ارشيف من : 2005-2008

نكاية بالطهارة..

نكاية بالطهارة..

من البداية هي قصة معروفة، مع رسوم مسيئة، مع فيلم مهين، مع ترخيص لعرض فيلم يهاجم.. كل هذه الأساليب الملتوية والمباشرة هي هي منذ البداية.. الحرب على الإسلام، إلهاً ونبياً وتعاليم.
حرّض الصهاينة رساماً مغموراً في صحيفة تُطبع بلغة يمكن الجزم بأن من يعرفون فك حروفها هم أهل ذلك البلد فقط، وهو الدنمارك، وبعض من اللاجئين إليه، وليس كلهم لصعوبة تلك اللغة.. حتى تبتعد الشبهة عنهم.
 ودخل العالم الاسلامي في دوامة المطالبة بالاعتذار، "فاستنفروا" كل الصحف في ذلك البلد وحرضوا على نشر الرسوم مجدداً، وبات الأمر معقداً أكثر.
بعد ذلك قام معدّ فيلم من بلد قريب من البلد الأول هو هولندا، وأخرج فيلماً يهاجم القرآن الكريم ويعتبره "فتنة".. وبدأت ردود الفعل تتشكل، ولكن كما في المرة الاولى، المسلمون لم يتعاملوا مع الموضوع بما يليق، فمر الفيلم.. وربما ينال غداً ترخيص عرض في بلدان عربية! بحق الحرية الفكرية والتنوع الثقافي!!
وآخر فصول تلك الحكاية كان الفيلم المعدّ على يد إيراني لكن بتمويل فرنسي ورؤية يهودية.. والذي إن أردنا تجاهل ما فيه من تجنٍّ وإساءة لإيران الإسلام، يكفي أنه يستهزىء بتعاليم الإسلام.. من "تجسيم للذات الإلهية" وتعرض لارتداء الحجاب بحجة أنه خيار.. وهو يعيق التقدم والتفكير السليم.. وليس واجباً كما هو في القرآن الكريم.
أفكار بالية من أيام الإلحاد لا الذي ولى حتى في دياره الأم.. ولكن المستغرب هو كيف تمر كل هذه الافكار في "فيلم رسوم متحركة" على "سبع" المفهومية؟! وهل شاهد "الفيلم" قبل الترخيص له؟ وهل عرف أن السبب الاساس لعرضه في لبنان وفي هذا التاريخ بالذات هو بسبب تزامن هذه الأيام مع الاستفتاء الشهير الذي أجراه الشعب الايراني بأمر من الإمام الخميني المقدس، ليرى مدى رغبة الشعب باعتماد النظام الاسلامي في الحكم.. والذي تكرر (3) مرات، وكان ينال إصراراً منقطع النظير على الخيار، ما أعطاه كل القوة والزخم لينطلق ويعيش ويتطور على مدى (30) عاماً.
وأخيراً.. ماذا ننتظر من كل هؤلاء غير هذا؟!
بنو قريظة من أول الأمر هم ضد النبي (ص) ودينه، وقريش هي التي حاربت وقاتلت محمداً ودينه.. و"يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون"..
فهل من يحتاج إلى دليل أكثر من هذا.. ليطول الانتظار حتى يخترعوا شكلاً جديداً.. لكن "للبيت رب يحميه".. ولن ينالوا مرادهم مهما طال الزمن.. اندثروا جميعاً وماتت آلهتهم.. وسيبقى محمد وذكر محمد وتعاليم محمد يعلو.. ويعلو.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1261ـ 4نيسان/ أبريل 2008

2008-04-04