ارشيف من : 2005-2008

جنبلاط: تاريخ حافل بالعمالة والتآمر منذ الثمانينيات

جنبلاط: تاريخ حافل بالعمالة والتآمر منذ الثمانينيات

"في 17 حزيران عام 1982 ركب مروان حمادة السيّارة المصفّحة للسفير الأميركي روبرت ديلون وبصحبته السكرتير الأول في السفارة ريان كروكر، موفداً من قبل فيليب حبيب وإلياس سركيس، وذهبوا جميعاً إلى وليد جنبلاط ـ رئيس الحركة الوطنية آنذاك ـ في المختارة، حيث كان "البيك" في قصره يراقب ويستقبل الجنود والضباط الإسرائيليين وشيمون بيريز. وكان هدف الزيارة إقناعه بالانضمام إلى لجنة السلامة العامة.
وبعد أن اجتمع بسركيس اجتاز جنبلاط طرقات بيروت وصولاً إلى منزله في المصيطبة، حيث كان من تبقى من أركان الحركة الوطنية ينتظرونه بعد انتقادات وتململ بأنه لم يطلق طلقة واحدة على القوات الإسرائيلية في الجبل، فبادرهم بحدة: "لم أكن قادراً على مقاتلة آلة الحرب الإسرائيلية بمفردي، ودوري هو الدفاع عن طائفتي لا إحصاء الشهداء". هذا ما أورده "آلان مينارغ" في كتابه "أسرار حرب لبنان"، وهي وقائع سادت خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
ونضيف هذه الوقائع إلى ما كشفه رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الأسبق "إيف بونيه" في كتابه الأخير "لبنان: رهائن الأكذوبة" الذي صدر في باريس، ويميط فيه اللثام عن واحد من الألغاز التي انطوت عليها غارة نفذتها الطائرات الفرنسية على ثكنة "الشيخ عبد الله" في بعلبك في 16 تشرين الثاني 1983. وذكر "بونيه" أن سبب الغارة معلومات تلقتها المخابرات الفرنسية من النائب وليد جنبلاط حينذاك تفيد بوجود مجموعة من المقاتلين الشيعة تابعين للحرس الثوري الإيراني وحزب الله مختبئين في الثكنة، وهي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم على معسكر للقوات الفرنسية" في العام نفسه.
وما لبث أن نفّذ سرب من المقاتلات الفرنسية غارة على الثكنة، ولكنها فشلت تماماً، ولم تؤدِّ إلا لاستشهاد أحد الرعاة، إذ كانت المجموعة المذكورة غادرت المكان قبل وصول الطائرات الفرنسية.
 ويذكر "كينيث تيرمان" في كتابه "العد العكسي للأزمة ـ المواجهة النووية المقبلة مع إيران" هذه الحادثة، ويفسّر سبب فشل الغارة بقوله إن إيران تلقت من أحد "عملائها" داخل السفارة الفرنسية في بيروت إنذاراً بوقوع الغارة. وفي ملاحظة على الصفحة نفسها يقول "بونيه": "في الواقع إنه (جنبلاط) مخبر من كل الأنواع، لأن وكالة المخابرات المركزية "CIA" تعترف بخدماته لها".
وتتقاطع هذه الوقائع والمعلومات مع ما ذكره "غوردون توماس" الذي ألّف أكثر من (30) كتاباً عن أجهزة المخابرات المركزية والموساد، في كتابه "الأسلحة السرية للمخابرات الأميركية"، أن وكالة الـ"CIA" تمكّنت مطلع الثمانينيات من تجنيد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي ساهم في التجسس على السفارات الأجنبية في بيروت. ويقول توماس: "لقد كانت المعلومات التي قدمها وليد جنبلاط عن السوريين وحزب الله معلومات ساحقة".
م.ح
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008


2008-05-16