ارشيف من : 2005-2008

ما هي أهداف فريق السنيورة من قرارات "الفجر الأسود"؟

ما هي أهداف فريق السنيورة من قرارات "الفجر الأسود"؟

فتحت حكومة فؤاد السنيورة نار قراراتها على المقاومة عبر المطالبة بنزع شبكة اتصالاتها التي أدت دورا فعالا خلال عدوان تموز، مع أن "الاتصالات لا تقل أهمية عن أي سلاح آخر في الحرب"، كما يؤكد العميد المتقاعد وليد سكرية. بينما يؤكد العميد المتقاعد فايز كرم أن "كشف موضوع الاتصالات المتعلقة بالمقاومة يعني أننا نسعى لكشف مواقع المقاومة".
"الانتقاد" استطلعت رأي العميدين سكرية وكرم في ما ذهبت اليه الحكومة غير الشرعية في استهدافها للمقاومة، وخطورة ذلك في اطار المواجهة التي يخوضها لبنان مع العدو الإسرائيلي، خاصة ان هذا العدو لا ينفك عن تجهيز وتحضير بنية كيانه لعدوان جديد ضد لبنان.
 يقول سكرية "إن أي مواجهة عسكرية أيا كان صنفها، سواء للمقاومة أو غيرها، يجب أن يكون لديها أسلحة متكاملة من حيث التسلح والقيادة والسيطرة".
مؤكداً أن "الاتصالات السلكية واللاسلكية أساسية في العمل العسكري ومهمة جدا في الحرب، وإذا قطعت الاتصالات أو بطلت لا تعود المقاومة جسما متماسكا، بل تصبح جسما مفككا ومبعثرا".
ويلفت الى أن "أهمية الاتصالات هي من أهمية الصاروخ وغيره من الأسلحة، من اجل التنسيق بين كافة المجموعات".. مشيراً الى أن  "العدو الإسرائيلي لديه وسائل هائلة للتشويش على شبكات الاتصال، وخلال حرب تموز لم تستطع "إسرائيل" أن تشوش على اتصالات المقاومة بسبب سريتها. ويلفت سكرية الى انه بعد عدوان تموز قامت مراكز دراسات استراتيجية أميركية بتحليل لحرب تموز وفشل "إسرائيل" في التنصت والتشويش على اتصالات المقاومة، واستخلصت أن الحل الوحيد هو أن لدى المقاومة شبكة اتصالات من الألياف البصرية ممددة تحت الأرض، ولذلك كان هم الأميركيين مع كل المتعاونين معهم من اللبنانيين اكتشاف هذه الشبكة الداخلية للمقاومة والوصول إليها من أجل تعطيلها أو استغلالها لمصلحة "إسرائيل" في أي حرب مقبلة معها".
ويرى سكرية أن "قوى السلطة تحاول أن تضع القوى الأمنية والعسكرية بمواجهة المقاومة وإيجاد شرخ بينهما، لأن المقاومة انتصرت على العدو في السابق بفضل التعاون القائم بين المقاومة والجيش.. واليوم تريد أميركا إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية وفق رؤيتها، أي العداء للمقاومة والعمل على فك التحالف القائم بينهما، وحشر المقاومة وعزلها شعبيا ولبنانيا".
ويرى العميد سكرية أن "هناك عدة أهداف من وراء تضخيم فريق السلطة لشبكة اتصالات حزب الله، منها إفشال إضراب الاتحاد العمالي العام ضد سياسة الحكومة الاقتصادية والمعيشية"، لافتاً الى أن "الموالاة تعتبر أن هذا الإضراب هو من صنع المعارضة ضد الحكومة، ومن أجل حماية نفسها تحاول الحكومة تفتيت الشارع بين الموالاة والمعارضة من خلال استخدام الأسلوب المذهبي لإثارة الفتنة، وعندها تسقط  مطالب الاتحاد العمالي وينقسم الشارع".
الأمر الثاني هو "اجتماع مجلس الأمن يوم أمس الخميس لمناقشة تنفيذ القرار 1559، والموالاة تريد إعطاء مجلس الأمن بعض المستندات والتبريرات لاتخاذ قرار ضد المقاومة، وهذا ما تريده أميركا".
من جهته يرى القيادي في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم أن "شبكة الاتصالات هي من أسهل الأمور للمراقبة، وعندما نفتح اليوم موضوع الاتصالات المتعلقة بالمقاومة فهذا يعني أننا نسعى لكشف مواقع المقاومة والقيادة. وهذا العمل الذي يقوم به فريق السلطة يعد تواطؤا مع العدو لكشف قوة المقاومة".
ويؤكد أن "الاتصالات تعدّ جزءا أساسيا من عمل المقاومة، إذ لا يمكن حرمانها من التواصل في ما بينها.. والاتصال شيء ضروري للعمل العسكري، والبيان الوزاري يقر بالمقاومة، وهذا يعني إقرارا بوسائلها، ومن ضمن هذه الوسائل الاتصالات".
ويلفت الى أن "الاتصالات في أي معركة هي وسيلة أساسية لإيصال الأوامر وأخذ المعلومات لتعرف كيف تعمل، لأنه إذا دخل العدو الى منطقتنا فلا بد من إيصال المعلومة، وكذلك بالنسبة الى القتال ووقف النار، وهذه الأمور تحصل من خلال القيادة". وشدد كرم على أنه "اذا أُلغيت الاتصالات فهذا يعني أنك تلغي كل مقومات المقاومة وتضرب المقاومة بالصميم".
ويرى ان "طرح الموضوع اليوم يعني زج لبنان في مزيد من التشنج والارتباك والتخاصم وربما الفتنة والاقتتال"، مؤكدا أن "المقاومة قامت بدورها ويجب أن يكون لدينا خطة أساسية للدفاع عن لبنان، ولا يمكن التعاطي مع سلاح المقاومة من خلال نزعه، بل علينا نزع مسببات النزاع، أي الاحتلال، لأنه ليس لدينا القوة للوقوف في وجه العدو".
 ويرى كرم أن "تضخيم فريق السلطة هذه المسألة تزامن مع ما كشفت عنه وسائل الإعلام الصهيونية عن كشف المقاومة مهمة أمنية كان سيقوم بها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية، وفي الوقت نفسه كلام وليد جنبلاط عن الكاميرات ومروان حمادة عن شبكة الاتصالات وسمير جعجع عن إيرانيين، كل هذه الأمور ملفقة للضغط السياسي، ونتائج هذا الضغط هو وضع يدهم على المطار الذي يشكل مرفأ أساسيا لإرسال ما هو ممنوع وغير مراقب. وهذا العمل يؤدي الى تغيير المواقع الأمنية".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008

2008-05-09