ارشيف من : 2005-2008
باختصار: ستون عاماً
ستون عاماً مرت على الخطيئة الكبرى، خطيئة الدول العربية قاطبة بالتفريط يومها بأرض فلسطين، ستون عاماً أمل فيها الكيان الغاصب أن تكون الذاكرة العربية والفلسطينية خصوصا قد فقدت كل المشاهد المتعلقة بأرض الإسراء والمعراج وأولى القبلتين، لكن المناسبة هذا العام جاءت منشطة للذاكرة المقاومة، وبدل أن يكون العام الستون مناسبة لاستكمال الحلم الصهيوني الأميركي بدولة عنصرية صافية آمنة مهيمنة على محيطها ناهبة لثرواته، كان مناسبة لانطلاق المخاوف الجدية حول مصير هذا الكيان، فأصبح يعيش قلقا وجوديا بفضل دماء المجاهدين الذين افتتحوا، بالرغم من عمالة بعض الأنظمة العربية، عصر الانتصارات على العدو.
لقد ظنوا أن عشرات من السنين كافية لنسيان قضية ولم ينتبهوا إلى أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وأن القضية عندما تكون قضية شعب لا يمكن أن تنسى ولا سيما عندما تقف وراء هذا الشعب مقاومة أعادت عقارب الساعة إلى الوراء وقلبت الموازين.
وبرغم ذلك ما زلنا نعاني من أولئك العملاء الذين باعوا الأرض وباعوا الشعب قبل ستين عاماً، ما زلنا نعاني من عمالتهم وغبائهم ورهاناتهم الفاشلة، ويبدو أنهم أصبحوا في وضع من وجد نفسه غارقا ولا يقوم بشيء سوى الإمعان بإغراق نفسه أكثر فأكثر، وهم أصبحوا أكثر وقاحة بإعلان تآمرهم.
ولكن ما لم يستوعبوه بعد أن مرّ ستون عاماً واسرائيل هزمت.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008