ارشيف من : 2005-2008
عايد دودين...أسطورة صمود وتحدي..وإصرار على مواصلة الدرب
ونودي على أم الأسير وقيل "أن اصبري وصابري" وعلت الأصوات في أذن زوجته "العود قريب، فرج الله كربه".
الأسير الذي ضجرت من معصميه القيود، وتمنت لو تركها الزنازينُ، وتأوهت من ألمه الأقبية، ألا يحق له أن نضمد له جرحه، ونخفف من نزفه، ونبرد ويلات الأسر عليه وعلى آله!! ألا يحق له أن يُذكر بعمله، أن تُرفع شكواه لتكون اهتمام الجمهور!!
في الأسر أسود وصقور، زأرت فدوى صدى زئيرها لتثير المحتل الغاصب، وسمى في الأعالي أسمها ليسمو على ظلم وظلام حكموه، وتحررت روحه رغم القيود من الذل، فكانت طليقة شامخة، ترد الإهانة وتتحمل التعذيب والعذاب، ويرفع رأسها بكرامة وشموخ من بين هذه القصص الكثير من قصص البطولة والفداء تبرز لنا قصة الأسير المجاهد عايد محمد دودين أسد الجنوب الرابط والذي أمضى ما مجموعه 11 عاما في سجون الاحتلال، من بينها 18 شهر أمضها متنقلا بين أقبيات التحقيق في مسالخ من لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية..
عايد الميلاد والطموح
تطلعت عينا الطفل عايد دودين بعيدا ليأمل لنفسه حياة راغدة...علما نافعا... بيتا دافئا...وعائلة يسعد باستقرار حياته بينها، فترعرع على حب العلم وحب الحياة، ورضع حب الوطن، وتغذى اعتزازا وكرامة، كبر الفتى فكان مقداما ذو قلب مؤمن وعقل رزين، شغوف للعلم، طموح للعيش بكرامة، فقادته الشهامة ليرسم لنفسه مستقبلا آخرا...
كبر الفتى وتطلع إلى ما آلت إليه بلده، أعياه سماع معاناة الناس من أنات بؤس وذل، وصراخ أمهات صامت يُفزع جنبات الأماكن، أتعب الفتى العيش الذليل في كنف إحتلال غاشم، أرهقته الكثير من متاعب الأمة والقراءة عن مؤتمرات وقمم تُعقّد وهمم تُنَّكَس، وسط هذا التخبط بين حب الوطن والنشوة للحرية، حب الحياة والأمل في مستقبل زاهر، مستقبل يُجَّمِله الاستقرار ولد فارس حكايتنا عايد محمد سالم دودين في 20/9/1967 وأكمل دراسته الثانوية العامة في مدارس قرية دورا جنوب الخليل ..
الانتفاضة ومسلسل الاعتقالات
اندلعت شرارة الانتفاضة الأولى التي غيرت من حياة شعبنا الكثير، وأثارت في قلب العايد رفضه للذل، رفضه للخنوع.. أثارت رفض عايد أن يكون فلان أن يكون نكرة..
إن شرارة الانتفاضة الأولى أشعلت في طريقه وجوه أنارت الدرب الصعب، وخففت من آلام قلبه وضميره فاهتدى بهديهم وسار بدربهم، نشط في الانتفاضة فكان من أول من اعتقل في الانتفاضة الأولى وكانت أولى الاعتقالات 18يوما أمضاها في خشابية سجن الخليل حيث الجوع والبرد وقلة الطعام كان كما قال لنا أسيرنا البطل 80 معتقل في غرفة لا تزيد مساحتها المربعة عن 25متر وكان التحقيق قاسي جدا أمضاها بقسوتها وصعوبتها وخرج ليكمل مشوار حياته فأنهى الثانوية العامة والتحق بكلية الشيخ جراح حيث درس التمريض والتحق نتيجة تفوقه للعمل فورا في جمعية إنسانية إلا وهي الهلال الأحمر الفلسطيني عام 1989 ، وبدأ مشوار الحياة فاقترن بشريكة الحياة زوجته التي سارت معه على درب ذات الشوكة فكانت نعم المعين وخير سند تشحذ همته إذا ما رأت التعب تسرب لنفسه وتشد من أزره ، فأنجبت له حمزة في عام 1991 ولكن الاحتلال كان له بالمرصاد فكيف لهم أن يتركوه فهو من يحمل في صدره حب الوطن، فحدث الزلزال الثاني كما وصفه الأسير المجاهد عايد لمركز أحرار لدراسات الأسرى فاعتقل ولم يكن لوحده حينها بل اعتقل هو وأشقاؤه الثلاثة ليصبح البيت فارغا بالكامل وقيد الأبطال إلى أقبيات التحقيق توزعوا على المسالخ وكان ذلك في التحديد في 19/12/1992 بعد عملية الإبعاد الشهيرة التي أبعدت فيها قوات الاحتلال 415 مجاهدا إلى مرج الزهور ، اقتيد الرجال ولم يكن يعلم عايد أن شقيقه الصغير موسى هو من يقف على رأس كتائب القسام في الضفة" وكان معه شقيقه الكبير ياسر والأخ الأوسط خالد.
