ارشيف من : 2005-2008
شمران: تعاون مشترك وتوأمة ومشاريع تنموية لكل المناطق
حظيت الزيارة التي قام بها وفد الجمهورية الاسلامية الايرانية البلدي الى لبنان باهتمام بلدي وشعبي كبير، خاصة لما حملته الزيارة من أبعاد اعمارية وتنموية شملت معظم المناطق اللبنانية والضاحية الجنوبية خاصة.
فقد كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية السبّاقة دائماً في مد يد المساعدة إلى لبنان، من خلال المشاريع التنموية والبيئية والصحية خاصة بعد العدوان الإسرائيلي في تموز العام 2006، وكانت بلدية طهران في طليعة المؤسسات الايرانية التي نفذت أوسع ورشة اعمار في الضاحية الجنوبية، والتي بدأ العمل على تدشينها رسمياً بحضور الوفد الايراني الرفيع، فضلاً عن الاطلاع على المشاريع التي هي قيد الإنجاز، ويتوقع أن ينتهي العمل منها خلال الأشهر القليلة القادمة.
الوفد الإيراني الذي ترأسه رئيس مجلس شورى بلدية طهران المهندس مهدي شمران كانت له جولة من اللقاءات مع البلديات اللبنانية في جبل لبنان والجنوب والبقاع تناولت مختلف الشؤون التنموية وسبل التعاون والتوأمة مع البلديات الايرانية الكبرى، ما انعكس ارتياحاً عارماً لدى ممثلي البلديات وحفاوة شعبية واسعة في المناطق التي جال فيها الوفد الايراني.
بدأ الوفد نشاطه الميداني بتدشين المشاريع التي أنجزتها بلدية طهران بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، حيث افتتح عددا من المشاريع الانمائية، وكان في استقباله أعضاء من كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري، علي عمار، نوار الساحلي، وعلي المقداد، مسؤول منطقة بيروت في حزب الله السيد أحمد صفي الدين، رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد سعيد الخنساء ورؤساء بلديات ولجان شعبية.
وقد بدأ الوفد جولته صباحا من منطقة الصباحية حيث تفقد مشاريع تعبيد الطرقات وإنارتها في محلة كفرشيما، وانتقل بعدها إلى حي السلم حيث افتتح مشروع البئر الارتوازية، ثم الليلكي حيث كان في استقباله الأهالي الذين نثروا الأرز ونحروا الخراف تقديراً لعطاءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وبعد الظهر استكمل الوفد جولته على المشاريع وشملت جسور المشاة على طريق المطار وحدائق الكوكودي، الهادي، الجناح والغبيري إضافة الى ملاعب كرة القدم والطائرة في الاوزاعي، حيث أقيمت على شرف الوفد حلقات من الرقص الشعبي والتراثي بالدرع والسيف، كما عزفت فرقة موسيقية تابعة لكشافة الإمام المهدي(عج) الموسيقى الترحيبية.
وشدد شمران اثناء الجولة على "دعم الشعب اللبناني ودعم بلدية طهران لبلديات المنطقة إنمائيا للنهوض بها، وهي التي عانت في سبيل الحفاظ على كرامتها وعزتها"، مؤكدا "مساندة الشعب الايراني لشعب لبنان المضحي والعزيز".
بدوره شكر الخنساء بلدية طهران على دعمها، مؤكدا "استكمال العمل مع الاخوة في بلدية طهران لمزيد من التكامل والاستفادة من خبراتهم في مجال العمل الانمائي والبلدي".
وكانت بلدية طهران عملت مع الهيئة الايرانية للمساهمة في إعمار لبنان وبالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية وبمشاركة الأهالي على ورشة عمل واسعة منذ شهر نيسان 2007 وقامت بعمليات تشجير وتزيين وتجميل وتنظيم للمعابر وتزفيت وتعبيد طرقات وحفر آبار ارتوازية، وانجزت بعض المنشآت الرياضية، وغيرها من المشاريع.
وأقيم احتفال تكريمي للوفد الايراني في المركز الثقافي الاجتماعي لبلدية الغبيري في بئر حسن، تحدث فيه الخنساء، ورئيس الهيئة الإيرانية للمساهمة في اعمار لبنان المهندس حسام خوش نويس، والمهندس مهدي شمران، والمعاون التنفيذي للأمين العام لحزب الله السيد حسين الموسوي. ثم قدمت الدروع التذكارية للمهندس شمران والوفد المرافق له. كما اقامت بلديات الضاحية العديد من الاحتفالات التكريمية على شرف الوفد.
