ارشيف من : 2005-2008
الغرب الداعم للسلطة أُسقط بيده جراء السرعة في الحسم العسكري
باريس ـ نضال حمادة
قالت مصادر في الخارجية الفرنسية لـ"الانتقاد": "ان هناك اتجاها للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من اجل الحصول على إعلان رئاسي حول لبنان". وأضافت المصادر: "ان السياسة الفرنسية تتجه نحو التهدئة والحفاظ على الحكومة الحالية التي تعتبرها فرنسا شرعية". وأوضحت المصادر أن "فرنسا تنتظر مساعي الجامعة العربية، وتأمل في نجاحها من غير أن تقفل الباب على مبادرة فرنسية جديدة إذا ما سمحت الظروف". وحول العلاقة مع حزب الله قالت المصادر المذكورة: "هناك اتصالات بين السفارة الفرنسية في بيروت وحزب الله". وأوضحت أن "السفارة تنقل وجهة النظر الرسمية الفرنسية التي تطالب بوقف المظاهر المسلحة والاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية".
وبحسب مصادر عسكرية فرنسية سابقة عملت في لبنان، فإن دوائر القرار في أوروبا وأميركا فوجئت بسرعة الحسم العسكري للمعارضة في بيروت والجبل. وقالت المصادر العسكرية الأوروبية "إن القناعة التي كانت سائدة بناءً على معلومات البعثات الدبلوماسية وأجهزة الاستخبارات، كانت تقول بقدرة ميليشيات فريق السلطة على الصمود مدة تقارب الشهرين في حال وقوع نزاع مع المعارضة وحزب الله". وتضيف المصادر نفسها: "ان دوائر القرار السياسي في الغرب كانت تبني ردود فعلها على تلك المهلة التي يمكن من خلالها تنظيم تحرك دولي يحاصر المقاومة ويسقطها. غير أن سرعة الحسم العسكري على الأرض وضعت أصحاب القرار في الغرب أمام أمر واقع جديد لا مجال لمجابهته، وهذا ما انعكس على ردود الأفعال الرسمية في تلك الدول على تحرك المعارضة في لبنان". ولاحظت المصادر العسكرية الأوروبية أن "وزارة الخارجية الفرنسية انتظرت أربعة أيام حتى تصدر بيانا رسميا حول الوضع اللبناني المستجد"، وهذا دليل واضح على حالة الارتباك والذهول التي أصابت دوائر القرار الغربية.. "لقد أُسقط في يدهم" تقول المصادر، و"هم سيتعاملون مع الوضع الجديد بواقعية مع استعمال نبرات عالية. غير ان ذلك لن يصل بأي حال من الأحوال إلى درجة التدخل العسكري المباشر او غير المباشر". وتشير الى وجود "واقع جديد على الأرض، والواضح ان هذا الواقع مسيطر عليه ومن الصعب تغييره".
وتعتبر ان "ردود فعل قيادات الموالاة صراخ على أطلال الحكم المنهار، غضب على الغرب الذي تخلى عنهم عندما احتاجوه. لقد سقطت ميليشيات السلطة الموالية للولايات المتحدة خلال ساعات معدودة، من دون وقوع مجازر او انتهاكات في المعركة". وتضيف المصادر: "ان السيطرة على عاصمة بحجم بيروت بخسائر لا تتعدى أصابع اليد دليل كبير على قوة سوف يفكر الآخرون مرات عدة قبل التدخل ضدها ومواجهتها". وتذهب المصادر العسكرية في إعجابها بهذا الحسم إلى القول: "ان العسكر هنا يدرس حاليا كيفية تمكن حزب الله من السيطرة على عشرات القناصة المختبئين في أعالي البنايات بهذه السرعة والفعالية". وتشرح المصادر أسباب التعجب هذا بالقول: "ان أكثر ما يؤذي الجيش الأميركي في العراق هو مجموعات القناصة التابعة للمقاومة العراقية، التي تلحق خسائر كبيرة بالجنود الأميركيين، دون تمكن الجيش الأميركي من التخلص من هذه المعضلة حتى الآن". مستشهدة بالقناص العراقي الذي انتشر صيته عبر عمليات القنص التي يقوم بها منذ سنتين، مع تصوير كل ما يفعل من دون أن تتمكن قوات الاحتلال الأميركي من القبض عليه حتى اليوم، وتقول: "لا شك في أن ما فعله مقاتلو حزب الله في هذا المجال سوف يكون محل متابعة ودراسة من قبل المؤسسات العسكرية في الدول الغربية".
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008