ارشيف من : 2005-2008

عيد العمال.. إضراب

عيد العمال.. إضراب

لا يمر عيد العمال في لبنان على أصحابه كل عام على خير.. وهذا العام يمر مع نكتة "سمجة".. نعم "سمجة".
"النكتة السمجة" هي في حضور إقطاعي المناطق وأقصى اليمينيين مؤتمر الاشتراكية الدولية!
أحدهم قادم من خلف عنصرية فوقية "فيدرالية" غير كادحة.. أما الآخر وعلى حد قول الوزير السابق سليمان فرنجية: "صنيعة المكتب الثاني".. وأما الثالث فهو وريث "ملك" سجل باسمه أراضي في أقاصي المناطق الجنوبية، لم يعرفها إلا وهو في رحلات صيد.
كيف تجتمع "الاشتراكية" مع الإقطاع! عفواً نسينا "البيك"، وريث إقطاعية "الإدارة المدنية" ومعبر "طريق الكرامة".. وقبلها "حواجز باتر" التي سنظل نذكرها، لأن من تعرف "تاريخ"ـه تعرف "مستقبل"ـه.
كيف يجتمع العامل في بلدية مع من يمسح "الجوخ" عن بذلته بـ"الدولارات" التي لا تأتي إلا عند "الحاجة"؟!
كيف يجتمع ماسح أحذية الناس مع من يقتل الناس في الشوارع، ويصدمهم بسياراته؟!
عذراً يا جماهير "الاشتراكية"، فنحن نحترم كل أصحاب العقائد والمذاهب الفكرية والاجتماعية، لكن "من يضع نفسه في مواقع التهمة فلا يلومنَّ إلا نفسه".
عمال لبنان الكادحون الذين رفضوا الحياة بذل و"الشحادة" على أبوب الزعماء، يستعدون بعد أيام للمطالبة بحقوقهم وحقوق عائلاتهم التي تشكل الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني، فيما يتمتع "المتسلطون" بكل ما اغتصبوه زوراً.
رفضوا منحهم ضمان الشيخوخة، حرموهم من الزيادة المفترضة مع كل غلاء معيشة، مع العلم أن كل ما يقدم من تبريرات لا يمتّ الى الحقيقة بصلة.
ماذا لو بدّلنا المشهد، وأنزلنا كل المتربعين في السلطة إلى مكان العمال؟ ماذا سيحصل؟
لن يمكث واحدهم في مكانه ساعة واحدة.. فمن يعيش والكهرباء تغذي مكيفه وبراده وتلفازه، ليس كمان يعيش في "جورة" الفرن ورائحة المازوت، وعندما يعود إلى بيته لا يجد الماء ليستحم.
العمال يا أيها "المتغطرسون" يريدون قادة يعيشون معهم في بيوتهم وأفراحهم وأحزانهم وحياتهم، لا متربعين على أكتافهم يعيشون على خير العمال.
لكل العمال في عيدهم.. "ينعاد عليكم بالخير".
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1265ـ 2 ايار/مايو2008

2008-05-01