وزار الوفد الايراني ضريح الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في روضة الشهيدين حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين في حزب الله وذوو الشهيد.
الجنوب
جنوباً قام المهندس شمران والوفد المرافق بزيارة معتقل الخيام حيث استقبله وفد من حزب الله, ورئيسا بلدتي الخيام وكفركلا. وبعد جولة في المعتقل المدمر, لفت شمران في كلمة له الى "ان الصهاينة هدموا هذا الموقع كي لا يبقى أثرا لتعذيب الشعب اللبناني". ثم انتقل الوفد الى بلدة مارون الراس حيث أقامت البلدية والهيئة الايرانية للمساهمة في إعمار لبنان، حفلا لمناسبة وضع الحجر الأساس لحديقة عامة في البلدة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، رئيس الهيئة المهندس حسام خوش نويس، وفد من حركة أمل ورؤساء بلديات المنطقة وفعاليات وحشد من الأهالي الذين رفعوا الاعلام اللبنانية والايرانية وسط استنفار عسكري اسرائيلي على الجانب الاخر من الحدود.
واعتبر خوش نويس في كلمة له "ان هذه الانجازات هي اقل ما يقدمه الشعب الايراني الى الشعب اللبناني المقاوم الذي كان ولا يزال يعاني من العدوان"، شاكرا اهل الجنوب على "التعامل الاخوي معه اثناء عمله في الجنوب".
ثم تحدث شمران، فعبّر عن"سروره لكونه حاضرا بين أهل الجنوب"، وقال: "أنقل اليكم تحيات الشعب الايراني الذي كان ولا يزال الى جانبكم والذي هو جزء لا يتجزأ منكم، حضوري بينكم ايها الاخوة المقاومون والصامدون بوجه العدو الاسرائيلي هو شرف كبير لي، ونيابة عن الشعب الايراني اشكر مقاومتكم وصمودكم امام هذا العدو".
بدوره، شكر النائب فضل الله الجمهورية الاسلامية الايرانية على كل هذا الدعم والتقديمات الى لبنان لاعادة اعمار ما خلفه العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، معتبرا "انه من واجبنا ان نشكر كل من قدم لنا دعما ومساندة وخصوصا بعد حرب تموز، وهذا هو الدور الحقيقي الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية برغم كل ما يثار من هنا وهناك".
وكانت لـ شمران والوفد المرافق جولة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة فكانت له محطات عدة في كفركلا ومحيبيب وعدد من القرى حيث كان الاهالي في استقبالهم باللافتات المرحبة ونثر الأرز ونحر الخراف.
وفي مدينة النبطية، التقى شمران والوفد المرافق رئيس البلدية الدكتور مصطفى بدر الدين، رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال وأعضاء البلدية ومخاتير المدينة، وفاعليات. وبعد ترحيب بشمران والوفد المرافق له، تحدث الدكتور بدر الدين، فأكد "عمق العلاقات الاخوية والروحية والتاريخية بين أهلنا والشعب الايراني".
من جهته عبر شمران "عن سروره الكبير لوجوده في هذه المنطقة بين اهله واخوانه"، مشيرا الى "العلاقة التاريخية العميقة التي تربط الشعبين، وهذه العلاقة الروحية والمعنوية ليست فقط علاقة مشاريع وخدمات".
وبعد تناول الفطور بدعوة من بلدية النبطية، جال الوفد في المدينة واطلع على المشاريع والخدمات المزمع تنفيذها من قبل الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان وخاصة في حي السراي، كما تتضمن المشاريع انشاء موقف عمومي للسيارات وانشاء ارصفة قيد الانجاز وتجهيز آليات ومشروع حديقة، وتأهيل العين قرب مهنية النبطية وحملة تشجير وانارة.
