لكأن موعد هذه الامة مع تجدد دفق الدم الذي يحييها بات شهر شباط..
في شباط سقط دم معروف سعد برصاصات الغدر.. في ثورة الصيادين المطالبين بحقوقهم..
وفي شباط دم شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب يرتفع الى السماء فاتحاً باب التراجع الصهيوني الى الشريط الحدودي السابق،
وفي شباط دم سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي يرتفع الى الخلود معلناً بشارة التحرير الاولى في ايار/ مايو 2000.
وفي شباط لطخ الدم الحسيني للحاج عماد مغنية وجوه الزاحفين الى الاستسلام.. وأعلن بشارة النصر الحاسم..
هل هي مصادفة ان يجتمع في شباط دم هؤلاء اللبنانيين ليشكل سيلاً جارفاً لكل رموز العمالة..
معروف سعد المصري.. واحد من قادة مجموعات المقاومة اللبنانية في معركة المالكية الشهيرة التي تمكنت المقاومة خلالها من صد العدوان والوصول الى قوات العدو وتكبيدها أكبر الخسائر.. بالتلاحم مع الجيش اللبناني المقاوم.. فاختلط دم المقاوم معروف سعد بدم النقيب الشهيد محمد زغيب..
معروف سعد والد الشهيد الحي الى يوم وفاته مصطفى سعد الذي نالت منه ايدي الغدر في انفجار عبوة ناسفة، فأصيب بجراح بالغة توفي لاحقاً بسببها..
ووالد الدكتور اسامة سعد.. الماضي على العهد بالمقاومة..
من صيدا العروبة والمقاومة عاصمة الجنوب المقاوم وبوابة التحرير.. صيدا نزيه قبرصلي وجمال حبال وبشير الأتب.. طليعة المقاومة الاسلامية.. وتكبيرات مساجد صيدا التي ارعبت الاحتلال..
نتذكره اليوم وكما نحن بحاجة الى امثاله من الرجال الرجال.. وليس أشباه الرجال..
نتذكره مقاتلاً في المالكية فإذا ما اصيب النقيب الزغيب خرج مع مجموعته الى استنقاذه، ولما احتاج الى نقل دم كان معروف سعد الجريح هو المتبرع..
صورتهما على سرير المستشفى وانابيب نقل الدم موصولة بين الجسدين لا تفارق ذهني مذ شاهدتها لاول مرة..
هؤلاء هم اللبنانيون حقاً حقاً.. والحق أقول هذه هي علاقة المقاومة بالجيش منذ احتلال فلسطين..
وليست مصادفة ان يقتل كل من قاتل العدو الصهيوني برصاص الغدر.. الجبان..
سواء كانت اليد صهيونية او عميلة.. فهي نفسها..
من معروف سعد الى الشيخ راغب حرب الى السيد عباس الموسوي.. الى عماد المقاومة، خط بياني تصاعدي لن يتراجع، وكلما احتاج الى دم سيجد الكثير من المتبرعين..
انه شهر المقاومة والنضال.. والعهد الى زوال الاحتلال.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008