ارشيف من : 2005-2008

اسرائيل تريد الحرب ....ولكن ؟؟

اسرائيل تريد الحرب ....ولكن ؟؟

الاسرائيلي يهود باراك قد اتخذ قرارا مفاجئا بالغاء زيارته لالمانيا والتي كانت مقررة الاسبوع القادم، بسبب التوتر مع سوريا وما رافق ذلك من حديثه وتأكيده أثناء زياراته للمواقع العسكرية عن استدعاء للاحتياط ومناورات وتحركات على الجبهة من قبل الجيش السوري، وهو ايضا امتداد للحديث عن اتفاق التعاون الروسي السوري الاستخباري بعد تقديم التسهيلات السورية للبحرية الروسية في طرطوس واللاذقية، وهي على صلة بما كتب به "وليام اس ليند" في مجلة "ذي امريكان كونسر فاتيف" بأن بوش سيضرب ايران قبل رحيله وأن طهران سترد بقطع امدادات الجيش الامريكي وتدمير موانىء بالخليج وربط هذه الضربة باستقالة الاميرال وليام فالون الملقب "بالثعلب" على اعتبار انه كان العقبة في تنفيذ هذه الضربة، ثم مصادقة مجلس الوزراء الاسرائيلي للشؤون السياسية والامنية على إجراء أكبر مناورة طوارىء في تاريخ اسرائيل الاسبوع المقبل (وهي المناورة الثانية حيث نفذوا الاولى في العام 2007 وبمشاركة المجتمع المدني في 123 قرية ومدينة وتجمع سكاني وبمشاركة 10000 شرطي وجندي)، وتوزيع الاقنعة والكمامات الواقية على السكان لاحقا، والطلب من القادة العسكريين الاسرائيليين التوقف عن استخدام الهواتف النقالة حيث اعتبره المراقبون بمثابة الصمت اللاسلكي الذي يستخدم عادة في مرحلة متقدمة من الاعداد للحرب، كما أن تصريحات بعض القادة الاسرائليين بأن اسرائيل لا تريد أن تهاجم سوريا هي الاخرى تفهم بحسب حقل الصحافة و الاعلام بأنه نفي النفي ويعني التأكيد على الخبر".‏

ستحسب اسرائيل الف حساب قبل الاقدام على خوض الحرب القادمة وهي في أمس الحاجة لها "وهي متوقعة في أي لحظة"، ولا ينكر أحد بأن الجيش الاسرائيلي يعتبر من حيث الامكانيات رابع جيش في العالم وأقوى جيش في الشرق الاوسط وهو مدعوم من الجيش الاقوى في العالم (الجيش الامريكي) إلا أن هذا الجيش "ورغم البطش والقتل والعذاب الذي نفذه ضد شعوب المنطقة " لم يحقق النصر المطلوب، ولم يهزم الآخر، بل ولم يعد ذلك الجيش الذي يخطط لخوض الحرب بتلك السهولة التي كانت متاحة له في الماضي، وخاصة معنويات واستعداد جنوده للقتال وأدائهم الميداني، ولقد انقلبت المعادلة واصبحت الهالة التي كانت تسبق تقدم الجيش الاسرائيلي في خبر كان، وأصبح هذا الجندي ( جندي حواجز في مواجهة المدنيين العزل) هو الذي يخشى المواجهة مع المقاتلين في الميدان، لا سيما وأن اعتماده على حرب النيران عن بعد - الطيران (وهي الاسهل عليه عند استخدامها) أصبحت غير مجدية، كما أن المعدات الواقية والحامية لتقدمه في مسرح العمليات (الدبابات والبوارج ) لا تعطيه الأمان الكافي لخوض الحرب بحرية وذلك بعد أن تم استهدافها بنجاح، وأصبحت المواجهة الميدانية محتومة عليه، وهذا ما يؤدي الى رفع كلفة الحرب من الناحية البشرية والخسائر بالارواح والتي يخشاها قادة اسرائيل، كما ان الحرب اصبحت تدور وتطال العمق الاسرائيلي بما فيه منطقة الامان الاستراتيجية.‏

صحيح أن استحقاقات كثيرة على الابواب وملفات ساخنة تنتظر الحلول (قبل رحيل بوش) ومنها الملف النووي الايراني، والدرع الصاروخي، ومحاولة ضم اوكرانيا وارمينيا واذربيجان للناتو، والتواجد الامريكي في العراق ومراجعة هذا التواجد وتقييمه في حزيران القادم، وخاصة بعد حرب البصرة الأخيرة، وكذلك في افغانستان، بالاضافة لرغبة اسرائيل في التهرب من استحقاق السلام في فلسطين والوضع في لبنان (وانتهاء مدة خدمة قائد الجيش في آب )، وإخراج سوريا من تحالفها مع ايران، ورفع يدها عن لبنان وفلسطين، كل ذلك يحمل في طياته الشيء ونقيضه، وهنا لا بد من التمييز بين رغبة اسرائيل في الحرب وقدرتها على التنفيذ او تحملها لتكاليف التنفيذ، وهم يعولون كثيرا على دعم الرئيس الامريكي بوش الذي سيزور المنطقة في ايار القادم، والتي مهد لها وسبقها زيارات متعددة لمسئولين امريكيين خاصة نائب الرئيس ديك تشيني، وهو أيضا يرغب في الحرب، وربما سيحرض عليها ويؤسس لها إن لم يكن قد فعل.‏

متى الحرب....؟؟؟؟‏

هي محكومة برحيل الرئيس بوش وسقفها صيف هذا العام.‏

ويبقى عليهم الاجابة على الأسئلة الأهم :‏

أين الحرب...؟؟؟‏

وماذا بعد الحرب.......؟؟؟‏

والجواب يكمن عند قيادة القوات الامريكية في العراق وأفغانستان، وقيادة الجيش الاسرائيلي في فلسطين ولبنان، هذا الجيش الذي كان يبني خططه العسكرية من أجل تحقيق الطموح بالحروب الخاطفة وبالذراع الطويلة ولا حدود آمنة في مواجهته، أصبحت حروبه مستنقعات وحدوده هو غير آمنة وهو قلق بسبب احتمال التعرض لها وعدم إحكام الدفاع عنها ، وهنا تكمن العقبة الاساسية عند اتخاذ قرار الحرب في اسرائيل.‏

يقول المحللون الاسرائيليون لو خير رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت بين الذهاب في مغامرة عسكرية احتمال الخسارة فيها كبير، وبين الذهاب الى انتخابات مبكرة وخسارة الحكم، فإنه سيختار الأخيرة.‏

كيف لا وهو ما زال يعيش في أجواء نتائج لجنة التحقيق وتحميله مسئولية إخفاقات الحرب الأخيرة في لبنان وما تلاها في فلسطين .‏

ويبقى كل ذلك في مجال التكهنات والتحليل .....!!!!‏

(*) خبير ومحلل عسكري‏

المصدر: وكالة معا الفلسطينية، التاريخ: 7/4/2008‏

2008-04-07