بعلبك
وبعلبك التي كان لها نصيب وافر من المشاريع التنموية الإيرانية زارها الوفد البلدي الايراني. وبعد جولة في قلعة بعلبك الاثرية، وغداء تكريمي في "مطعم النورس" عقد الوفد الايراني اجتماع عمل مع رئيس بلدية بعلبك بسام رعد واعضاء المجلس البلدي للتداول في مشاريع اقرتها بلدية طهران كمساعدات لبعلبك، استكمالا لما تم تنفيذه في المدينة عبر الهيئة الايرانية.
ورحب رعد باسم المجلس البلدي واتحاد بلديات بعلبك بالمهندس شمران والوفد المرافق له، واعرب عن "تقدير بلدية بعلبك للمساعدات التي قدمتها بلدية طهران لمدينة بعلبك، بعد عدوان تموز، حيث ساهمت بشكل فعال في اعادة الاعمار وبناء البنى التحتية.
والقى شمران كلمة، نقل فيها تحيات الرئيس الايراني والشعب الايراني ورئيس بلدية طهران، الى الشعب اللبناني "الذي تربطه بالشعب الايراني روابط قديمة تمتد الى ابي ذر الغفاري والشيخ البهائي".
وقال: "الشعب اللبناني شعب صغير، ولكنه كبير بقوته الروحية وايمانه، في حين ان العدو الصهيوني صغير في روحيته وايمانه، لذا هزم ايمان اللبنانيين اميركا و"إسرائيل" في حرب تموز، وكل الاطراف في ايران يفتخرون بهذا الانتصار، لذا فان كل المشاريع التي تنفذ وكل المساعدات غير قابلة للمقارنة بما انجزته المقاومة وبصمود الشعب اللبناني الابي".
وتمنى شمران "للبنان الاستقرار والاعمار والتقدم والازدهار"، وذكر "ان ايران بصدد تنفيذ مشروع التوأمة بين بعض بلديات لبنان والبلديات الكبرى في ايران، وقررت بلدية طهران المباشرة بمشاريع في منطقة بعلبك ولبنان بعنوان "المشاركة والتعاون وليس المساعدة"، وستكون في مجال الادارة لننقل اليكم تجربة بلدية طهران التي يبلغ عدد سكانها حوالى عشرة ملايين نسمة في الإدارة، وحل المشاكل وإقامة المشاريع الإنتاجية التي تساهم في نهضة المدينة، وهذا التعاون والعمل المشترك في الإدارة هو اهم من قيمة الميزانية التي سنضعها بين أيديكم لتنفيذ الأشغال".
بدوره رئيس اتحاد بلديات بعلبك الشيخ زين العابدين ياغي، رحب بالوفد في بعلبك "مدينة الشيخ البهائي"، مشيرا الى "روابط تاريخية يؤكدها الشهيد مطهري بين لبنان وايران منذ التاريخ القديم".
وذكر ياغي انه "خلال زياراته لمدينة اصفهان لبعض الاماكن الاثرية وجد كتابات تؤكد ان اخشابها هي من شجر ارز لبنان، تم نقله الى اصفهان، ما يدل على قدم العلاقات بين البلدين والشعبين"، وقال: "مساعدة الشعب الايراني للشعب اللبناني، هي من منطلق اننا بمثابة شعب واحد لاننا نعمل في سبيل هدف واحد".
من جهته، لفت المعاون التنفيذي في بلدية طهران داوود تاجران الى ان "بلدية طهران قررت ميزانية لمشاريع واعمال في بلدية بعلبك وسيتم التعاون لتنفيذ الاعمال لنقل خبرة وتجربة 34 عاما، في امور البلديات والادارة والمشاريع الانتاجية".
وعدد المهندس خوش نويس الأعمال التي نفذتها الهيئة الإيرانية في مجال التأهيل والترميم وتعبيد الطرقات ومشاريع البنى التحتية، وقال: "داخل بعلبك قمنا بترميم مدارس ومراكز صحية ودور عبادة ومتابعة اعمال انارة، وتزفيت اكثر من مئة الف متر مربع في الاحياء الداخلية، وخصوصا شرقي المدينة، واخذنا على عاتقنا مشروع توسيع وتعبيد طريق بعلبك ـ البزالية، بطول 25 كلم وشق طريق من بوادي الى بعلبك بطول 12 كلم واعمال طريق بعلبك الطيبة وغير ذلك من مشاريع لاعادة إعمار المنطقة".
الانتقاد/ العدد1264 ـ 25 نيسان/أبريل 2008