ارشيف من : 2005-2008
موقع لبنان في الاتصالات الإسرائيلية السورية
برغم أن الحدث إسرائيلي سوري بامتياز إلا أن تدقيقا بسيطا في انطلاقة ومسار الاتصالات الإسرائيلية السورية وفي الطروحات والطروحات المضادة فضلا عن الظروف السياسية الإقليمية، يؤكد حقيقة لا لبس فيها وهي انه لو كانت نتائج العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، على غير ما كانت عليه، لكنا شهدنا موقفاً وأداءً إسرائيليا مغايرا لما برز في الرسائل الإسرائيلية من تعبير عن الاستعداد للتفاوض للانسحاب من الجولان...
وما يعزز هذا التقدير هو ان خروج حزب الله، ومعه كل اطراف المعارضة، منتصرا من الحرب التي شنها العدو الاسرائيلي، وتكرسه كقوة قادرة على حماية لبنان ومُعطِّلة للمخطط الاميركي في لبنان ومنه، ومن ثم مضاعفة قدراته القتالية والصاروخية... اوجد واقعا معقدا امام العدو اقله ان تكرار العدوان واعادة تجربة الخيار العسكري سيكون اكثر كلفة فضلا عن تراجع امكانية تحقيق الاهداف المحددة له. في ظل هذه الظروف وامام معادلات القوة القائمة اتت المواقف الاسرائيلية الداعية لمفاوضات سورية اسرائيلية.
ويلاحظ في هذا السياق ان الدعوات لمفاوضات مع سوريا شملت كلاً من جيش العدو واستخباراته العسكرية، هذا الى جانب العديد من الشخصيات السياسية والمعلقين والخبراء.
ولكن السؤال الذي قد يفرض نفسه في هذا الاطار، كما في حالات مشابهة، هو إمكانية وجود أبعاد داخلية لموقف اولمرت؟ او بعبارة اخرى هل هناك وضع داخلي اسرائيلي فرض على اولمرت اتخاذ هذا الموقف؟.
فيما يتعلق بهذا الاحتمال تظهر المتابعة الدقيقة للوضع الداخلي الاسرائيلي عدم وجود أي عامل ضاغط على اولمرت للقيام بخطوات او مواقف استيعابية، وخاصة ان الرأي العام مشغول بنسبة اكبر بتطورات الساحة الفلسطينية كونها ساحة متحركة وساخنة تتسبب باستنزاف اسرائيلي يومي، وهذا ما يعمل عليه اولمرت من خلال تأكيده لوجود مساعٍ للتوصل الى اتفاق ما مع السلطة الفلسطينية قبل نهاية السنة الجارية. كما ان استطلاعات الرأي تبين لنا ان 56% من اليهود يعارضون تقديم أي تنازلات في الجولان، ومن بين الـ44% المتبقية 19% يؤيدون تقديم تنازلات جزئية فقط. كما ان 80% من اليهود لا يصدقون نوايا الرئيس الاسد السلمية.
أيضا بالنسبة لاحتمال أن يكون هناك ضغوط خارجية – أميركية – على اولمرت للسير في هذا الاتجاه، فهذا ما تُسقطه المواقف الأميركية المتشددة، أكثر من الكثير من الإسرائيليين، تجاه سوريا. كما ان اهتمامات الادارة الاميركية في اواخر اشهرها تركز على تحقيق انجاز سياسي ما على الساحة الفلسطينية، وهذا ما تتحدث عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية نفسها وبالتفصيل.
على ضوء ما تقدم أصبح بالإمكان القول ان النتائج الاستراتيجية التي ترتبت على فشل جيش العدو في تحقيق الاهداف المحددة في تموز عام 2006 هي التي ساهمت في تغيير الرؤية الإسرائيلية للتعامل مع سوريا.
اما فيما يتعلق بموقع لبنان من اهداف الحديث عن التسوية مع سوريا، لم يخفِ اولمرت هدفه الحقيقي من وراء حديثه عن الاستعداد للانسحاب من الجولان، بأن الثمن المطلوب من سوريا هو تفكيك تحالفها مع حزب الله وايران، ومنع تدفق الاسلحة الى المقاومة في لبنان، كما يقول الاسرائيليون. وهكذا يتجلى امامنا ان الهدف الحقيقي من وراء هذه الشعارات والدعوات ليس الحرص على تطبيق معادلة الارض مقابل السلام، وانما القيام بعملية التفاف سياسية لا تقل اهمية وخطورة عن أي التفاف عسكري للوصول الى اهدافه الاستراتيجية في لبنان وسوريا والمنطقة، وتحقيق اهداف سياسية عجزت اسرائيل عن تحقيقها بالقوة العسكرية.
اما الحديث عن مدى جدية وقابلية ان يأخذ هذا المسار التفاوضي مداه وتقدير النتائج التي قد تترتب عليه فله مقام اخر.
