ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: التفرغ للكتابة
(قده)، هل يمكن للكاتب أن يمارس دوره الإصلاحي، وهو والمجتمع بأسره يرزحان تحت عبء الفقر والقهر السياسي؟
كيف له أن يختص بالكتابة فقط، الكتابة الأدبية، السياسية.. فيمارس نشاطاته ويخوض غمار هذا البحر من دون أن يلتفت إلى الوراء، كيف له أن يمارس وظيفته ودوره بمنأى عن سياط الفقر والسلطة الجائرة كي يكون كاتباً يصارع كتّاب عصره تماماً كما كان طه حسين، عباس محمود العقّاد، ومصطفى صادق الرافعي.
لا بد لمن يريد أن يسهم في مشروع التحرر الفكري والروحي ويجمع بين أفقي الثورة والدين أن يتفرغ للقراءة والكتابة، ولا بد لمجتمعه أن يساعده على المضي بعيداً في اختياره، ضمن آليات متعددة تصب كلها في حالة التفرغ والانقطاع للكتابة، التفرغ للكتابة ضرورة حتى لو اضطررتم لسجن الكتّاب فافعلوا عسى أن يتاح لهم في أروقة السجن الوقت الكافي للقراءة والكتابة بعيداً عن رائحة السلطة، بعيداً عن نزيف المتطلبات اليومية وتفاصيلها الصغيرة التي تقتل أوقاتهم، حتى لو اضطررتم إلى السجن اسجنوهم ففي السجن كتب أحمد فؤاد نجم قصائده الثورية وكذلك فعل مظفر النوّاب وغيرهما، وتحت قناديل الحرّاس قرأ الفارابي وكتب، وأنتم أيها القيّمون على هذا البلد إذا لم يكن بإمكانكم تقديم أي شيء للكتّاب والمثقفين فاسجنوهم، فمن جهة تأمنوا شرورهم ومن جهة أخرى نستضيء نحن بقناديل الوعي التي سيشعلونها في أقبية السجون.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008