ارشيف من : 2005-2008

السبع ينفي وجود "القاعدة" في لبنان والقضاء ومستندات "رومية" يكذّبانه

السبع ينفي وجود "القاعدة" في لبنان  والقضاء ومستندات "رومية" يكذّبانه

من نصدّق وزير الداخلية العميد المتقاعد حسن السبع، أم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وقيادة الدرك، أم القضاء اللبناني، أم أيمن الظواهري، في ما يخصّ وجود تنظيم "القاعدة" في لبنان؟
فالوزير المقلّ في إطلالاته الاعلامية، لا يخرج إلى الرأي العام، إلاّ للقول إنّ المخابرات السورية تقف وراء جريمة تفجير حافلتين لنقل الركّاب في محلّة عين علق، وما يلبث القضاء أن يكذّبه، ويدحض أقواله التي تهدف إلى تجييش الناس وتأليبهم، ويؤكّد أنّ تنظيم "فتح الإسلام" هو المسؤول الوحيد عن هذه الجريمة. وهذا التنظيم معروف الولاء والانتماء، كما أنّه بات معروفاً من موّله واستحدثه وقاتل به الجيش اللبناني، ومن غير المقبول أن يكون السبع بعيداً عن معرفته، ولا بدّ أن يكون قد تناهى إلى مسمعه.
ثمّ يختفي السبع طويلاً، ولا نراه إلاّ في صور جلسات مجلس الوزراء المبتورة والقليلة نسبياً، ونعتقد بأنّه يخبئ معلومات، فإذا به يتحفنا بأنّه لا أثر لتنظيم "القاعدة" في لبنان.
 فهكذا قرّر السبع أن يشطب هذا التنظيم الذي يقلق العالم، من جدول حساباته ويلغي وجوده على الأراضي اللبنانية، من دون أن يقدّم المعطيات الكفيلة بجعل كلامه قابلاً للتصديق.
ولكن سرعان ما تكذّبه القرارات الاتهامية التي تصدر تباعاً، عن القضاء اللبناني، وتحديداً عن القضاء العسكري، وما تتضمّنه من اعترافات جدّية وحقيقية تقال أمام المستنطق، وكانت تقال سابقاً قبل الإحالة إليه أمام المحقّقين العسكريين في "فرع المعلومات"، ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
فهل هذا "فرع المعلومات" يخبّئ على وزيره هذه المعلومات التي تؤكّد قيام شبكات ومجموعات في غير منطقة، وبعضها أطلق الصواريخ باتجاه العدوّ الإسرائيلي من الجنوب لكي يقال إنّ حزب الله هو من يقف وراءها، كما أنّ بعضها لم يكتف بالتخطيط لاستهداف قوّات الطوارئ "اليونيفيل"، بل نفّذ عمليات تفجير ضدّها؟
فهل يعرف السبع بهذه الجرائم المحدقة بأمن الدولة، أم أنّ هذا الجهاز الأمني لا يطلعه عليها، أم أنّ السبع آخر من يعلم بها، وبذلك يكون" فرع المعلومات" جهازاً أمنياً غير تابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التابعة بدورها لوزارة الداخلية التي وليّ السبع إدارة شؤونها؟
وأكثر من ذلك، فإنّ جداول تصنيف السجناء في كلّ سجون لبنان ولا سيّما في "رومية"، تشير بما لا يقبل الشكّ، في الخانات المخصّصة، إلى انتماء هذا السجين، أو ذاك، ولا تكتفي بوضع نوعية جرمه، قرب اسمه، كأن يقال مثلاً بأنّه عمل إرهابي، بل تقول إنّه من تنظيم "القاعدة"، فهل يعرف السبع بذلك، أم أنّه أيضاً غافل عن معرفة ما يدور في السجون، وفي مستنداتها الرسمية ووثائقها التي تكذّبه؟
وهل يريد السبع التعتيم على هذه الظاهرة من منطلق سياسي بحت، لإبعاد أيّة علاقة لها باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بعدما قرّرت لجنة التحقيق الدولية عدم استبعادها من مفكّرتها، ومن مسار تحقيقاتها؟
يكفي أن يعطي السبع بعضاً من وقته الثمين، ويطّلع على جداول السجناء، وعلى القرارات القضائية، وعلى معلومات الأجهزة الأمنية الخاضعة له، وإذا أراد فليتصل بأجهزة أمنية رسمية لا سلطة له عليها، من باب التداول والتعاون المجدي، لكي يتحقّق من انتشار تنظيم "القاعدة" في لبنان، قبل أن يسعى إلى التعتيم على هذه الظاهرة التي يبدو أنّه يرتجف منها، بدلاً من أن يعمل على إيجاد الحلّ لها في مهدها.
علي الموسوي
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008

2008-05-09