علي حيدر
1089 جندياً يخضعون للعلاج النفسي بعد حرب لبنان أيضا الساعات المتأخرة من الليل، لم تخفف من الذكريات الصعبة وصور الرعب لمعظم جنود الاحتياط، الذين عادوا من معارك حرب لبنان الثانية. ومعظم هؤلاء الجنود، الذي يعانون منذ سنة وثمانية أشهر، لا يزالون غير مدركين أنهم يعانون من عوارض ما بعد الصدمة، ويحاولون، حاليا، في شعبة التأهيل في وزارة الدفاع، مكافحة هذه الظاهرة بالتحديد. واستدعى قائد شعبة التأهيل، العميد احتياط روني مورنو، جنود الاحتياط لإجراء فحص من أجل تلقي المعالجة بغية الحؤول دون الوقوع في صعوبات أداء المهمة في مرحلة متأخرة جدا... كذلك، ومنذ حرب لبنان الثانية فرضَ قائد شعبة التأهيل تعزيز هذه الوحدة بالقوى البشرية وتقديم بحث شامل حول هذا المجال. ونتيجة لهذا النشاط، استوعبت شعبة التأهيل، حتى الآن، 499 جنديا احتياطيا من حرب لبنان الثانية والتقديرات، هي أن هناك مئات من جنود الاحتياط يعانون من ما بعد الصدمة لم يتم فحصهم بعد. هذا، وتوجّه بعد حرب لبنان الأولى إلى شعبة التأهيل نحو 1089 جنديا. وادى هذا العدد الكبير إلى الاعتراف بظاهرة ما بعد الصدمة. كما قال مورنو إنه "ليس هناك من شكّ أنّنا لو كنّا اعتمدنا سياسات، لاعتمدناها إزاء المصابين في حرب لبنان الثانية". وتم تسجيل 388 مصابا حتى الان في الحرب، التي اعتبرت صدمة نفسية في التجربة الجماعية والشخصية. ويضيف "وفق تقديرنا، هناك عدد ليس بقليل من جنود الاحتياط لم يحضروا لتلقي المعالجة، نحن نتوجّه إليهم من خلال وسائل الإعلام بأن يأتوا لتسلّم التشخيص. وبعد ذلك، يتم تحويلهم إلى وحدة انعكاسات القتال والمعالجة من خلال لقاءات فردية وجماعية". مورنو ليس مستعدا للتخلي عن أي جندي. فهو يقول "هذه حربي الحقيقية. جاءني، مؤخرا، جندي من المخيّم الصيني، ابن 54 عاما، وروى لي عن المعركة. وهو ببساطة لم يكن يعرف أن الكوابيس، التي كانت تنتابه ليلا، تسمّى ما بعد الصدمة، وأنّ لها علاجا". ولفت مورنو الى أن جزءا من الأشخاص الذين يعانون من ما بعد الصدمة يخشون من أن الاعتراف بالمشكلة قد يضرّ بهم مستقبلا إذا أرادوا التوجّه إلى مسار أمني، لكنّه يوضح أن المعالجة المبكرة ضرورية. وعلق الناطق باسم الجيش بالقول "بعد حرب لبنان الثانية، تم تحديد ومعالجة نحو 260 جنديا في الخدمة النظامية عانوا من أعراض ما بعد الصدمة. |
معاريف، أمير بوحوبوت، 25/4/2008 |
السلام مع سوريا لا يعني السلام مع لبنان خسرت سوريا لبنان، ولذلك السلام مع سوريا لا يعني السلام مع لبنان، بل على العكس، سيصبح هناك جهات في لبنان، حزب الله، على سبيل المثال، سيقومون بكل ما بوسعهم لضرب السلام بين سورية وإسرائيل. ولن يسمحوا للإسرائيليين بالمرور عبرهم "في الطريق إلى أوروبا". |
موقع بخور على الانترنت/25/4/2008 |
بيريس: الأسد يفضل لبنان والعلاقة مع حزب الله على هضبة الجولان أعرب رئيس الدولة شمعون بيرس في حديث مغلق عن معارضته الانسحاب من الجولان في المرحلة الحالية: "في الوضع القائم، من المحظور الانسحاب من هضبة الجولان والوصول الى اتفاق مع الاسد". واضاف "نحن لن نسلم هضبة الجولان للايرانيين". وان "الاسد يفضل لبنان والعلاقة مع حزب الله على هضبة الجولان. فإذا لم ينفصلوا عن حزب الله والايرانيين، فمن المحظور اعطاؤهم الجولان. باراك، نتنياهو ورابين اقترحوا على السوريين كل الهضبة، ولكنهم يفضلون لبنان علينا. كلنا نريد السلام، السؤال هو عما نتنازل وعما يتنازل الطرف الاخر". وشرح بيرس في لقاء له قبل شهر مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان كميات هائلة من السلاح والوسائل القتالية تم شراؤها بتمويل ايراني تنقل كل يوم عبر الاراضي السورية الى حزب الله. وقال احد مستشاري بيريس ان لدى الرئيس شكا كبيرا فيما اذا كان الرئيس السوري يريد السلام، وان الاسد يقف امام خيار القطيعة عن ايران التي يرتبط بها. وحسب اقواله، محظور اعطاء الجولان الى جار ايراني، والاسد يريد أن يواصل مساعدة حماس وحزب الله. |
معاريف/ بن كسبيت/25/4/2008 |
الانتقاد/ العدد1265 ـ 2 ايار/ مايو 2008