ارشيف من : 2005-2008

بقلم الرصاص: السابع من أيار

بقلم الرصاص: السابع من أيار

كتب نصري الصايغ
.. أخيراً، قررت بقايا السلطة اللبنانية، اعتبار السابع من أيار 2008 بداية تاريخ جديد للبنان، ولكن، لا شك أنه شديد الشبه بـ13 نيسان 1975، وكثير الاقتراب من 4 حزيران 1982 تاريخ بداية اجتياح لبنان من قبل قوات "جيش الدفاع الإسرائيلي" وحلفائه في لبنان.
كان يمكن قبل السابع من أيار، التغطية على ما ترتكبه أو تقوم به بقايا السلطة، كان يمكن إيجاد المبررات، ولو بجهد بالغ، لإعطاء شهادة "حسن سلوك" مزوّرة بالضرورات السلمية، وشروط حفظ السلم الأهلي، أما وبعد قراراتها التي سهرت حتى الفجر حتى أتت بصيغتها مضموناً ولغة ونبرة، فلم يعد ممكناً إيجاد أي لهجة تخفيفية.
من الواضح أن المطلوب من هذه القرارات ليس سماعة الهاتف، ولا مدارج المطار، من المؤكد ان المطلوب ليس اثبات سلطة "الدولة" ولا تطبيق "القوانين"، من نافل القول، أن يعلن على الملأ ان غاية هذه القرارات ما يلي:
دعوة المقاومة لخوض حرب داخلية هربت منها باستمرار ملتزمة بذلك نهجها الأكيد في مواجهة العدو الاسرائيلي، لأن الغبي وحده في السياسة والقصير النظر وحده في لبنان من يصدق أن مثل هذه القرارات أتت في الظرف الراهن، وفي تركيبة لبنان وفي الاصطفاف الطائفي، لن تحدث رد فعل يكون بحجم هذه القرارات، ولعله يكون أشد، ولقد كان حتى كتابة هذه السطور.
من يصدّق لحظة، أن هذه القرارات، القاضية بإلحاق المطار بقوى 14 آذار، وتعريض القوة العسكرية للمقاومة لخطر الانكشاف الكامل ستمر كرج الماء؟
لا أحد، وخاصة الذين حضروها وكتبوها وأعلنوها، إنها قرارات حرب على المقاومة انطلقت من قاعدة تكرست في سلوك المقاومة، هذه القاعدة تقول: لن يستعمل  حزب الله سلاحه في الداخل وعليه فإن ما تم القيام به حتى الآن لم يحرجه فيخرجه ولم يمس فيه سلاحه، حتى يدافع عنه في الداخل، فماذا لو كانت هذه القرارات القاضية بتدويل المطار الدولي وفق خلفيات ونوايا القرار 1701 وكشف أمنه العسكري عبر انكشاف شبكته الهاتفية؟ ماذا لو أحرج بهذين فإن سكت بات بالامكان التقدم إلى ما هو اشد ايلاماً، وان استدرج إلى الداخل بات ميليشيا معتدية على الدولة، فيا عرب أنجدونا ويا عالم ساعدنا.
رهان لدى افرقاء 14 آذار كان:
اذا سكت حزب الله خرج خاسراً
واذا استدرج إلى حرب شوارع دخل خاسراً.
لا شك أن محاولة ادخال المقاومة في عنق الزجاجة كما تصورت قوى 14 آذار بات يتعرض إما لكسر الزجاجة (أي ضرب السلم الأهلي) وإما قطع عنق المقاومة، ولكن من طريق آخر؟
يبدو ان المعارضة أمام امتحان الفوز، وليس أمام امتحان تسجيل المواقف، ان الحد الأدنى من العناد، والحد الأدنى من العمد، والحد الأدنى من القوة مع الحد الأقصى من الحرص على السلم الأهلي مهما بالغت قوى 14 آذار في الاستفزاز هو المطلوب، لأن مثل هذه القرارات الخاصة بالمطار والشبكة الهاتفية يمكن تحويلها إلى حبر على ورق اذا...
فلتسقط الحكومة بالنقاط.. حتى يزف موعد رحيل جورج بوش.
السابع من أيار مشروع فتنة، فاجتنبوه.
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008


2008-05-09