ارشيف من : 2005-2008
باختصار: ديمقراطية الغاب
احتل الأميركيون العراق بدعوى تخليص أهله من نظام ديكتاتوري يعيش على دمائهم، وإذا بأبناء هذا البلد يجدون أنفسهم بين براثن وحش لا يقيم لدمائهم وزنا، ينهش يوميا من لحم أطفالهم ونسائهم.
لقد جاء الأميركيون بحجة نشر ديمقراطية الغرب في صفوف أبناء الصحراء وإذا بهؤلاء يتعرفون الى أفظع أنواع الديمقراطية "ديمقراطية الغاب" إذا صح التعبير، حيث لا قانون ولا حدود ولا حتى شريعة تحكم، أصحابها فقط يحل لهم القيام بكل وبأي شيء يريدون لتحقيق أهدافهم.
وصل الأميركيون فكانوا قوة احتلال فوق القانون العراقي ولا يطالهم القانون الأميركي ولا قانون الأمم المتحدة، انشأوا شركات أمنية قوانينها مصالحها، نهبوا ثروات العراق النفطية والتاريخية، لاحقوا العلماء وقتلوا بعضهم، أفرغوا بلاد ما بين النهرين من كل ما يمت إلى الدولة والقانون بصلة، قسّموا البلد والناس طائفيا وعرقيا ومناطقيا.
والآن بدأوا بتصفية أبنائه نساءً ورجالا وأطفالا فكانت النتيجة أن العراقي اليوم يخاف على نفسه وعرضه وأولاده ورزقه أكثر مما كان يخاف في عهد الديكتاتورية، وهذا ليس دفاعا عن النظام البائد، لكن للقول بأن العراقيين انتقلوا من الأسوأ الى الأكثر سوءاً، ففي شهر واحد يقتل الأميركيون ويجرحون أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة إنسان في مدينة الصدر وحدها.
هكذا صار للأميركيين غابة يحكمونها بديمقراطية خاصة بها.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1265ـ 2 ايار/مايو2008