ارشيف من : 2005-2008
لم أقل.. لم أعتقل.. لست ميليس..
بين ان تكون محاوراً او ان تكون طرفاً، اختارت صاحبة احد البرامج التلفزيونية خياراً ثالثاً.. أن تكون المدّعي العام والقاضي والجلاد.. كيف لا.. فهي طرف يحاور صديقا.. أو " تستعين بصديق".. ولكن هذه المرة الاستعانة لم تكن موفقة..
"الثعلب" المراوغ نصب فخا وأوقع فيه صاحبة البرنامج..
قامت الدنيا في لبنان على الحلقة التلفزيونية لـ"ديتليف ميليس"، على أساس أن الهجوم سيكون بـ"الضربة القاضية"، وستسقط كل مقولات النظام السوري اللبناني المشترك.
أخرج "ميليس" ما في جعبته من أسلحة، فكانت كلها: "لاأعرف.. هذه تكهنات.. واستنتاجات".. "الرئيس ليس مشتبهاً به".. "أنا لم أعتقل".. "أنا لم أقل"..
لم يترك أداة من أدوات النفي الا واستعملها.. فكانت "الحلقة الأخيرة" التي سيخرج بها على الإعلام.
عجيب.. لماذا؟ وماذا أراد إذاً من هذه الحلقة؟!
نحن في بلد الديمقراطية، قال ميليس، وكذلك لبنان.. أما "ديمقراطية" بلاده فسجنت مشتبهاً به سبع سنوات لتتمكن في النهاية من فبركة دليل لتقيم المحاكمة! والسؤال: هل المطلوب ان ننتظر (7) سنوات ليفبرك دليلا جديدا؟! لتنطلق المحكمة التي ستحتاج ربما ـ بحسب ميليس ـ سنوات!
سيد "ميليس" أدهشتنا مقابلتك.. لكن المشكلة أن المحاورة لم تظفر بإجابة.. "فهل تغضب"؟!
معيب ان يتحول العجز الى حد الاستنطاق للحصول على ما يريد المحاور قوله، ولكن على لسان "الصديق".. بالمناسبة تبين ان "الصديق" أيضاً ليس "شاهداً ملكاً"، وربما يعدون له أمراً ما لكونه لم يعد ذا نفع..
(3) سنوات من الكذب والدجل وفبركة الشهود وقلب الحقائق، ويأتي "ميليس" ليفجعنا "بلاءاته"..
(5) سنوات.. (7) سنوات.. لا يعرف.. ولكن في النهاية ستصل المحكمة التي ستُشكل الى الحقيقة.. هذه الخلاصة..
هل هذا يعني أن على اللبنانيين أن ينتظروا هذه النهاية التراجيدية لمقابلة كهذه ليكتشفوا أنهم كانوا ضحية رجل مخادع مراوغ؟
عيب على كل عاقل في لبنان لا يزال الى اليوم يقبل بـ"مستقبل" كهذا مبنى "بكل جرأة" على كذبة لا أصل لها..
ما كان ينقص المقابلة الا ان يختمها قائلاً: "أنا لست ديتليف ميليس.. أنا جاره في المنزل المجاور له"..
حبل الكذب على الجرار.. لكنه قصير.. قصير جداً.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008