ارشيف من : 2005-2008

الراية الرضوية تطوف المشاهد المقدسة: "نصر من الله".. في أيدي المجاهدين

الراية الرضوية تطوف المشاهد المقدسة: "نصر من الله".. في أيدي المجاهدين

بعيد الانتصار الإلهي للمقاومة على العدو الإسرائيلي في صيف 2006، زار وفد صحافي إيراني لبنان وعاين أرض الحدث.. شهد آثار الانتصار، سمع روايات وروايات عن مجاهدين أبطال هزموا جيش النخبة، وعاد إلى بلاده حاملاً في قلبه وعقله الكثير من الحب والاحترام للمقاومة في لبنان.. وأراد ان يترجم هذه المشاعر من خلال لفتة معنوية تجاه المجاهدين وقائدهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
منذ أيام وصلت راية الإمام علي بن موسى الرضا (ع) إلى لبنان حاملة عطر المقام المقدس وبركة ثامن أئمة أهل البيت (ع)، واستقرت بين يدي قائد المقاومة.
يقول رئيس هيئة الإمام الرضا (ع) محسن خزاعي: إنه بعد زيارته لبنان عاد إلى مشهد المقدسة وزار مقام الإمام، وكان دعاؤه وطلبه أن يتمكن من تقديم الراية المرفوعة على قبة المقام الخارجية إلى سيد المقاومة السيد حسن نصر الله. مضيفاً: "ان الخطوة الثانية كانت رفع كتاب بهذا الطلب إلى المسؤولين عن مقام الإمام الرضا (ع)".
يقول خزاعي: "كثيرون استبعدوا أن يُقبل طلبي، لأنه سيشكل سابقة، إذ عادة تُحفظ الرايات التي تُرفع على المقام في مكان معين بعد تغييرها وتبديلها. إلا أنه في ليلة ذكرى استشهاد الإمام الرضا (ع) جاءت الموافقة بأن تسلم الراية الرضوية الشريفة إلى قائد المقاومة الاسلامية في لبنان".. راية لطالما كانت تُكتب عليها عبارة: "من دخل حصني أمن من عذابي".. وهذه المرة كُتب على الراية بمحض الصدفة: "نصر من الله وفتح قريب"، وكأنها إشارة إلى نصر تحقق وآخر سيتحقق بفضل المقاومة ومجاهديها.
بدأت الرحلة في الأراضي الإيرانية من مشهد الى قم المقدسة الى جمكران، قبل التوجه إلى سوريا والتبرك بالمقامات المقدسة، ومنها إلى لبنان. وأولى المحطات كانت منزل قمر الاستشهاديين علي منيف قشمر، ومن ثم منزل الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، فروضة الشهيدين حيث أقيمت مراسم لاستقبال الراية الشريفة.
في رحلتها بين إيران وسوريا ولبنان تهافت الكثيرون على الراية للتبرك منها من جهة، وهي التي ارتفعت على مدى ستة أشهر على مقام الإمام الرضا (ع)، ولتحميلها من جهة ثانية مشاعر المحبة والاحترام والتقدير والشكر لقائد المقاومة الذي سلم إليه الوفد الإيراني الراية عبر نائبه الشيخ نعيم قاسم، الذي رأى في الخطوة "لفتة كريمة وطيبة وعملاً معنوياً له تأثير كبير في مستوى الوضع النفسي للمجاهدين والمؤمنين".. شاكراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً مناصرتها وتأييدها قضية المقاومة وتحرير الأرض، وعاطفتها النبيلة لدى استشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية". مؤكداً "أن الصديق والعدو سيكتشفان أن دماء الشهيد مغنية فتحت طريقاً نحو المزيد من الانتصارات".
ومن الضاحية الجنوبية انتقلت الراية إلى الجنوب، وتحديداً الى بنت جبيل والخيام. وكان للراية محطة في مقام سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي في النبي شيت، حيث نظمت قيادة منطقة البقاع في حزب الله استقبالاً حاشداً على وقع موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، بحضور ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية ورؤساء بلديات ومخاتير وعلماء وشخصيات وحشد من الأهالي.
وبعد رفع الراية على الضريح الطاهر، ألقى رئيس بلدية النبي شيت عبد اللطيف الموسوي كلمة ترحيبية، مؤكداً أننا سنبقى تحت هذه الراية المباركة.
ثم كانت كلمة للمستشار الثقافي الايراني محمد حسين رئيس زادة، أكد فيها أن تقديم هذه الراية هدية لسيد المقاومة وبطل العرب والمسلمين حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله هو رمز وعلامة تبين محبة وعشق الشعب الإيراني إلى الشعب اللبناني الشقيق. مضيفاً: هناك أوجه مشتركة بين الشعبين، أهمها المقاومة ضد الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني الغاصب، مؤكداً "أن "إسرائيل" ليست عدو فلسطين ولبنان فقط، بل عدو الأمة الإسلامية جمعاء"، معتبراً "أنه لا بد للمقاومة من أن تستمر، ومن واجب المسلمين دعمها وتكريمها".
من جهته أكد خزاعي في كلمته "أن المقاومة الإسلامية والشعب اللبناني يستحقان هذه الهدية الكبيرة". مضيفاً: "هذه أول راية تخرج من مقام الإمام الرضا (ع) إلى خارج الجمهورية الإسلامية".
معانٍ كثيرة حملتها الراية الرضوية المباركة إلى المقاومة وجمهورها ومحبي أهل البيت (ع)، هي هدية الإمام الرضا (ع) للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.. وهي قبل كل ذلك راية الحق والعدل، يحملها قائد المقاومة ويسير بنا نحو النصر والفتح القريب.
الانتقاد/ العدد1259 ـ 21 آذار/مارس 2008


2008-03-21