ارشيف من : 2005-2008
خلف القناع: مش رح يرجعوا...
"إذا هجمت اسرائيل وين بدهم يروحوا أهل الجنوب..".
أما وقد خرج علينا صاحب بدلة "السموكنغ" أمام مقر الاتحاد الأوروبي وخاف ان تتبلل، ورفض النزول في عدوان تموز/ يوليو 2006، ولم يقف لدقيقة مع اللبنانيين الذي قضوا أياماً أمام هذ المقر تحت الثلج وتحت المطر للتنديد بالهجوم الاسرائيلي والعدوان الدولي على لبنان.. اما وقد عاد إلى نغمة "الحساب" الذي يريد فتحه بعد الحرب.. و"لوين بدهم يروحوا".. فعليه ان يعرف ما يلي:
أهل الجنوب يا "شيخ سعد" لم يهربوا من قراهم ومدنهم.. بل أرادوا فتح الطريق أمام المقاومة كي لا تضطر للوقوع بين امرين، مقاتلة العدو الهاجم على وطنهم، ولا ادري إن كنت تعتبره "لبنانك".. وبين حماية المدنيين ونقلهم الى أماكن آمنة، وهي كانت وستبقى تقوم بهذه الدور..
فأهل الجنوب سهلوا للمقاومة مهمتها وتركوا لها حرية الحركة.. فضلاً عن انهم تركوا أبواب بيوتهم مفتوحة لها لتأمين كل ما تحتاجه..
أهل الجنوب يا "شيخ سعد" لم ينزلوا الى "بيروتك" بل إلى العاصمة الوطنية التي وضع لها الأمين العام لحزب الله معادلة لم يضعها للضاحية أو للجنوب أو للبقاع، مع انه أكد ان كل أرضنا واحدة، ولكن لخصوصية بيروت وأهل بيروت، وضع المعادلة "الصعبة" التي أثبتت أنه "بيروتي" أكثر من "أبو العبد"..
"إذا قصفتم عاصمتنا فستقصف المقاومة الاسلامية عاصمة كيانكم الغاصب، إذا قصفتم بيروت فإن المقاومة الاسلامية ستقصف تل أبيب"..
"بيروتنا" يا "شيخ سعد"، نزل اليها اهل الجنوب ليعيشوا في "حديقة الصنائع"، ومدارس الدولة اللبنانية، وليس في "مدارسك" يا "شيخ سعد" الا إذا كان بعض من يتنعمون بمال الشهيد رفيق الحريري قد "طوّب" لك ولتيارك مدارس لبنان..
أما وقد أثرت هذا الموضوع فنذكرك بأن أهل الجنوب دفعوا ضريبة زيادة في الاسعار "استغلالاً" لظرفهم، ولكنهم صبروا.. باتوا في عراء بيروت ولم يقتحموا بيت احد، باتوا في فنادق وشقق مفروشة دفعوا أجرتها من مالهم وليس من مال أحد.. في الوقت الذي كان بعض المحسوبين عليك يهددون أهل بيروت لا تستضيفوهم .. "سيحتلون بيوتكم" ولن يخرجوا منها..
بعض مدراء مدارس الدولة اللبنانية رفضوا فتح أبوابها ما اضطر الناس الى خلع أبوابها.. كيف لا وهم يدفعون ضريبة من أجل تعميرها فتحجب عنهم عند الحاجة..
أما عند حليفك فقد وصل سعر ربطة الخبز إلى 5000 ليرة لبنانية وسعر كيلو الحامض الى 7000 ليرة لبنانية..
يمكنك ان تسأل كونك لم تكن هنا يومها ولم تعرف أو لم يخبروك .. أو لن نذهب الى النوايا السيئة..
لكن للمرة الأخيرة سنقول لك ولغيرك.. و"عنجد هذه المرة مش رح يرجعوا".. وإذا رجعوا فستكون "المعركة الحاسمة"..
ومن يعش يرَ يا "شيخ سعد"...
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008