ارشيف من : 2005-2008
مواقف المعارضة: أعدنا القاطرة إلى السكة الصحيحة
لاقت الأحداث التي شهدها لبنان على مدى الأيام الماضية اهتماماً كبيراً من مختلف السياسيين اللبنانيين، وبرز حجم الذهول والاستنكار للاعتداءات المسلحة التي نفذتها ميليشيات "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بحق المواطنين الآمنيين في مختلف المناطق اللبنانية، كما ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة لقرارات الحكومة التي جاءت لتنفّذ التعليمات الاميركية ـ الاسرائيلية باستهداف المقاومة وسلاحها.
وفي هذا الإطار قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: "لا يجوز أن تتحكم فئة قليلة استولت على السلطة وتظلم فئة كبيرة من الناس، وأن تجعل مستقبل اللبنانيين جميعا ومستقبل بلدهم في أيدي هذه السلطة التي لا يهمها سوى أن تبقى متسلطة ومسلطة على رقاب الناس ولقمة عيشهم". متسائلا عن "تكديس الأسلحة وتوزيعها على الناس وفتح المكاتب المسلحة، فهذه المكاتب أصبحت مصيبة على اللبنانيين وعلى أصحابها".
وتوجه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى الشعب اللبناني عامة وبيروت خاصة بالقول: "هذا اليوم هو انتصار للبنان، وليس انتصار أناس على أناس آخرين. هو انتصار بالعودة إلى الميثاق الوطني، إلى اعادة التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني". معتبراً أن المعارضة بما قامت به "أعادت القاطرة إلى السكة الصحيحة".
ورد الرئيس عمر كرامي الأحداث الأخيرة إلى "قرارات الحكومة الخاطئة حول شبكة اتصالات المقاومة وجهاز أمن المطار"، داعياً الى "العودة عن هذين القرارين ثم الحل السياسي". كما دعا الى "استقالة الحكومة لأنها المشكلة الأساسية".
وحذر رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن قوى الرابع عشر من شباط بـ"الكف عن لعبة الموت التي تحركها الأصابع الأميركية والصهيونية، والتي تود ان تدفع بلبنان الى نفس المصير الذي وصل إليه العراق". متهماً الوصاية الجديدة بـ"إلغاء كل الزعامات السنية البيروتية واستبدالها بأشخاص ما عرفت السنة إلى حياتهم وأخلاقهم وبيوتهم سبيلا".
وحمل وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ على السلطة التي تنكرت "لبيانها الوزاري ومحاولة التذاكي والتشاطر واللعب على الألفاظ والقضم التدريجي لمفهوم المقاومة، وهو ما لمسناه وعانينا منه وحاولنا احتواءه قبل ان تنفجر الأزمة". معتبرا "ان حكومة الرئيس السنيورة ذهبت أبعد مما تطلبه الأمم المتحدة نفسها التي تكرر ان موضوع سلاح المقاومة منوط بعملية سياسية داخلية تشمل كل الأطراف".
وأسف رئيس حركة التوحيد اللبنانية الوزير السابق وئام وهاب "ان تجر مجموعة من اللبنانيين يمثلهم سعد الحريري والسنيورة لبنان إلى ما لا نتمناه"، وقال: "انتهى في بيروت عهد الذين استفادوا من دم الشهيد رفيق الحريري خلال 3 سنوات". وقال للسنيورة: "عليك ان تغادر، والمطلوب هو اعادة صياغة لكل الحكم والسلطة في لبنان".
ودعا رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي "بعض رموز السياسة في لبنان إلى التوقف عن اللعب بأمن لبنان واللبنانيين وزج مؤسسة الجيش والمقاومة الوطنية في خضم الأزمة السياسية وإشغال البلد بالألعاب السياسية البهلوانية". وقال: "ان تحذيراتنا المتكررة من توزيع السلاح بين أيدي الميليشيات المستولدة من رحم الخطط والمشاريع الخاصة أثبتت ليس فشلها فحسب، بل خطورتها المتمثلة في جر اللبنانيين إلى الاقتتال الأهلي والتنازع الدموي".
وقال الوزير السابق وديع الخازن: "ان التعنت الذي أبداه بعض رجال السلطة المستأثرة بالقرارات أوصل البلاد إلى أفق مسدود، وكان لا بد من فقء الدمّل لتنفيس الاحتقان وتغليب الحس الوطني الذي يقضي بالشراكة الحقيقية". معتبراً ان تراجع السلطة عن قراراتها "بحق من حرر الأرض ليس عيبا أو انتقاصا، بل هو فضيلة وطنية".
وحمل المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل بشدة على خطاب السنيورة الأخير عندما اعتبر ما حصل في بيروت انقلابا من جانب المعارضة قائلاً له: "الانقلاب هو الانقضاض على المقاومة في لحظة اعتقاد وحساب خاطئة من خلال محاصرتها بقرار تعطيل شبكة التواصل السلكي.. الانقلاب هو ممارسة النفاق السياسي والاعلامي بتشويه الحقائق وقلب المعطيات وخلق معارك وهمية أمام الرأي العام الدولي والعربي ومؤسساته، وتصديقها والبناء عليها داخليا".