اقتيد الإخوة الأربعة إلى سجن الخليل المركزي في وقت كان فيه الجو ماطر وشديد البروده وتم تعريتهم بشكل كامل لم يبقى عليهم من الملابس اي شيء وبدأت الأسنان تصطك بعضها البعض، وبدأت القدمين ترجفان ومع كل هذا الألم كان الجنود يضحكون ويتبادلون النكات على أشكال أجسامهم وعلى أنهم عراة.
ومن ثم تم اقتيادهم إلى ما يسمى "الخزانة" وهي عبارة عن خزانة ضيقة مساحتها 80سم x80سم في ظل جو شديد البرودة وبدأت جولات التحقيق اللامنتهية فكان الضرب والشبح(التعليق) المتواصل والمنع من النوم والمنع من الطعام وكل ما لا يمكن لعقل تصوره مورس ضد الفارس العنيد موسى دودين، اقسم بينه وبين نفسه أن لا ينطق ببنت شفة، وعاهد الله أن لا يخون العهد والأمانة قال لنفسه سأكون كبلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه وسأعلم المحتل درسا في الصبر، ويمر الشهر وخلف شهر ويأتي شهر رمضان المبارك ويسمع مآذن الخليل تعلن عن بدء الشهر الفضيل فيزيد مضاءً ويشحذ همته وتعود صورة بلال شاخصةً أمام ناظريه ، وتحدثه النفس أن يحذو حذو عمار بن ياسر ، ولكن صورة الأم الحانية التي ودعته وإخوانه ليلة الاعتقال تمثل أمام ناظريه حين قالت مودعةً الأبناء الأربعة (ارفعوا راسي يمه وشدوا الحيل ) كانت تتجلى فيعود ويتحدى برد كانون وما أدراك ما برد كانون في جنوب فلسطين المحتلة .
التعذيب والشبح والبرد الشديد
ويخوض البطل معركته مع المحققين ويقسم انه كان لا يقوى على فتح فمه من شدة البرد وكان يستعين بيديه التي تورمت من شدة الربط والبرد ليفتح فاه ليدخل بضع لقيمات يقمن صلبه ويصبرنه على تحدي المحتل، وتمر الأيام طويلة قاسية وعلى كرسي الشبح الذي أكل من جسده ما أكل والذي شهد عليه دخول شهر رمضان شهد إعلان العيد، فيرق القلب وتذرف الدموع ويتذكر والدته كيف سيمر عليها العيد ولا احد من أولادها موجود ويتذكر صورة الوالد الذي شتت أولاده على السجون، ويرق القلب للزوجة الصابرة والتي تركها مع ولده حمزة وترك في أحشائها طفل صغير لا يعلم عن مصيره أي شيء، وتملأ الدموع لحية الشيخ الصابر التي طالت مع طول أيام التحقيق، وسرعان ما يستيقظ البطل على أصوات تكبيرات العيد من مساجد الخليل ويعيد ويعاهد نفسه على الصبر والثبات.
