ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: قائد ميليشيا قريطم

مجرد كلمة: قائد ميليشيا قريطم

"الى أين سيذهب أهل الجنوب اذا حصل عدوان اسرائيلي؟.. الى بيروت؟" سؤال كبير جداً طرحه زعيم ميليشيا المستقبل ولم يلق الجواب المناسب عنه، هو افترض أن بيروت ستكون خارج اطار الاستهداف الاسرائيلي على خلفية ارتياط المشروع الذي كان يحكم بيروت بقيادة هذا العدوان.. والحقيقة هي أن المقاومين من أهل بيروت والبقاع والجنوب والشمال والجبل سيصمدون في وجه أي عدوان اسرائيلي، وسيدافعون عن عاصمتهم كما فعلوا في العام 1982 وفي العام 2008.. وسيجد الاسرائيلي اذا ما فكر بعدوان جديد أن كل لبنان مقاومة في وجهه.
ان سؤال سعد هذا دليل على أنه ينبع من عقل قائد ميليشيا وليس زعيم وطني كما يدعي.
وهو ما يؤكد أيضاً أن تيار المستقبل .. ميليشيا، ذات اطار امني وتشكيل عسكري، وسلاح وعتاد من كل الانواع، هذا ما ثبّتته الاحداث التي جرت في بيروت والمناطق في الايام الماضية.
فالانتشار الذي نفذته هذه الميليشيا في بيروت والهجمات النارية التي نفذتها، وما فعلته في الشمال، من حلبا، الى الهجمات بمختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ضد جبل محسن، وفي البقاع أيضاً، من اقفال مسلح لطريق المصنع الذي يربط لبنان بسوريا.. كلها مظاهر تؤكد أنه ميليشيا، فلا ينفع سعد الحريري ادعاء العكس بتاتاً (كما قال: ما حلكم تفهوا أن تيار المستقبل ليس ميليشيا) بينما كان في كواليسه يتغنى بقدرة عناصره في الشمال، وبصدمته من جبنهم وانهيارهم السريع في بيروت.
لو كان تحقق ما وعد به قائد الجناح العسكري في تنظيم المستقبل من صمود الى حد هزيمة المعارضة في شوارع بيروت، بل احتلال مناطقها وقطع الهواء عن مناصريها.. لكان سعد الحريري خرج ليقول انه صنع واقعاً جديداً، وإنه قائد هذه الميليشيا المنتصرة، لكن من اشتراه بفتات المال باعه عند أول وقفة جدية، وهذا هو حال المرتزقة تاريخياً.
بالفعل فإن الاحداث الاخيرة كشفت أن ما أسسه الرئيس رفيق الحريري ورثه فتى غرر به فظن للحظة أنه "ملك" (من الصنف الذين يعاشرهم) وأن البلد كله هو قصر قريطم.
أمير قانصوه 
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008


2008-05-16