وشدد أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان على "ان سبب الازمة هو تجاهل المسائل الخلافية وتغليب منطق السلطة والنفوذ على منطق الحقوق والدولة، ما أوصل البلاد الى هذا النزاع وجعل لبنان ساحة لكل أنواع التجاذبات الخارجية، وأفقده المناعة السياسية المطلوبة".
واعتبر النائب السابق ناصر قنديل "ان قراري الحكومة في 5 ايار يعادلان قرار حرب تموز بتصفية المقاومة، وأن خطوات الحكومة كانت رهانا إسرائيليا كُسر من خلال ما أقدمت عليه المعارضة". لافتاً الى ان "القرارات محاولة لدفع الجيش للاشتباك مع المقاومة ووقوع فتنة كبرى لا يريدانها، وأن ما صدر عن الحكومة ليس زلة لسان من الرئيس السنيورة، بل هو مخطط أميركي ـ اسرائيلي".
ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح إلى ان تصريحات فؤاد السنيورة وسعد الحريري هي بمثابة "اللعب على حبال الكذب وتضييع الوقت الذي لا يؤسس لحوار جدي ولا لمرحلة جديدة"، موضحا "ان مدينة بيروت هي عاصمة للبنان ولكل الطوائف، وسوف يكشف أهلها ان ما حدث هو عودة حقيقية لأحضان العيش المشترك.. وما انسحاب المعارضة وإلغاء المظاهر المسلحة الا تأكيد لهذا الواقع".
وخلال لقاء موسع عقد في دارة النائب السابق وجيه البعريني في وادي الريحان تساءل: "هل من المعقول ان ينجرف أهل السنة ويتحول شبابهم الى جنود من اجل تنفيذ المخططات بدل ان يكونوا في خط الدفاع الاول عن العروبة والقضايا الكبرى"؟! وقال: "لقد انفضح المشروع، ولا نفهم كيف ان بعض الناس حتى الآن لم يقتنعوا بأن هذه الحكومة وكل الفريق الذي يدعمها هم موظفون في المشروع الاميركي".
وفي لقاء عقد في منزل المرحوم عمر الداعوق حضره الوزيران السابقان عصام نعمان وبشارة مرهج والنائب السابق بهاء الدين عيتاني وخالد الداعوق، أشاد المجتمعون بـ"المقاومة وبتعاونها مع الجيش اللبناني وتسليمه مراكز المستقبل"، معربين عن أملهم في "ان ينتج عن هذا التحرك عودة الى الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، وجمع جميع الفرقاء للتوصل الى حكومة انتقالية تؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية جديد وتنقذ البلاد من انفلات أمني خطير".
وحذر لقاء الأحزاب اللبنانية في الجنوب في بيان أصدره بعد اجتماع عقده في مركز التنظيم الشعبي الناصري في صيدا: "ميليشيا السلطة وفريق 14 شباط من مغبة التمادي في اثارة التحريض المذهبي والطائفي وافتعال الأزمات"، مندداً "بإقدام فريق 14 شباط على ارتكاب المجازر بحق المواطنين الأبرياء، خصوصا ما ارتكبته بحق عناصر المقاومة من الحزب السوري القومي في الشمال".
وصدر عن المكتب السياسي لحزب الاتحاد بيان اعتبر فيه ان "كلام سيد المقاومة جاء وطنيا وصادقا حدد فيه طبيعة الصراع السياسي الدائر بين فريقين ومنهجين"، مشيراً الى "ان المقاومة لا تنتمي الى مذهب محدد، بل تنتمي الى كل الوطن وكل المذاهب".
وتوجه الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان له بـ"الثناء والتقدير لأهالي بيروت الأوفياء الأشراف، الذين انتصروا لهوية وكرامة بيروت"، وقال: "ان هكذا وقفة تؤكد خيار البيروتيين المتمسك بالمقاومة".. حاملا على من "عاثوا فسادا وإفسادا في بيروت وتاجروا بالدماء واستخدموا الشحن الطائفي والمذهبي وسيلة للقضاء على وحدة لبنان".
واتهم رئيس "هيئة علماء جبل لبنان" الشيخ محمد درويش النائب وليد جنبلاط بأنه "يريد ان يقاتل بأهل السنة لتحقيق مشروعه السياسي المكشوف"، مثنياً على الدور الذي لعبته "الهيئة السنية لنصرة المقاومة"، داعيا "جميع المسلمين في جبل لبنان وإقليم الخروب الى التبصر والتعقل".
وأدان تجمع العلماء في جبل عامل ما صدر عن الحكومة من قرارات "وضعت البلد على حافة الانفجار وقد تؤدي به الى ما لا تُحمد عقباه"، داعيا "علماء المسلمين كافة الى التنبه لمخاطر ما يحاك للبنان والمنطقة من مؤامرات ودسائس أميركية وإسرائيلية".
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008