ارشيف من : 2005-2008

لا يبرد الجرح حتى يندمل

لا يبرد الجرح حتى يندمل

مهداة إلى روح الشهيد عماد مغنية والى سيد المقاومة

جلّت فكل مصاب بعدكم جلل
يا دوحة المجد أنت القائد البطل
رضوان أنت أبو العرفان مدرسة
صفو الصفاء انتقاها معشر نبل
ذبتم بعشق اله الكون فارتفعت
أرواحكم فالتقاها شيقاً زحل
ما أنتم غير ملح في موائدنا
لولاكم لم يطب عيش ولا أمل
فشعشعت من رؤاكم كل مكرمة
وصار فيما احتواها يضرب المثل
يا أنفساً فارقت أجسادها ألقاً
طيراً مع الشوق لولا أنه الأجل
عماد أنت المنى أنت الهنا طرباً
عماد لم ترحلوا بل غيركم رحلوا
عزفتم عن متاع عفة وتقى
لجنة طاب فيها الأكل والأُكُل
خضتم غمار الوغى في كل معمعة
قوامها البيض والخطى والأسل
ملاحم في حمانا أورثت صمماً
وشاب فيها الفتى واعصوصبت سبل
وغاب من كان يزهو في غضارته
وغاب من كان يدعى أنه رجل
واغرورقت كل عين بالبكا وجلاً
وما اعتراكم بحرب لحظة وجل
كاد العدو وكاد الله فانفلقت
صم الصخور ومار السهل والجبل
وأطلقت قاذفات فوقكم حمماً
كأنها نار حشر الله تشتعل
فالبحر والأرض والأجواء عاصفة
وحر تموز حر حلوه النُّصُل
لم يبق في منتدانا غير صائحةٍ
بالويل يا ويلهم هذا الذي فعلوا
رحلت لله والجلى تحيط بنا
مبادرات رعتها بعدكم دول
رحلت والنصر مشكوك تمارسه
عصابة ما لهم دين ولا مثل
باعوا ضمائرهم كرمى لسيدهم
فطبعهم ملؤه التحريف والدجل
لم يستحوا في عماهم بل أدار بهم
نحو الزواريب شيطان له زجل
كأنما المجد من أطرافه لحسوا
يا بئس ما لحسوا يا ذل ما انتحلوا
أين الفوارس من لبنان موقعها
أين العصامي مما أنبت الجبل
أين البقاع وأهل الحق مشترع
عشائر ما اعتراها السقم والملل
أين الشمال أباة الضيم كللهم
عبد الحميد فلا خنس ولا ختل
هل يلعب الشارب النشوان في بلدٍ
ويمتطي كل شكلٍ والهوى ثمل
ويسكت العاقل العملاق قامته
كأنه قد عراه الوهن والشلل
وهل تعود بواريد الهنا مزقاً
يقودها من لديه المكر والحيل
هذي بوادر طلت منذ أن أفلت
شمس العروبة لا حادٍ ولا جمل
لم يكفهم كل رشق في مغامرة
وكل عهر رعاه فيهم ثعل
حتى أتوا ورياح الغرب عاصفة
واستوطنوا في حمانا كلهم جذل
وراح شيطانهم يهذي بمعرفة
كأنه الله جل الله والرسل
ظل التآمر في لبنان مدرسة
فيها من الغدر ما علّوا وما نهلوا
لينفخوا في رماد طالما عميت
فيه الشعوب وخرت بعده ملل
للطائفية عنوان يناغمها
والمذهبية برج ما له أزل
سيخربون بلاداً طالما أمنت
كأنه السم ممزوج به العسل
إن أوقعوها سيأتي الذئب مفترساً
وليختف كل بيت عنده حمل
رضوان أنت أبو الأحرار أنت أب
للسالكين لمن ضلوا ومن وصلوا
مدّ الجناح فهذا الجو أجمعه
يهيب فيكم فلا ضعف ولا كسل
وانده إلى الرد إن الرد مفخرة
وليس في الرد إشكال ولا جدل
هذا هو الحكم حكم الله مشرعة
فيه الحدود وفيه المِثل والمُثل
لو كنت فيها لألقمت الردى حجراً
وارتد بالذعر مذهولاً به خطل
وسد كل اختراق حارق وبدت
روح البطولة لما أصلح الخلل
عذراً أمير الوغى إن زمزمت شفتي
فمثلها كم شفاه شفها الخجل
لا يبرد الجرح إلا أن أرى حسناً
يلقن الخصم درساً ما له قبل
يا صاحب العمة السوداء يا قمراً
يضيء فينا فلا دف ولا سدل
صبراً ففيك النهي قامت معالمه
في مقولٍ ما اعتراه في الندى كلل
وحق سيفك إنا أمة ألفت
قرع القنا وبحبل الله تتصل
ألقت اليك قياداً مسلساً وأنت
إلاك شهماً طريق المجد ينتعل
خفف رداءك فالجلى لها نجب
تطير كالبرق لا ندب ولا رمل
ردد فصوت حمانا بُحّ من صممٍ
لا يبرد الجرح حتى الجرح يندمل
الانتقاد/ العدد1256 ـ 29 شباط/ فبراير 2008

2008-02-29