ارشيف من : 2005-2008

المفتي قباني في رسالة وجهها مساء الى اللبنانيين:حزب الله يتحول الى قوة مسلحة لاحتلال بيروت وانتهاك حرماتها

المفتي قباني في رسالة وجهها مساء الى اللبنانيين:حزب الله يتحول الى قوة مسلحة لاحتلال بيروت وانتهاك حرماتها

ونبينا محمد رسول الله، الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط الله المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.‏

أيها اللبنانيون...‏

إن الأحداث الأمنية الخطيرة، التي تفجرت اليوم في بيروت، تشكل بالنسبة لنا في أسلوبها وفي أهدافها، اعتداءً سافراً على الوطن اللبناني، وعلى أمنه وسيادته وشرعيته، كما أنها تشكل اعتداءً صارخاً على كرامة وأمن أهل بيروت والمناطق الأخرى التي اجتاحها المعتدون. لقد كنا نعتقد أن ثمة دعوة نقابية للاضراب من أجل الإعلان عن مطالب اجتماعية واقتصادية محددة، فإذا بالأمر يتحول إلى عصيان وإلى اجتياح لشوارع العاصمة بيروت، قامت بها عصابات مسلحة، مارست أبشع أنواع الاعتداءات على كرامات المواطنين وسلامتهم.‏

وكنا نعتقد أن حزب الله معني بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي فإذا به يتحول إلى قوة مسلحة لاحتلال بيروت، وانتهاك حرماتها.‏

من أجل ذلك نتوجه من هنا من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية إلى العالم العربي وإلى العالم الإسلامي مستصرخين الضمائر الحية، لوقف هذه الانتهاكات المفجعة، ولوضع حد لها في وطننا لبنان، إن لبنان بمسلميه ومسيحييه وهو الدولة العربية المؤسسة لجامعة الدول العربية والعضو المؤسس لمنظمة المؤتمر الإسلامي يتعرض اليوم لمحاولة هيمنة حزب سياسي، بدعم خارجي وتحت غطاء المقاومة.‏

لقد اختطف هذا الحزب مع الأسف الشديد قلب العاصمة بيروت منذ أكثر من عام، وحوله إلى معسكر لمسلحيه، وها هو اليوم يختطف مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويحاول أن يبتز الدولة اللبنانية، لتمرير مراقبة المطار، وتمرير شبكة الاتصالات التي يقيمها متجاوزاً الشبكة الرسمية للدولة اللبنانية.‏

إنه من المؤسف ومن المحزن معاً، أن تتولى دولة إسلامية تمويل كل هذه التجاوزات، التي تسيء إلى وحدة المسلمين اللبنانيين، وهي الوحدة التي نعض عليها بالنواجذ، ونحرص على صيانتها وتجنيبها كل مكروه.‏

إننا إذ نتوجه إلى أبنائنا وإخواننا وأهلنا في بيروت خاصةً، وفي لبنان عامةً للعمل على درأ الفتنة المذهبية، والتمسك بوحدتهم الوطنية والدينية، نحذر في الوقت ذاته، من استمرار حزب الله، في الاعتداء على كرامة المواطنين، ومحاولة الهيمنة على الدولة ومؤسساتها، وتعطيل عودتها إلى الحياة الطبيعية.‏

إنني من موقعي الديني والوطني، أناشد قادة حزب الله، أن يبادروا إلى سحب المسلحين من شوارع بيروت، وإلى فك الاعتصام الذي يخنق العاصمة، وأن يتقوا الله في أهلهم وإخوانهم ووطنهم.‏

فالمسلمون السنة، قد ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات. واللبنانيون جميعاً، لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المغامرات السياسية والأمنية. فلبنان، وطننا جميعاً مسلمين ومسيحيين، ونحن له جميعاً، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد، والسلام عليكم.‏

التاريخ: 8/5/2008‏

2008-05-08