ارشيف من : 2005-2008
قاسم: نريد تسوية لا يكون فيها غالب ولا مغلوب
التقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بحضور المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وفد اللجنة العربية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأعضاء وفد اللجنة العربية، حيث جرى التباحث في مهمة اللجنة، وكيفية الخروج من الأزمة الراهنة. وإثر اللقاء صرح الشيخ قاسم للصحافيين فقال: " نحب أن نؤكد أننا على ما كنّا عليه كحزب الله وكمعارضة، اعتبرنا أنّّ ما حصل هو علاج موضعي لمشكلة طارئة لها علاقة بالمقاومة، ونتمنى أن يكون هناك اعتبار للمستقبل كي لا نزج بمثل هذه الموضوعات في أي وضع داخلي. ونحن الآن عدنا إلى المقلب الأول الذي يعني المعالجة السياسية بكل انفتاح من دون شروط مسبقة. من هنا ستكون الحوارات قائمة برعاية الجامعة العربية حول نقطتين أساسيّتين: الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية، والثانية هي قانون الانتخابات، لأنّ رئاسة الجمهورية التوافقية محسومة عندنا للعماد سليمان".
وأضاف: "ولا بد في هذا المقام من أن نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بالرحمة وأن يشفي الجرحى الذي قدّموا من أجل عزة لبنان وكرامته ومقاومته، وتحية خالصة الى الجيش اللبناني الذي أحسن الأداء، فجعل من هذه المؤسسة مؤسسة ضامنة للسلم الأهلي في لحظة تاريخية صعبة ومعقدة".
وأوضح قاسم ان المعارضة تريد "العودة إلى تسوية تؤدي في النهاية إلى أن لا يكون هناك غالب ولا مغلوب"، وقال: "نريد المشاركة كي لا يستأثر أحد بهذا الحكم، ونريد التعاون لبناء لبنان معا. لن تنفعنا أميركا ولن ينفعنا التدخل الدولي ولن نحصل إلا على المزيد من السلبيات كلما رهن البعض أمره للخارج. نحن مع تكاتف اللبنانيين من اجل الحل، والحل بأيدينا جميعا، لا يجوز أن يكون هناك عناد وغطرسة. وإذا فكر أحد أن بإمكانه أن يستفيد من الواقع الدولى والإقليمي لتحسين شروطه فهو مخطئ, نحن في لبنان لدينا امتداد شعبي كبير والطرف الآخر لديه التمثيل الشعبي, ونحن نعترف بالآخر كما يجب أن يعترف بنا، وبالتالي علينا أن نحتكم إلى الشعب والمؤسسات الدستورية. لقد رأيتم بأم العين كيف عادت بيروت إلى حضن الأمن اللبناني من خلال الجيش اللبناني خلال فترة قصيرة من الزمن". وأكد ان "بيروت للجميع, وليست لطرف دون آخر وليست لجهة دون أخرى، وبالتالي كلنا معنيون أن نحفظ لبنان ونحمي لبنان". داعيا الى "الابتعاد عن لغة التشنج والعصبية، لأننا في هذه المرحلة بحاجة لأن نكون معا". وقال: "ليس هناك أي طرف بإمكانه أن يعطي شهادات للآخرين, فلنترك للناس ان تعطي هي الشهادة بالوطنية من خلال التضحية والفداء والمقاومة والجهاد والعمل من أجل وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين".
وكرر سماحته: "نحن في مرحلة جديدة يجب أن يكون طابعها الحوار والتفاهم والوصول إلى حل. وأقول لكم إذا كان الطرف الآخر مستعدا للإسراع الى تسوية مقبولة ومعقولة فنحن حاضرون بأسرع وقت كحزب الله ومعارضة". مؤكداً ان "شروطنا ليست معقدة ومن ضمن الطائف والدولة، ومن ضمن التسوية التي تعطي للأطراف بحسب تمثليهم والواقع السياسي والشعبي".
ورداً على أسئلة الصحافيين قال قاسم: "تحدثنا عن رأينا في كيفية الحوار وسننتظر جهود وفد الجامعة العربية، وهو الذي يعلن عن النتيجة التي تناسب الطرفين. ولكن بالنسبة إلينا ليس هناك بحث إلا بما كنا نبحث به قبل صدور القرارين". متمنياً أن "يكون الحوار أسهل وأيسر، لأنّ جميع الأطراف أدركوا أن الخيار الوحيد هو أن نبحث معا بشكل أرضي، أي ان نكون واقعيين، فنعالج ما نحن بصدده". وقال: "أمامنا مشكلة، لا يوجد رئيس جمهورية في البلد، ولا توجد حكومة في البلد، ولا يوجد قانون انتخابات يساعد على ان نعيد إنتاج السلطة, المطلوب معالجة هذه الأمور الثلاثة, وبعد الانتهاء منها وتقديم العلاج السليم من خلال الحوار والتسوية تطرح الأمور الأخرى بشكل طبيعي وفق الآليات الدستورية المعروفة".
وطالب قاسم: "بأن لا يتكرر المشهد الذي حدث في قرارات خاطئة تؤدي إلى ضرب المقاومة لمصلحة المشروع الأميركي الإسرائيلي، وبالتالي رد الفعل الذي حصل هو على فعل, عندما لا يحصل هذا الفعل لا يحصل أي شيء". موضحاً "انه لا يوجد أي نشاط داخلي لسلاح المقاومة، بل هو في مواجهة "إسرائيل".
الانتقاد/ العدد1267 ـ 15 ايار/مايو2008