ارشيف من : 2005-2008

آخر "القطط السمان"

آخر "القطط السمان"

في العام 1984 وخلال الغزو الصهيوني للبنان، خاضت المقاومة مواجهات شرسة مع العدو، ونفذت العديد من العمليات الامنية التي عُرفت لاحقاً باسم "صيد القطط السمان"، وآخر من أصيب في هذه العملية قبيل الانسحاب المرحلي الاول كان رئيس أركان الجيش الصهيوني بين العامين 1983 والعام 1987 موشيه ليفي.
بالأمس مات موشيه ليفي عن 72 عاماً، كان في أواخرها رهينة كرسي بعجلات.
وُلد موشيه ليفي لعائلة استوطنت في تل أبيب بعد خروجها من العراق، وتطوع في وحدة النخبة «غولاني»، ومن بعدها في فرقة المظلّيين. شارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكان قائداً لوحدة الغور في عام 1968، التي كانت مهمّتها الرئيسية ملاحقة الفدائيّين والمقاومين الفلسطينيّين. وعُيّن في ما بعد قائداً لمنطقة الوسط في جيش العدو، ومن بعدها قائداً للحملات العسكرية ونائباً لقائد الأركان.
عيّنه وزير الحرب الصهيوني موشيه أرنز قائداً لهيئة الأركان. وفي عهده دُحر جيش الاحتلال من المناطق التي كان احتلها تحت ضربات المقاومة في المرحلة الاولى نحو الشريط الذي بقي محتلاً حتى التحرير في العام 2000.
أسّس ليفي وحدتي «جفعاتي» و«ناحل» في سلاح البرّ الصهيوني، وهو صاحب خطّة «القطاع الأمني» التي اتّبعها الجيش الإسرائيلي على مدى سنوات.
ويزعم البعض في كيان العدو ان ليفي كان المعالج النفسي لصدمة حرب لبنان الأولى في اجتياح 1982، حيث اعتقد ان الامر مجرد نزهة، فإذا به يسحب جيشه ممزقاً من شدة عزم وفعالية المقاومة، سيما عملية أمير الاستشهاديين أحمد قصير التي قصمت ظهر جيش الاحتلال.
وما لا يذكره هذا البعض ان الرعب كاد يودي بموشيه ليفي وأتباعه بعدما فروا من ساحة القتال مع طلائع الجيش المصري في حرب "أكتوبر" التي استهدفتهم بصاروخ "آر. بي. جي"، فوقعوا أمام كتيبة دبابات صهيونية من شدة رعب طاقمها رمت "نيران صديقة" على الفارّين.
وبمناسبة الحديث عن حرب "أكتوبر" لا بد من التذكير بمقياس الانتصار، وإذا ما كان تحقق في تلك الحرب بحسب الرئيس المصري يومها أنور السادات، ونترك لكم التحليل: "انظروا إلى ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة عن هذا السؤال".. ونحيل من لم يصدق بعد بأننا انتصرنا.. فليراجع وليقرأ.. ولينتظر التقرير الثاني لـ"فينوغراد" آخر الشهر.
انه الموت.. سواء كنا في الحرب او في السلم.. سيأتي عاجلاً أو آجلاً.. ولا فرق ذهبنا اليه او جاء الينا.. ولكن يبقى ونحن على أبواب عاشوراء الإمام الحسين (ع) ان نتذكر أنه إن كنا على الحق فلا نبالي.. أوقعنا على الموت او وقع الموت علينا.. فالموت بكرامة هو سعادة، والحياة مع الظالمين ستبقى برما.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-11