ارشيف من : 2005-2008

غصن.. الشوك في ظهر الوطن

غصن.. الشوك في ظهر الوطن

قبل مدة احتفل لبنان بابنه الداخل الى عالم الشهرة من باب عالم السيارات كارلوس غضن..
حضر الى البلد وعقد مؤتمرات ولقاءات وإطلالات إعلامية وتكريما في "السرايا".. وفجأة عاد غصن ليظهر مجدداً، ولكن هذه المرة ليس لافتتاح مصنع سيارات في لبنان، بل لتشجيع صناعة السيارات.. ولكن في كيان العدو.
لبناني يدخل الى بلد العدو.. تهمة يعاقب عليها القانون سواء حمل جنسية بلد آخر او لم يحمل، فحس المواطنية هو الحاكم، ومعاناة أبناء الوطن مع الاحتلال البغيض هي الحاكمة.
فهو أقر قبلاً «أقوم بأشياء كثيرة، لكن لا أحب الاعلان عنها لأنني أقوم بها عن اقتناع وليس لأهداف ترويجية.. لذلك أفضل الاحتفاظ بها لنفسي».
فهل يبقى ما يبرر زيارة أراضي العدو؟
صحيح ان غصن درس في باريس وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة "رينو"، وبعدها الرئيس التنفيذي لتحالف "نيسان ـ رينو"، لكن هل هذا يعفي المواطن اللبناني المولد والهوية من هذه "الجريمة"! بالتأكيد لا.
ولكن هناك سؤال.. غصن حل ضيفاً قبل مدة على البرنامج التدريبي المكثف لمجموعة من الموظفين الجدد في مديرية المالية العامة التابعة لوزارة المال.. فماذا يعني هذا؟
هل يمكن القبول بشخص "يرتكب" التطبيع مع العدو ولو بطريقة "فرنسية"، محاضراً حول السياسات المالية في لبنان، ام ان الامر مقصود تمهيداً للتطبيع الاقتصادي مع العدو.. ومن باب "السرايا" الواسع؟!
لماذا لم يقم هذا الحزين على هجرة الأدمغة من لبنان بإقناع "شركته" بتنفيذ مشروع ولو جزئيا في لبنان، قبل أن يقدم هدية كبيرة لمصانع العدو؟
كارلوس غصن لم تصل فرحتنا بك الى "القرعة" كما يقولون.. إنها سقطة كبيرة إذا كانت عن جهل، وهي جريمة أكبر ومثال سيىء لا يمكن القبول به إذا كانت متعمدة.
ولد كارلوس غصن في بورتو فيلو في البرازيل في 9 آذار/ مارس 1954، وعاش فيها حتى سن السادسة، حيث انتقل بعدها مع أمه إلى بيروت وأكمل دراسته الإعدادية. تخرج كارلوس غصن من مدرسة الهندسة في فرنسا عام 1978، وحصل على بكالوريوس في الهندسة.
غصن يشغل أيضا مركز عضو مجلس إدارة في كل من شركات "آي بي أم" و"سوني" و"آلكو".
يتحدث خمس لغات.. وسادسها اليابانية.
ما فعله غصن برغم كل السيرة العملية الكبيرة لا يُغتفر.. إنه شوكة في ظهر الوطن.
كارلوس غضن.. دخول أراضي العدو جريمة، فكيف اذا كان لتشجيع وتقوية اقتصاده.. فهذه جريمة لا تُغتفر.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25/1/2008

2008-01-24