ارشيف من : 2005-2008
باختصار: آخر الأعمال
برغم كل المعلومات التي تتحدث عن أن لا إمكانية للجيوش الأميركية التي تخوض حربين في أفغانستان والعراق، لا إمكانية لها أن تخوض حربا جديدة، وهو كلام منقول عن قائد الجيوش الأميركية، وبرغم كل الحديث والتحليلات العسكرية التي تقول بأن الولايات المتحدة ستمنى بخسائر كبيرة وجسيمة في حال أقدمت على شن حرب ضد إيران، يبقى بعض المراقبين والمحللين متخوفين من احتمال أن تقدم الإدارة الأميركية على خطوة من هذا النوع غير آبهة بالعواقب.
ويستند هؤلاء إلى عدة أمور منها أن بوش ومن ورائه ديك تشيني وفريق المحافظين الجدد لا يقيمون اعتبارات لمثل هذه التحليلات والمنطق، فهم لهم منطقهم الخاص بدأوا به ولن يوقفوه الآن، وهم مستعدون للدخول في مغامرات لهم فيها حسابات خاصة، ويعطون مثالا على ذلك في اجتياح العراق وعدوان تموز 2006.
ويضيف هؤلاء أن بوش ومعه الحزب الجمهوري أيضا لا يسقطون من حساباتهم الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهم يريدون في حال تبين لهم صعوبة إمساكهم للمرة الثالثة على التوالي بالبيت الأبيض، يريدون إغراق الديمقراطيين بملفات قد يحتاجون أكثر من ولاية للخروج منها، وبالطبع يعولون على العودة مجددا بعد أربع سنوات.
ويخلص المراقبون إلى القول بأنه من الآن وحتى يتنحى بوش عن كرسي البيت الأبيض على العالم أن يبقى متأهبا لأي مغامرة يقدم عليها ليترك الجميع يتخبط في أتونها ويذهب هو إلى بيته يشاهد آخر أعماله.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008