ارشيف من : 2005-2008
هنا الضاحية..
في الشياح مدينة البطولة.. في الشياح تصنع الرجولة
هكذا كنا صغاراً نسمع الكبار يدندنون في ذلك الحي الذي وقف صامداً بوجه كل عتاة الطائفية والمذهبية والقتل على الهوية..
الشياح نموذج عن الضاحية المتآخية صباراً وزيتوناً.. ودما لا يفرق بين أبنائها دين، تجمعهم "جميزة" عين السكة و"بير الضيعة" وشارع عبد الكريم الخليل..
خططوا الأحد الماضي لتبدل جلدها، ونسوا ان مار مخايل كانت المعبر لانتفاضة السادس من شباط الأولى، التي انتصرت للوطن وللدولة وللمؤسسات على حساب المراهنين على الصهيوني ليصلوا الى كراسيهم.
قهرتهم انتفاضتها الثانية، قهرهم التفاهم الذي يؤسس للدولة والمؤسسات وللعدالة بين بني الوطن.. كيف لا وهو السادس من شباط يطل بعد أيام.. سادس "الجنرال" و"السيد" في المكان نفسه.
"مار مخايل" رشح دماً يوم الأحد الماضي بعد الصلاة.. كيف لا و"الحمزة" حاملاً سيف علي يذود عنه، والفتى "العجوز" يعود من "جهاده" ليساعد والده والعائلة، يحني الهامة أثناء ذهابه والغدو..
أوَليس محراب صلاة هنا..
و"شقير" يساهم في تهدئة الأوضاع.. أما عريس عدلون "الحايك" فينسج عباءة العرس الآتي من ظهر الغيب.. وكان يريد البركة..
كيف لا وصدرنا المغيب علمنا الصلاة في محراب الكنيسة..
وآخرهم.. "المنذر".. الذي كان ينتظر.. و"دماء" أمهز يلملمون المغدورين تحت عينيه..
من قتل فيهم الحلم.. من قتل فيهم لبنان.. من قتل فيهم الإيمان..
ما تعودوا ان ترفع البندقية في وجوههم، وما تعودوا ان يرفعوها الا في وجه العدو.. ليسوا قطاع طرق يا أصحاب التاريخ المزيف، وليسوا عملاء يا صغار الجواسيس وكتبة التقارير والقرارات..
من ذا الذي يريد قتلنا؟
قهرهم أننا انتصرنا على العدو.. فجاء صغاره ليخففوا عنه الهزيمة..
سنبقى نرفع أكف محمد نجدي من 17 أيار.. هم الوسخ والنتن كما رائحتهم..
وسنبقى نلملم جراحنا الممتدة من 13 أيلول وعباءة صباح وسكنة.. من اتفاق العار الذي يسجن أهل غزة على ضفاف أمة باتت شرّ أمة تقتل بنيها وتمنع عنهم الماء والكلأ..
سنبقى نلملم أشلاء حسين الرمل العالي.. والسيل الوردي في حي السلم.. برصاص صبرنا وعبوات عزيمتنا وصلابة المواقف التي تنزاح لها الجبل..
وستبقى الشياح قلعة الصمود.. وستبقى الجسر والمعبر الى الحرية..
ولن تكون ممراً للصهيوني والأميركي وأذنابهما.. التي سنقطعها..
هنا الضاحية.. متى حكت حكايتها فستكون اول البداية.. والغد المشرق.. وإن غداً لناظره لقريب..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008