ارشيف من : 2005-2008

ميليشيا المستقبل تروع العاصمة باعتداءاتها انتقاماً لنجاح إضراب الاتحاد العمالي

ميليشيا المستقبل تروع العاصمة باعتداءاتها انتقاماً لنجاح إضراب الاتحاد العمالي

نجاح منقطع النظير حققه إضراب الاتحاد العمالي العام في العاصمة بيروت احتجاجاً على  السياسات الكارثية للحكومة اللاشرعية برئاسة  فؤاد السنيورة، ما دفع ميليشيا تيار المستقبل إلى إظهار وجهها الحقيقي عبر إعادة شوارع العاصمة عشرين عاماً إلى الوراء عندما أعادت تذكيرها بالقصف والرصاص والتصرفات  الميليشياوية التي كان ابن بيروت لا يريد أن يراها مجدداً.
الشلل التام عمّ العاصمة على جميع المستويات، والإقفال الشامل انسحب على المؤسسات الرسمية والتجارية والمدارس والجامعات، فيما قطعت جميع الطرقات الرئيسية من مستديرة الطيونة مروراً بشاتيلا والجادة البحرية وكورنيش المزرعة وبشارة الخوري وصولاً إلى طريق مطار بيروت الدولي، هذا النجاح الكامل للإضراب الشامل لم يرق فريق السلطة الذي كان يبحث خطة للتوتير الأمني، وعمد منذ ساعات الصباح الأولى إلى تنفيذها عبر عناصر ميليشيا المستقبل الذين باشروا اعتداءاتهم المسلحة على المضربين في كورنيش المزرعة من خلال إطلاق النار وإلقاء قنبلة يدوية أدى انفجارها إلى اصابة ثلاثة متظاهرين وعنصرين من الجيش اللبناني، وأدى هذا التوتير الميليشياوي إلى الغاء تظاهرة الاتحاد العمالي التي كانت مقررة في العاشرة صباحاً من ساحة البربير إلى المصرف المركزي، وخصوصاً ان تهديدات وجهت للاتحاد العمالي من ميليشيا السلطة عبر منشورات وزعت في الشوارع التي كانت ستسلكها التظاهرة وموقعة باسم اهالي الطريق الجديدة والمزرعة ومار الياس.
وكانت ذروة الاعتداءات على الآمنين في العاصمة عند الواحدة ظهراً عندما عمدت عناصر ميليشيا المستقبل إلى ترويع الأهالي باطلاق نيران غزيرة واطلاق قذائف صاروخية وإلقاء قنابل يدوية في مناطق رأس النبع والنويري والبسطة، ما دفع الأهالي إلى اقتحام مكتب ميليشيا المستقبل وطرد عناصرها وتسليمهم إلى مخابرات الجيش اللبناني، وتجاوز عددهم العشرين، وتسليم المكاتب إلى الجيش اللبناني الذي صادر كميات كبيرة من الأسلحة من داخلها، وقد حوت هذه المكاتب أيضاً على كميات كبيرة من الكحول التي ربما سعى المستقبل من خلال جرعاتها إلى شد العصب المذهبي لعناصره!!
كذلك مارست عناصر ميليشيا المستقبل في الطريق الجديدة اعتداءات على المواطنين في منطقة قصقص ومحيط الجامعة العربية وعمدت إلى التعرض بالضرب لعدد من الأشخاص بينهم مواطن جرى صعقه بتيار كهربائي عبر آلة، وتمكن من الهرب ونقل إلى المستشفى للمعالجة.
ميليشيا المستقبل لم تكن وحيدة في اعتداءاتها على الساحة البيروتية فقد ساندتها ميليشيا الحزب الاشتراكي في وطى المصيطبة من خلال اللجوء إلى الاعتداء على المواطنين واحراق عدد من السيارات، وقد بادر الجيش اللبناني إلى اقتحام مركز الاشتراكي ووقف هذه  الاعتداءات، وكذلك أفادت المعلومات ان ميليشيا القوات اللبنانية مساندة ميليشيا المستقبل، وقد جرى اعتقال احد عناصرها في منطقة بربور وجرى تسليمه للجيش اللبناني.
وفي المتابعات السياسية لما جرى عقدت هيئة الرئاسة في حركة أمل اجتماعاً برئاسة رئيسها الرئيس نبيه بري وحضور جميع الأعضاء، وبعد أن تدارست في التطورات الميدانية الخطيرة الناجمة عن القرارات الهمايونية الصادرة عن الحكومة البتراء اعتبرت الهيئة أن مسؤولية ما حصل ويحصل هي على عاتق السلطة أولاً وأخيراً. وخلصت الهيئة إلى توجهات وتدابير لكوادرها ومناصريها، وأبقت جلساتها مفتوحة.
 بالإجمال نجح اضراب الاتحاد العمالي في إيصال رسالة مدوية لفريق السلطة ومن يقف وراءه، وبالمقابل سقطت ميليشيا تيار المستقبل أولاً من خلال انكشاف وجهها الحقيقي التخريبي، وثانياً من خلال الضربة التي تلقتها من الأهالي، ويبدو أن هذه الميليشيا التي التزمت أوامر ديفيد ولش بتحويل صيف لبنان إلى صيف حار كانت ساهية أن هذه الحرارة ستلفح وجهها، وهو ما أثبتته وقائع ما جرى في العاصمة والذي سيكون له تداعياته السياسية في المرحلة المقبلة، ومن هذه التداعيات ضرورة إدراك فريق الوصاية الاميركية في لبنان ان تجويع الناس والقضاء على خيار المقاومة دونه ارادة الصمود من السواد الأعظم من الشعب اللبناني.
هلال السلمان
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008

2008-05-09