ارشيف من : 2005-2008

معرض استعادي للفنان الراحل حسان علم الدين: تغلّب على الشلل ورسم بيده اليسرى

معرض استعادي للفنان الراحل حسان علم الدين: تغلّب على الشلل ورسم بيده اليسرى

خطيرة أدت إلى شلل جزئي للجانب الأيمن من جسده، وشلل كلي لساعده الأيمن في العام 2001.‏

لكن الفنان علم الدين تمكن من التغلب على شلله عندما تدرب على الرسم بيده اليسرى وذلك بعدما حثته زوجته وملهمته جنان وشجعته على ذلك وأصبح قادراً على الرسم والإبداع مجدداً في العام 2003.‏

كرّس علم الدين الثلاث عشرة سنة الأخيرة من حياته لفنه، وتوفي في شهر شباط من العام 2007.‏

التراث والتاريخ‏

انتهج علم الدين الأسلوب الكلاسيكي المنفذ بالألوان الزيتية، فرسم الصروح والمناظر الطبيعية وبيوت القرميد وسكان القرى، وفي أحيان أخرى استلهم مشهديات من التاريخ الإنساني كما هو الحال في لوحته "النبي موسى(ع)" التي رسمها في العام 1993، وهي تمثل النبي حاملاً وصاياه محفورة على ألواح حجرية، وهو يقف على سفح جبل، أما التوليف اللوني العام للوحة فمكتظ بالألوان الحارة المتدرجة من البني إلى الأحمر فالأصفر الترابي.‏

الخصوصية الهجينة‏

المتأمل في لوحات حسان علم الدين لا بد أنه سينتبه إلى روح أعمال المستترين في الكثير من التفاصيل، وفي لوحات أخرى هناك استعارة للضوء الأوروبي الذي يحضر في الأعمال الكلاسيكية العالمية، فالسماء والوجوه والظلال في لوحته، تحمل البصمة الضبابية الوقورة، بعكس شمس لبنان أو الشرق عموماً، حيث الضوء الصريح الحاد، المتموج، الصارخ، الداخل في الأشكال والألوان ليرونقها.‏

إذاً لوحة علم الدين هي مزيج مما تعلمه من أستاذه الراحل الفنان رشيد وهبي، ومن لوحات المستشرقين، وكذلك الانطباعيين الغربيين.‏

هذا لا يعني أن الخصوصية تغيب عن أعماله، لكنها تحضر بخفر، أما الايجابية فتكمن في توحيد آليات بناء لوحته، فلا نشعر أننا أمام عدة فنانين، بل هو فنان واحد منتج، ومتحرك بذات الايقاع والتوتر والثقة.‏

تعلم على نفسه‏

لم يدرس حسان علم الدين في معهد أكاديمي، بل هي دروس قليلة استقاها من الفنان رشيد وهبي، من هنا علينا إعادة قراءة لوحاته من خلال هذا المعطى، فمن تعلم على نفسه له شيء من الخصوصية حينما توضع لوحاته على مشرحة النقد. بل أكثر من ذلك، نسجل أن علم الدين لم يكن فناناً محترفاً بحيث أن السنوات والتجارب تتحول إلى معلم أول يصقل التجربة ويشذبها من الهنّات المفترضة.‏

الوزير الغائب!‏

تكمن أهمية المعرض في افتتاحه في أوقات مفصلية متوترة من التاريخ اللبناني، والأرجح أن وجود لبنان على خط الزلازل حوّله إلى بلد دائم الأزمات، ما يعني أن الذي يرهن نشاطه بمناخات التهدئة قد لا يتحرك من مكانه أبداً.‏

الأهمية الثانية تحضر في إصرار زوجة الراحل على تنظيم هذا المعرض بعد مرور حوالى السنة على غيابه، وهو وقت قريب قلّما يحصل في حالات مماثلة.‏

هذا الإصرار من الزوجة، لم تلاقه أية اشارة من وزارة الثقافة، بل على العكس تماماً حيث كان من المفترض أن يفتتح المعرض برعاية وزير الثقافة غير الشرعي طارق متري، وهو ما كُتب على بطاقة الدعوة، لكن المدهش وغير المبرر هو أن لا يحضر الوزير المذكور، أو حتى يرسل من يمثله، بل لا يتصل بالمنظمين للاعتذار وشرح مبررات غيابه.‏

الخطوة التي لا تليق بمن يحملها صفة وزير ثقافة، لاقت الكثير من الاستهجان من قبل جميع من حضروا، الشاعر اللبناني هنري زغيب وقف على المنبر وأشار إلى الأمر وغرابته.‏

أما في كواليس الأحاديث فكانت الفكرة الأساس تتمحور حول المستوى المتدني الذي وصلت اليه الأمور، وضعف الاهتمام والجدية في الوزارة التي من المفترض أن تشجع أي نشاط ثقافي في ظروف كتلك التي تعيشها البلاد.‏

عبد الحليم حمود‏

حسان علم الدين (1933 ـ 2007)‏

ولد حسان علم الدين في حزيران من عام 1933 في بيروت.‏

تعلم قواعد فن الرسم ومبادئه وتمكن من تقنياته في صغره على يد الرسام الشهير الراحل رشيد وهبي.‏

تخرج من الجامعة اللبنانية في بيروت من كلية ادارة الأعمال والاقتصاد حائزاً شهادة بالادارة العامة وادارة الموارد المالية في العام 1962.‏

تولى منصباً في القطاع العام حيث خدم في وزارة المالية حتى تقاعد في العام 1979.‏

وقد أطلق العنان لمسيرته الفنية في العام 1994 في خريف العمر وكان قد بلغ الستين.‏

عانى من سكتة دماغية خطيرة أدت إلى شلل جزئي للجانب الأيمن من جسده وشلل كلي لساعده الأيمن في العام 2001.‏

تمكن من التغلب على شلله عندما تدرب على الرسم بيده اليسرى وذلك بعدما حثته زوجته وملهمته جنان وشجعته على ذلك وأصبح قادراً على الرسم والإبداع مجدداً في العام 2003.‏

كرّس الثلاث عشرة سنة الأخيرة من حياته لفنه وتوفي في شهر شباط من العام 2007.‏

المعارض الفردية‏

نادي الغولف في لبنان بيروت ـ لبنان 2001.‏

القاعة الزجاجية، وزارة السياحة ـ بيروت ـ لبنان 2004.‏

المعارض المشتركة:‏

قاعات الصليب المقدس، معرض (ايقاعات لونية) دمشق ـ سوريا 2004.‏

قاعات قصر الأونيسكو، معرض بعنوان (صرخة) بيروت ـ لبنان 2007.‏

حديقة مار انطونيوس، معرض (لبنان والفن والسلام) الجديدة ـ لبنان 2007.‏

الجوائز:‏

جائزة سعيد عقل ـ بيروت ـ لبنان 2004.‏

جائزة أفضل إنجاز لسنة 2004 إذاعة الشرق، بيروت لبنان 2004.‏

الامتداد الجغرافي‏

لبنان، سوريا، المملكة العربية السعودية، العراق، دولة الإمارات، الولايات المتحدة، فرنسا، بلجيكا.‏

الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008‏

2008-05-09