وتستمر معركة التذعيب ويصمد البطل
بعد ثلاثة شهور من التعذيب المتواصل وعدم معرفة مصير إخوانه حضر إليه الضابط المسؤول وأبلغه بالإفراج ، نظر إلى ملابسه فوجد بنطاله ممزق والدم يملأ كل ملابسه وجسمه قد ازرق لونه فأحضر له ثياب أخرى وأعطاه كل الأمانات وخرج من باب السجن الصغير ليقع على ارض من شدة ضوء الشمس يتمالك، يلملم شغثه يمسح بيديه لحيته فيشعر أنها طالت، يسير قليلاً، وعلى بوابة السجن يوقفه جنديان يطلب أحدهم هويته فيعطيه الهوية، وبحركة صغيره من رأس الجندي يقوم الجندي الأخر بتربيطه وتعصيب عينيه، ويقتاد إلى سيارة تكون في المكان ليعود مره أخرى إلى تحقيق سجن الظاهرية.
وتبدأ الرحلة من جديد، يجلس المحقق على ركبتي عائد ويقول له هل تظن أننا سنتركك تخرج منصور إياك أن تفكر بذلك فالتحقيق بدأ من هذه اللحظة، ويعود الفارس للتحقيق بوتيرة اشد من ذي قبل، شهر كامل وجديد ذاق فيه الأسير عائد دودين كل ألوان وأصناف العذاب نقل خلاله إلى سجن الفارعة حيث تم عرضه على "العصافير" وأعيد للظاهرية وسجن الخليل، هزل جسمه وطال شعره، وتأثرت معدته صرخ بأعلى صوته لم يرحمه احد، الكل اجتمع عليه حتى طبيب السجن، كان يمارس عليه ساديته ومر الشهر بالكامل ليأتي ضابط ويبلغه بقرار الإفراج، لم يصدق، ظن انه ملعوب جديد خرج من باب السجن وكان يتوقع أن يعيدوا معه الكرة خرج ليجد الوالد والأهل بانتظاره ويجد زوجته قد أنجبت له "هديل" وكان عمرها خمسون يوماً احتضنها واحتضن والدته ووالده وعلم أن أخويه بقيا خلف السجن وان شقيقه الكبير تم الإفراج عنه في 21/4/1993.
6 أيام وأعيد للاعتقال
ست أيام فقط تلك التي قضها "أبو حمزه" خارج المعتقل لم يكد يرتد جزء من صحته التي فقدها خلال أربع شهور التحقيق، قوات كبيرة تقتحم البيت تحطم كل محتوياته تملأ المكان خرباً تقتاد ابو حمزه دودين بكل قسوة وبالتحديد في 27/4/1993 كل الجنود انهالت عليه ضرباً بالبساطير وبأعقاب البنادق "تم إيذائي بطريقة وحشية، كل جسدي ينزف دماً، تم إدخالي إلى سجن المسلخ في الخليل وتم تعليقي بداخل زنزانة كان فيها قاذورات وبراز، رائحتها نتنة كريهة، وفي الصباح حضرت مجموعة من المحققين وبدأ الكل بالضحك والصراخ وكانوا يقولون ها هو البطل قد بال في ثيابه وبدأت جولات التحقيق، وكانت التهمة في حينها تأسيس خلية عسكرية تحت اسم "البراق"وكان أحد الاخوة قد اعترف علي بعضويتي في هذه الخلية العسكرية أنكرت كل التهم واستمر معه الأمر 75 يوم لم يذق فيها البطل طعماً للنوم، ولم يبقى أسلوب إلا واستخدم ضده، وكان في كل يوم يضعف جسده أكثر وأكثر ولكن همته ومعنوياته كانت ترتفع ، وفي احد المرات حضر إليه احد المحققين وقال له بالحرف الواحد: "أنت انتصرت علينا ولكن لن تخرج من هنا إلا بشرط واحد أن تدلي بأي كلمة ولو كانت بسيطة رفض البطل وأنكر كل التهم فقال له المحقق ارمي لنا أي عظمة نقنع بها الميجرات وجنرالات التحقيق، وأصر أبو حمزو على رأيه ليخرج من التحقيق ويجد حكم اعد له كان مقداره العام أمضاها متنقلا بين السجون والمعتقلات ليفرج عنه حتى شهر 5/1994 ، خلال فترة اعتقاله هذه رزق بابنته الثانية شروق .
