ارشيف من : 2005-2008
عاشوراء.. مدرسة الأمة
دروس عاشوراء تتجسد يومياً أمام أعين الناس والبشرية جمعاء.. وهي مفاهيم تصلح لتكون دستوراً لكل شريف يسعى للكرامة والعزة والإباء..
تعلّمنا عاشوراء ان الهجرة تكون هجرة حق عندما تكون القضية التي نحملها قضية حق، فتستحق هجر الارض والجغرافيا الى الناصر والمعين لنزرع البذرة الصالحة للمجتمع الصالح.. وان نبذل في سبيل ذلك الدم والمهج..
وتعلمنا ان لا نقبل بالحاكم الفاسد، وان لا نقبل بالركون اليه، وأن نصبر ونعمل لتغييره بما يتناسب مع حالة المجتمع الذي نحن فيه، وأن نرحل اليه لو وجد في غير مكان.. وتعلمنا ان الحياة مع الظالمين لا تستحق ان تسمى حياة، بل عندها تكون الشهادة قمة الحياة..
وفي ختام آخر الدروس تعلمنا ان نقول الحقيقة، وان لا نهاب الطواغيت، ففي النهاية الطاغية يزول وستبقى الكرامة والعزة للشهداء ويخلدون على مر التاريخ..
اما في التطبيق فكانت غزة ودمها الدافق من نجل قيادتها الى عامة الشعب تجسد المصداق..
فلسطين ولبنان تعلما من عاشوراء الكثير .. الكثير..
فالشهادة الكربلائية للمقاومين، من تقطيع الرؤوس، وتمزق الاجساد بالصواريخ باتت معلماً من معالم المدرسة العاشورائية في أرض لبنان وفلسطين.. ولذا لا بد أن ننتصر..
فالحق معنا ولا نبالي أوَقعنا على الموت ام وقع الموت علينا..
سنبقى نقول ليزيد العصر وزبانيته.. كد كيدك واسع سعيك فلن تمحو ذكرنا..
صبراً أهل غزة.. فإن موعدكم الجنة..
ترى كم يحتاج البعض ليفهم ويتعلم.. ام ان على قلوب أقفالها..
الحسين (ع) في كربلاء ناشد الاعراب ان يعودوا الى الشهامة والنخوة والكرامة.. لكنهم كانوا قد نسوا كل ذلك .. فزين لهم الشيطان اعمالهم..
وها هم احفاد هؤلاء الاعراب يلعبون بدمنا مجدداً..
ولكن هيهات.. فحسين هذا العصر ليس وحيداً مع قلة من الاصحاب، بل هو اليوم في كثرة.. وفي قوة.. يزرع الرعب في قلوب الاعداء ويمد الرحمة بين اصحابه.. ومن تبعه بإصلاح الى يوم الدين..
غداً يوم البيعة وتجديد العهد.. فلتكن العزائم كبيرة على قدر أهلها..
ولا جعله الله آخر العهد منا.. وسنبقى نردد على المدى: هيهات منا الذلة.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1250 ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008