"ما هوجم قوم في عقر دارهم الا ذلوا".. فكيف بمن كتبت عليهم الذلة.. ونحن قوم نصرخ منذ كربلاء "هيهات منا الذلة"..
ألقموا العدو حجراً في عز الظهر، أطاحوا ببقية "عقل".. لم ينتظروه في غزة، بل كان الهجوم عليه..
لم تنفع صفارات الإنذار، ولا رغوة الصابون، ولا كمامات النووي، ولا تأهب سلاح الطيران، ولا غرفة العمليات المتطورة في خارجية "تسيبي ليفني"..
ماذا سيقول "الاعراب" غداً، شعب غزة الذي لم يفك حصاره، الذي يموت اطفاله يومياً بسبب فقدان الادوية والفيول والطعام.. يريدون منه ان يموت ببطء.. "مغامرون" مجدداً!
أن نموت.. ليست جريمة، أن نرى الاطفال تموت ليس جريمة، إنما ان نقاوم من اجل الحياة فهنا الجريمة.. و"المغامرة"..
هي الكرامة.. كلمة فقدوها منذ زمن وشربناها مع حليب الام.. لن يعرفوها.. فهم شركاء العدو في الجريمة.. وفي الذل..
طفل يذوي بسبب رفض "الاخوة" مده بالدواء.. وآخر يموت بسبب نقص الغذاء، وثالثهم مرمي على اعتاب مستشفى لا كهرباء فيه، ورابعهم يأتي الى الحياة في سجن العدو.. وخامسهم قد لا يأتي بعد صيف.. وعذراً من "محمود درويش"..
فهل تغضب..؟
أهل الكرامة فقط يغضبون!
وهم وحدهم يعرفون الرد، كيف ومتى يكون.. والاحتلال إلى زوال.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1262 ـ 11 نيسان/ أبريل 2008