الخروج من السجن والعودة للحياة
خرج عائد دودين من سجنه وقد أتعبته السجون فعاد لعمله وحاول أن يعوض الزوجة سنوات السجن الطويلة وأيام الفراق رزق خلالها هذه الفترة بنور وعز الدين، 3 سنوات هي التي أمضاها الأسير في سجون الاحتلال ليعود ويعتقل مره أخرى في شهر 7/97 من قبل القوات الخاصة التي حاصرت المنزل وعاثت فيه الفساد اقتادوا الأسير عايد بطريقة وحشية خلال 3 ساعات كان الأسير في تحقيق المسكوبيه، صبوا جام غضبهم عليه مزقوا ملابسه التي كان يرتديها، كان كل همهم أن يعرفوا مكان وجود المطارد عادل عوض الله رحمه الله الذي كان يعتبر اخطر المطلوبين لقوات الاحتلال حضر المحققون ابلغوه ان كل شيء في التحقيق مسموح وطوال 138 يوم أمضاها الأسير وحيداً في ساحات الشبح وأقبية التحقيق مع طاقم متخصص في فن الإيذاء ونزع الاعترافات 138 يوم مدة تعجز الجبال عن تحملها، يقول الأسير عايد دودين(لــمركز أحرار) كنت اشعر بمعية الله وكنت اشعر بلذة الدعاء وبرحمة الله كان جسدي الضعيف الذي أعياه الضرب والشبح والماء الحار والبارد يقوى مع الإيذاء ، ويستمر الأسير عايد في حديثه (لأحرار)حيث يقول: "تم إحضار أخي موسى والمحكوم مدى الحياة إلى غرفة التحقيق في وسيلة من وسائل الاحتلال القذرة للضغط علي عانقت شقيقي الذي لم أره منذ سنوات طوال مسكت نفسي ودموعي هاله منظري بكى بحرقة على شكلي وجسمي الهزيل واصفرار وجهي وشد من أزري وقال لي أمام كل الجنود اثبت يا أخي انك على الحق المبين هجم المحققون وأبعدوه بسرعة وقوة، اخبرهم أن ليلهم لن يطول وان شمس الحرية ستشرق عن قريب".
الكف يهزم المخرز
"خرجت من التحقيق وبعد أن أعانني الله بأن هزمتهم مره أخرى وحطمت كبريائهم واثبت لهم أن الحق أقوى من القوة وان الكف يمكن له أن يناطح المخرز".
"تنقلت خلال هذه الفترة بين سجون عدة ومعتقلات شتى ووضعت في احد المرات كعقاب لي في السجن المدني مع الجنائيين واللصوص وتجار الحشيش ، وقد وضعوا لأسيرنا البطل في احد المرات مادة مخدرة في الشاي الأمر الذي جعله يشعر بالدوار وآلام المعدة فاضرب عن الطعام وتم نقله لسجن آخر، خلال هذه الفترة لم يسمح لي بان أرى أخي وقد صدف أن اجتمعت أنا وهو في سجن عسقلان وكان أخي موسى في تلك الفترة في عزل لعسقلان لم يسمحوا لي بلقياه أو الحديث معه، وصدر حكم الطغاة ضدي بـ 7 سنوات علما ان قضيتي لا تستحق أكثر من عامين ولكن حقد الصهاينة وإصرارهم على تحطيم روحي المعنوية كان دافعهم"، استقبل أسيرنا حكم الطغاة بقلب المؤمن الذي يوقن أن الله هو الحاكم وان كل شيء لدى الله بمقدار ، كان يتنقل من سجن لآخر يزرع الحياة في روح الآخرين يخدم الصغير والكبير ، كان مثالاً لمن يعطي من دون أي مقابل يسهر على راحة إخوانه المعتقلين كان خير العون لهم لم يبخل عليهم فهو صاحب الخبرة والتجربة الاعتقالية الطويلة.
