ارشيف من : 2005-2008
الخليل: سنستمر في العصيان المدني ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يعتدي علينا
أكد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل "ان القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة غير الشرعية شكلا إعلاناً صريحاً للخطوات العملية في الحرب على المقاومة". مشيراً الى ان هدف هذا الفريق "هو إيقاع حرب بين الجيش والمقاومة، الأمر الذي كان يعني دمار لبنان". واعتبر "ان ما حصل ليس دخولاً في الفتنة، وإنما عمل محدود قطع الطريق على الفتنة الشاملة التي خططوا لها".
وقال: "هم اتخذوا قرار العدوان ونحن اخترنا ان ندافع بمقدار ما يستلزم الدفاع".. مؤكداً "استمرار المعارضة بعصيانها المدني السلمي لتحقيق الأهداف، وفي مقدمتها تراجع الحكومة غير الشرعية عن قراراتها الظالمة والذهاب فوراً إلى طاولة الحوار".
وإذ أكد حرص المعارضة "على أهلنا في كل المناطق ومن كل الطوائف دون استثناء، لأنهم أهلنا وشعبنا"، رحّب الخليل بـ"كل جهد عربي لمساعدة لبنان على تخطي الأزمة القائمة"، مطالباً "كل الجهات العربية التي تريد أن تساهم في إنقاذ لبنان أن لا تقف لمصلحة طرف في مواجهة أي طرف آخر".
وقال الخليل في بيان مكتوب تلاه في قاعة سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي في مجمع القائم (ع): "لقد كان الرد الطبيعي على هذا الانتهاك الخطير للبيان الوزاري وللثوابت الوطنية ولصيغة العيش المشترك ولاتفاق الطائف، هو تحرك اللبنانيين للتعبير عن موقفهم وتأكيد حقوقهم والدفاع عنها في وجه مجموعة تحتل موقع السلطة وتعتدي على الدستور وتمارس هيمنتها على الوزارات والمؤسسات من خلال ميليشيات مسلحة".
وشرح الخليل كيف ان المعارضة حاولت معالجة المشكلة في الفترة الفاصلة بين إضراب الاتحاد العمالي العام وكلام الأمين العام لحزب الله، "لكن ميليشيات السلطة التي انقلبت على مفهوم الدولة لم تكتفِ بإصدار قراري الحكومة غير الشرعية، بل عملت على منع أي تحرك سلمي بانتشار مسلح مدروس في العاصمة بيروت، فحرّكت عناصرها المسلحة وبثت مناشيرها في الشوارع لمنع التظاهر، وهددت بإطلاق النار وألقت القنابل اليدوية على بعض تجمعات المتظاهرين، في ظل انتشار القناصة والمسلحين على أسطح المنازل وبين بيوت الآمنين".
وشدد الخليل على "ان المعارضة قامت بتحرك مدني سلمي وبعصيان مدني محدود في بيروت، لكن المتسلطين على السلطة الذين لم يقرأوا جيداً تحذيرات المعارضة وتنبيهات المقاومة من خطورة الإقدام على المس بسلاحها، ظنوا أن الأمر يمكن أن يمر في ليلة ظلماء تنير سماءها البوارج الموعودة والدعم الأميركي وإمكانية التحرك الإسرائيلي، حين يبدأون انقلابهم المسلح، لكنهم مرة أخرى أخطأوا في رهانهم حينما لجأوا إلى استخدام السلاح، توهماً منهم أنهم إذا قتلوا وجرحوا عدداً من المتظاهرين فستخرج المعارضة من الشارع وتنهي تحركها السلمي.. لكن أبناء بيروت اضطروا لأن يتصدوا للعابثين بالأمن والمهددين لوحدة بيروت وتعايش أهلها في عمل محدود انتهى بمجرد أن توقفت الاعتداءات المسلحة، ليكون الأمن في عهدة الجيش الوطني الذي يحمي الجميع". مؤكداً "ان "بيروت لا يمكن أن يحرِّف تاريخها أي طارئ عليها، فهي التي كانت ترفض دائماً ولا تزال أي مس بالمقاومة وسلاحها".
وتطرق الخليل بإسهاب الى اعتداءات ميليشيات السلطة في عدد من المناطق، لا سيما في الجبل من قبل ميليشيا الاشتراكي، عن طريق الخطف والإعدام والتمثيل بالجثث، وإذ أكد أن المقاومة حذرت ونبهت "من مغبة التلاعب بأمنها ومحاولة التعرض أو الالتفاف على سلاحها"، قال ان المقاومة "كانت دائماً حريصة أن تحصر الخلاف بالشأن السياسي، لكنها وُضعت أمام خيار وحيد، هو الدفاع عن نفسها بالمقدار الذي يتطلبه الموقف". موضحاً "ان أهداف الحرب على المقاومة واضحة، وقد أماط السيد فؤاد السنيورة اللثام عنها، بإعلانه أنه لم يعد يقبل أن يستمر حزب الله وسلاحه على هذا الوضع".
وقال الخليل: "إن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المعنية بأمن اللبنانيين، وقد اتخذت المعارضة قراراً بمنع كل المظاهر المسلحة في مدينة بيروت، ووضع العاصمة في عهدة الجيش اللبناني".
ورداً على سؤال حول قدوم المدمرة "كول" قبالة الشواطئ اللبنانية قال الخليل: "هذه السلطة ومن وراءها من قوى خارجية تريد احتلال البلد، وتريد ضرب المقاومة وتريد تحويل لبنان من بلد مقاوم ممانع الى بلد عميل تحت الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية.. نقول لهم (على نفسها جنت براقش)".
وحول مطالبة الرئيس أمين الجميل بتعهد من قبل حزب الله بعدم تدخل سلاح المقاومة في الداخل قال الخليل: "نقول لمن يطلب هذه الضمانات والتعهدات، شرفوا أنتم قبل ذلك وأعطونا ضمانات بأنكم لن تتآمروا على هذا البلد، وأنكم لن تتآمروا على المقاومة وعلى سلاح المقاومة، ونحن حاضرون ساعتئذ ان نقدم هذه الضمانات".
ورأى أنّ "ما جرى على الأرض هو دفاع عن هذه القضية الشريفة، وليس له علاقة بالموضوع السياسي". وقال: "نحن لا نثمر ما جرى على الأرض من أجل فرض حلول أبدا, هناك عملية سياسية وحوار سياسي سينطلق للتحاور بين اللبنانيين للوصول الى نتيجة معينة".
ولفت الى ان "حزب الله ليس بوارد نزع سلاح أحد أبدا، فهذه مسؤولية الجيش اللبناني".. مؤكدا أنّه "من الآن وصاعدا لن نجلس مكتوفي الأيدي على من يعتدي علينا، لأن هناك مؤامرة كبيرة جدا على البلد وعلى المقاومة".
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008