ارشيف من : 2005-2008
دماء شيخ غزة والمقاومة.. أزهرت
أزهر اللوز في بساتين القرى والدساكر.. وأثمر زرع شيخ المقاومة في غزة..
من على كرسيه المدولب أدار المعركة، من داخل السجن وبعد خروجه.. حيّر الصهاينة بإصراره والعزيمة، لم يقعده المرض.. لم يترك محراب الصلاة ولا ثغور المقاومة، فهما صنوان.
كان يجول ويصول مثبتاً عزائم المجاهدين، مرسخاً العقيدة ومبشراً بالنصر.. ولو بعد حين.
إنه شيخ الانتفاضة الشهيد المجاهد أحمد ياسين..
ولد عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة. لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948 واحتلال فلسطين.. ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجدها..
أول اعتقال للشيخ ياسين كان بتهمة حيازة الأسلحة في العام 1983، وبتهمة تشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة كيان العدو من الوجود.. حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن مدة 13 عاماً.
أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن.
أطلق الشيخ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987.. وجاء الاعتقال الثاني بعد العديد من الملاحقات في ليلة 18/5/1989 مع المئات من أبناء حركة "حماس". وبتاريخ 16/10/1991 أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكماً بالسجن مدى الحياة، مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت الى الشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود، منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.
وقد أدى سوء ظروف اعتقال الشيخ إلى تدهور حالته الصحية، ما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة.
الأيام التي قضاها الشهيد الشيخ أحمد ياسين في زنازين سجن "كفاريونا" الإسرائيلي، وهو سجن ليس فيه من الأسرى الأمنيين العرب إلا غرفة واحدة كان يقيم فيها الشيخ ومرافقان له، كانت من أكبر مراحل مواجهة الشيخ للعدو.
ففي الوقت الذي كان العدو يحاول هزم الروح الجهادية عند الشيخ، كان الرد دوماً بالخروج الى ساحة الشمس.. وبشكل يومي.
عاش مع القرآن الكريم، والدقائق المعدودة التي كان يقضيها بين يدي ربّه، كان يرى فيها ضعف السجان وضيق دنياه أمام سعة رحمة الله، فيعود بعدها لتلاوة ورده من القرآن الكريم إلى أن تبزغ الشمس وتشرق الأرض بنور ربها، حين يفتح السجان باب الغرفة.
تعرض لمحاولة اغتيال عبر قصف جوي في 13 حزيران/ يونيو 2003، لكنه نجا.
وفي 22 آذار/ مارس 2004 ختمت سيرة عطرة وجهاد أتعب الاحتلال على باب المسجد بعيد صلاة الصبح، فأزهر دمه نصراً أذل جباه الصهاينة في غزة.. والنصر حتماً آتٍ.. آتٍ.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1260 ـ 28 آذار/ مارس 2008