الإفراج بعد الغياب الطويل
مضت الليالي بطولها وشدتها ومرت السنوات السبع العجاف وجاء موعد الفرج وكان ذلك في التحديد في 20/2/2005 اصطف سجن النقب لوداعه فصفق له الجميع وبكى الكل على فراق أبي حمزة، فقد ترك فراغاً كبير بين الأسرى الذين عاش معهم وأحبوه، خرج من السجن وقلبه معلق بإخوانه الأسرى ، خرج لعالم الأحرار، وجد كل أهالي القرية باستقباله حضنه الجميع أجيال تغيرت الصغير أصبح كبير والشاب أصبح رجل كبير معالم القرية تغيرت أناس ماتوا وآخرين ولدوا، هي سبع أعوام التي بعد فيها عن الأهل والبلد ابنه عزا لدين والذي تركه ابن شهرين أصبح في الصف الأول وحزمه الصغير أصبح شاب عمره 15 عاماً، كبار العمر من أقاربه فارقوا الحياة ، معالم البيت ووجوه الناس كل شيء تغير دخل عالما جديدا وحياه مختلفة .
قرر في قرارات نفسه أن يعوض الأهل سنين الحرمان الطويلة وتعب الليالي، عاد إلى عمله في الهلال الأحمر الفلسطيني وقرر أن يكمل مشوار حياته، ولكن الاحتلال كان له في المرصاد فأعاد اعتقاله بعد 6 شهور فقط من الإفراج عنه ومن دون أي تهمة وضمن حمة كبيرة سبقت انتخابات المجلس التشريعي ومن دون توجيه أي تهمة أو سبب يحول الأسير عايد إلى الاعتقال الإداري ليمضي 22 شهر بالتمام والكمال تحت نير هذا السيف المسلط على رقاب أبناء الشعب الفلسطيني ولتبقى الزوجة تعاني الأمرين بعد الزوج وتربية الأولاد ومسؤوليات الحياة .
الإفراج الجميل ولكنه لم يطل
هكذا وصف أبو حمزة دودين (لـمركز أحرار) هذا الإفراج بعد 22 شهر وبالتحديد في 19/7/2007 خرجت من هذا الاعتقال بعد الم ومخاض شديد مع التمديد الجائر خرج أبو حمزة ليقضى ولأول مرة من سنين طويلة شهر رمضان مع زوجته وأولاده منذ 9 أعوام كان أو مرة يصوم الشهر الفضيل مع أهله كان يجلس معهم على مائدة الإفطار وهو سعيد لا يكاد يصدق نفسه يعلمهم الدعاء قبل الإفطار ويداعبهم ، كان صغاره سعيدين جدا بوالدهم وكان ينتظرون العيد بفارغ الصبر فوالدهم غاب عنهم 19 عيد ، واتى العيد ويا لسعادة أبو حمزة وأم حمزه والأطفال بالعيد الأول مره من 9 أعوام يقضي عيد مع أولاده وأهله التي فرقت شملهم السجون، لكن الفرحة لم تدم طويلاً فالاحتلال له بالمرصاد ففي اليوم الرابع حوصر المنزل وانتزع البطل من بين أبناءه وكأن الفرحة محرمة على أبو حمزة ليحول مرة أخرى للاعتقال الإداري الذي ما زال يرزح تحت نيره حتى كتابة هذه الصفحات.
ام حمزة صمود وإكمال التعليم رغم بعد الزوج
أبو حمزة وعائلته نموذج حي من نماذج البطولة والفداء التي استطاع الإنسان الفلسطيني أن يرسمها رغم الألم والقيد والاعتقال ، فأم حمزة زوجة هذا المناضل هي شريكة فاعلة، فقد استطاعت أم حمزة وبالرغم من غياب زوجها وإنجابها لـ6 أطفال ان تكمل تعليمها الجامعي وتحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الانجليزية لتقول لهذا الاحتلال لن تستطيعوا حصار فكري ساعة، "فنحن زوجات الأسرى خير خلف لهؤلاء الرجال اقسمنا بالله العلي العظيم أن نحفظهم في غيبتهم أن نرضع أطفالنا لبن العزة والفخار".
التاريخ:20/4/2008